تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

على الإمارة ولكنها بقيت تابعة لأمير مكة اسمياً.

وفي عام 1040 هـ. اشتد الصراع في مكة على الإمارة ولجأ الشريف زيد بن محسن إلى المدينة وكتب إلى والي مصر يستعديه على خصمه الشريف نامي فأرسل والي مصر ثلاثة آلاف جندي لنصرته وإعادته إلى الإمارة وخرج معه بعض مناصريه من أهل المدينة، ولما تولى الإمارة أحسن إليهم، وساعد على تنظيفها من المفسدين، فنعمت المدينة بالأمن والطمأنينة، وتولى بعده ابنه الشريف سعد عام 1077 هـ وعين نائباً عنه في المدينة فأساء النائب التصرف، وتدخلت الدولة العثمانية بعد أن كثرت الشكاوى ضده فعزلته وسجنته، وكان هذا مظهراً من مظاهر تعدد القوى المتنفذة وتداخلها فقد أصبحت العاصمة العثمانية مرجعاً أخيراً يعزل ويولي ونائب الشريف هو الحاكم الفعلي يتبع شريف مكة وغالباً ما يكون من أبنائه أو أقاربه، وقد يحدث صدام بينه وبين القوة العثمانية، ففي عام 1090 هـ قتل رجال الحامية نائب الشريف بحجة أنه سبَّ الخليفة العثماني وقبل نهاية القرن الحادي عشر وقعت صدامات مع أفخاذ من قبيلة حرب في موسم (الرجبية) وحدثت سيول ضخمة أغرقت المزارع وكادت تغرق بعض الأحياء.

وفي القرن الثاني عشر ضعفت الإدارة العثمانية وتنازعت القوى المختلفة المتحكمة بالمدينة، وحدثت صراعات بين قيادات الفرق العسكرية، كما حدثت صراعات مع قبيلة بني علي، ووقعت خسائر في الطرفين، واشتد الاضطراب وكثر الفساد، وشارك فيه بعض الأغوات الذين لم يشتغلوا بمهمتهم الرئيسية وتأثروا بالأحوال السائدة. مقابل ذلك حاول بعض المصلحين من أهل المدينة تدارك الأمر فتعاهدوا على مواجهة الفساد وبدؤوا يعملون لذلك فأطلق عليهم اسم جماعة العهد. وحدث أن اصطدم بعض الأغوات مع عساكر القلعة وتحول الصدام إلى قتال، وتحصن الأغوات بالمسجد النبوي وأغلقوه وحملوا السلاح وتدخل جماعة أعضاء العهد لإنهاء الفتنة فرفض الأغوات وساطتهم، وأمر القاضي بالقبض على الأغوات المشاركين في الفتنة وفتح المسجد النبوي وتم ذلك فنقم الأغوات على جماعة العهد، واستطاعوا بعد مدة أن يستصدروا أمراً من السلطان العثماني بقتلهم، وقتل بعضهم وهرب الآخرون وانتهت الجماعة.

وفي عام 1184 هـ كثرت الفتن بين عساكر القلعة وهاجم بنو علي المدينة، وكثرت الاضطرابات وازداد الفساد في الجهاز الإداري، فقام موظف صغير في الفرقة العسكرية اسمه حسن كابوس بتحريض الناس ضد المفسدين من كبار الموظفين والضباط، الذين استولوا على شحنات الحبوب المرسلة للمدينة، وقامت الفتنة وحاصر الناس القلعة وأخرجوا المفسدين من المدينة. لكن عساكر القلعة انتقموا بعد مدة واغتالوا حسن كابوس.

وكانت الاضطرابات تهدأ حيناً، وتشتد حيناً آخر ومحركها الأكبر قادة الفرق العسكرية المتصارعون على النفوذ ولكنهم كانوا يتحدون عندما تواجه المدينة خطراً خارجياً من الأعراب وغيرهم، وقد استطاع الشريف سرور حاكم مكة أواخر هذا القرن أن يضعف شوكتهم وقبض على عدد منهم وسجنهم في مكة فاستراحت المدينة منهم وعاد إليها الهدوء والسكينة، وعاشت العقد الأول من القرن الثالث عشر الهجري في أمن وطمأنينة، وقد ساعد هذا الجو على امتداد الحركة الإصلاحية التي قامت في نجد نتيجة التعاون بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأسرة السعودية ودخل بعض الأفراد وأفخاذ القبائل في الدعوة وتجمع عدد منهم في عوالي المدينة وبنوا حصناً كبيراً جعلوه مقراً للدعوة، وعندما اصطدم شريف مكة (الشريف غالب) برجال الدولة السعودية الأولى زحف هؤلاء لتخليص الحجاز من حكم الشريف غالب وحاصروا المدينة فطلب أعيانها الأمان وبايعوا الأمير سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود فانتهت المرحلة الأولى من العهد العثماني وبدأت مرحلة عهد الدولة السعودية الأولى وذلك في عام 1220 هـ ودخل السعوديون المدينة وأخذوا يطهرونها من مظاهر الشرك والبدع الضالة.


للتوسع:

التاريخ الشامل 2/ 334 - 439

ـ[المستعار]ــــــــ[22 - 07 - 2002, 11:19 م]ـ
العهد السعودي الأول

المدينة في عهد الدولة السعودية الأولى

((1220 ـ 1226 هـ))

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير