تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المستعار]ــــــــ[22 - 07 - 2002, 11:17 م]ـ

بقية العهد المملوكي

وهكذا عاشت المدينة بقية العهد المملوكي بين الهدوء والاضطراب السياسي، وكان تدخل سلاطين المماليك قوياً يبدأ بتعيين الأمير ويصل إلى درجة القبض عليه وسجنه في مصر إذا كثرت منه الشكاوي أو بدر منه ما يقتضي معاقبته.

ويدلنا جدول أمراء المدينة على صورة الحياة السياسية من خلال المعارك والاشتباكات الداخلية والخارجية ونهاية بعض الأمراء.

وأهم الأحداث التي وقعت في هذه الفترة ما يلي:

1 ـ احتراق المسجد النبوي بسبب صاعقة سقطت على المئذنة والسقف، وإعادة بنائه مرة أخرى سنة 886هـ.

2 ـ تجديد المسجد النبوي في عهد السلطان قايتباي سنة 888هـ، وبناء عدد من المدارس والأربطة أهمها مدرسة قايتباي.

3 ـ استيلاء الأمير حسن بن زبيري على بعض نفائس المسجد النبوي، وهربه إلى البادية سنة 901هـ.

4 ـ إلغاء الاستقلال الإداري للمدينة، وإلحاقها بإمارة مكة وتكليف أمير مكة باختيار أمير للمدينة من أفراد الأسرة الحسينية نفسها بعد استشارة قضاة المدينة، على أن يكون أمير المدينة نائباً لأمير مكة يرجع إليه في الأمور المهمة، وبذلك فقد أمير المدينة كثيراً من صلاحياته.

وينتهي هذا العهد بانتهاء حكم المماليك في مصر وسيطرة السلطان العثماني سليم الأول عليها حيث تحول ولاء المدينة ـ ومكة أيضاً ـ إلى العثمانيين، فقد أرسل الشريف بركات ابنه أبانمي على رأس وفد من الأعيان إلى القاهرة وسلمه مفتاح أحد أبواب مكة رمزاً للولاء فبدأ عهد العثمانيين عام 923هـ.

والجدير بالذكر أن المدينة شهدت حركة ثقافية نشيطة جداً في العهد المملوكي ولا سيما في القرنيين الأخيرين، فقد وفد إليها عدد كبير من العلماء من أنحاء العالم الإسلامي ودرسوا في المسجد النبوي، وفي بعض مدارسها، واستوطن بعضهم فيها، وكثرت فئة المجاورين وأسهمت في تنشيط حركة الثقافة.

ومن أبرز العلماء الذين ولدوا فيها، أو وفدوا إليها وأقاموا فيها: ابن فرحون، والحافظ العراقي، والسخاوي، والسمهودي، وغيرهم كثير.

كما ألف في هذا العصر عدد كبير من الكتب عن المدينة وأعلامها، منها: التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة للمطري، وتحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة للمراغي، ونصيحة المشاور وتعزية المجاور لابن فرحون، والمغانم المطابة في معالم طابة للفيروز آبادي، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي وغيرها.


للتوسع:

التاريخ الشامل 2/ 222 - 335

ـ[المستعار]ــــــــ[22 - 07 - 2002, 11:18 م]ـ
العهد العثماني الأول

المدينة والعثمانيون

((923 ـ 1337 هـ))

بدأ هذا العهد بإعلان ولاء الحجاز للسلطان العثماني سليم الأول الذي كان في القاهرة بعد أن استولى على مصر وأنهى حكم المماليك، فتوجه إليه وفد من أعيان الحجاز برئاسة ابن شريف مكة وقدم الطاعة للسلطان، ففرح السلطان بذلك ولقب خاقان البر والبحر وخادم الحرمين الشريفين.

ظلت المدينة تابعة لشريف مكة، وأخذ نفوذ أمير المدينة يتقلص بسرعة في مواجهة نائب شريف مكة الذي بدأ يدير الأمور ويستعين برجاله ثم انتهى النفوذ وألغيت إمارة الحسينيين في الربع الأخير من القرن العاشر الهجري ومن جهة أخرى استفادت المدينة اقتصادياً فوصلتها الأموال والمساعدات العينية، وتضاعف عدد الزائرين بانضمام أعداد جديدة من أتباع الدولة العثمانية المترامية الأطراف.

وفي عام 939 هـ أمر السلطان سليمان القانوني ببناء سور جديد ومعه قلعة حصينة لتكون موقعاً للحامية العثمانية، وازداد عدد المقيمين في المدينة من موظفي الدولة والمهاجرين الجدد، وظهرت تغييرات في البنية السكانية، وتصاهرت العائلات وأصبح تعيين كبار الموظفين من الآستانة، خاصة شيخ الحرم والقاضي و الأغوات (خدام المسجد النبوي) والقائد العسكري والضباط، ورابطت حامية مؤلفة من ثلاث فرق في القلعة، وانتشرت اللغة التركية إلى جانب العربية، وعاشت المدينة في عزلة سياسية بعيدة عن الأحداث وانتهى الصراع على الإمارة كما انتهت سلطة آل مهنا الحسينية، وانتقل كثير منهم إلى القرى والمزارع وانغمس الباقون في العلم والتجارة، وافتتحت عدة مدارس في الأربطة، وازدهر النشاط العلمي في القرن الحادي عشر، ونجت المدينة من الصراعات التي كانت تدور في مكة
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير