تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأعجب أكثر أننا نعتز بتراث الأجداد وهذا لا يختلف فيه اثنان .. لكن لماذا يتوقف الاعتزاز عند الشعر فقط لماذا ضيعنا قيم الأجداد وثوابتهم وأخلاقهم وشهامتهم ورجولتهم حتى شغلنا عن كل شيء دون ذلك فضاعت منّا الأرض وتضيع ولتنا لا نملك الدفاع عن العرض .. سؤال أين ذهبت الغاية التي من أجلها كتبت بعض أشعار الحماسة .. في الزود عن القبيلة أو المدينة أو الأمة بأكملها .. أم أننا لم نعد نأخذ غير القشور فقط .. وهل أجدادنا لو كانوا أحياء أما كانوا يتركوننا نصعد الجبل ونرتوي من النهر أو نبني حصناً أو قلعة ونعد جيشاَ .. أم كانوا سيحرمون علينا الاقتراب من كل الماكينات الحديثة والقرائح الحديثة والمفردات الحديثة التي تستخدم في صناعة الإنسان القيم الجديد .. ولا أتحدث عن الإنسان الخشبي أو الجليدي بل على المُسلم الذي عليه أن يتخفف (وليس يتجرد) من أعباء الماضي قليلاً ليصنع حاضره .. ابقوا في الشعر واختلفوا على تسمية الحديث منه والقديم .. فلن يغير هذا من الواقع شيئا .. لكنه يبدد الأوقات ويبعدنا عن الأولويات التي يجب أن نجتمع عليها .. بدلاً من هذا النخر والتناحر.

قل يا مطر وغرِّد

نعم .. أنا إر هابي

الغربُ يبكي خيفةً

إذا صَنعتُ لُعبةً

. مِن عُلبةِ الثُقابِ

وَهْوَ الّذي يصنعُ لي

مِن جَسَدي مِشنَقَةً

! حِبالُها أعصابي

والغَربُ يرتاعُ إذا

إذعتُ، يوماً، أَنّهُ

. مَزّقَ لي جلبابي

وهوَ الّذي يهيبُ بي

أنْ أستَحي مِنْ أدبي

وأنْ أُذيعَ فرحتي

.. ومُنتهى إعجابي

! إنْ مارسَ اغتصابي

والغربُ يلتاعُ إذا

عَبدتُ ربّاً واحِداً

. في هدأةِ المِحرابِ

وَهْوَ الذي يعجِنُ لي

مِنْ شَعَراتِ ذيلِهِ

ومِنْ تُرابِ نَعلِهِ

ألفاً مِنَ الأربابِ

ينصُبُهمْ فوقَ ذُرا

مَزابِلِ الألقابِ

لِكي أكونَ عَبدَهُمْ

وَكَيْ أؤدّي عِندَهُمْ

! شعائرَ الذُبابِ

وَهْوَ .. وَهُمْ

سيَضرِبونني إذا

. أعلنتُ عن إضرابي

وإنْ ذَكَرتُ عِندَهُمْ

رائِحةَ الأزهارِ والأعشابِ

سيصلبونني على

! لائحةِ الإرهابِ

**

رائعةٌ كُلُّ فعالِ الغربِ والأذنابِ

أمّا أنا، فإنّني

مادامَ للحُريّةِ انتسابي

فكُلُّ ما أفعَلُهُ

! نوعٌ مِنَ الإرهابِ

**

هُمْ خَرّبوا لي عالَمي

فليحصدوا ما زَرَعوا

إنْ أثمَرَتْ فوقَ فَمي

وفي كُريّاتِ دمي

عَولَمةُ الخَرابِ

.. ها أنَذا أقولُها

.. أكتُبُها .. أرسُمُها

أَطبعُها على جبينِ الغرْبِ

: بالقُبقابِ

نَعَمْ .. أنا إرهابي

زلزَلةُ الأرضِ لها أسبابُها

. إنْ تُدرِكوها تُدرِكوا أسبابي

لنْ أحمِلَ الأقلامَ

! بلْ مخالِبي

لَنْ أشحَذَ الأفكارَ

! بلْ أنيابي

وَلنْ أعودَ طيّباً

حتّى أرى

شريعةَ الغابِ بِكُلِّ أهلِها

. عائدةً للغابِ

**

نَعَمْ .. أنا إرهابي

أنصَحُ كُلّ مُخْبرٍ

ينبحُ، بعدَ اليومِ، في أعقابي

أن يرتدي دَبّابةً

لأنّني .. سوفَ أدقُّ رأسَهُ

! إنْ دَقَّ، يوماً، بابي

ـ[عصام محمود]ــــــــ[18 - 07 - 2010, 01:37 ص]ـ

أشكرك أخي الكريم على مداخلتك الرائعة والتي جذبتني وحفزتني، وأرجو منك أن يستع صدرك لكلامي، فنحن في مجلس علم، وأرجو ان يكون هدفنا فيها تحقيق الفائدة، وأن نختلف من أجل هدف واحد هو الحق والعدل والعلم

كفيت ووفيت لا تقرع الحجة!! و قد أُثقل الموضوع بتكرار لا فائدة منه و قد أمكن غيره

لا يا أخي الكريم بل التكرار يقرع الحجة ويحقق فوائد جمة، وكفي بالتكرار فضلا أن استخدمه القرآن الكريم مرار وحسبك {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} التي تكررت إحدى وعشرين مرة في سورة الرحمن فما عدوت أن تمثلت كتاب الله مع الفارق بالطبع

و تدندنون حول ليس مقدسا!!! ;)

و من قدسه لا قدس الله سره؟؟ يبدو أنك سريع النسيان يا أخي الكريم فالكلام الذي تقوله لا يخرج عن التقديس

وكفى الشعر فخرا - لمن أراد تقديسه - أن تتبّعه ابن عباس - رضي الله عنهما - ليفسر به القرآن!! ومن قال غير ذلك؟! فنحن لسنا في معرض التقليل من شان الشعر الموزون لكننا نناقش قضية أخرى بعيدة عن هذا الأمر، وهي الموقف من التجديد في الشعر فيما يعرف بالشعر الحر أو شعر التفعيلة، أما التقليل من الشعر فلام نقل به، ولا تقولنا ما لم نقله، وإن كان هناك بعض النقاد قالوا به وحسبك منهم المرزوقي في شرح ديوان الحماسة ورد عليه ابن رشيق وعبد القاهر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير