تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقال: يا جرير! ما أرى لك هاهنا حقًّا، فقال: بلى يا أمير المؤمنين، أنا ابن سبيلٍ ومنقطع بي، فأعطاه من صلب ماله مائة درهم، وقد ذكر أنه قال له: ويحك يا جرير! لقد ولينا هذا الأمر وما نملك إلا ثلاثمائة درهم: فمائة أخذها ابني عبد الله ومائة أخذتها أم عبد الله، يا غلام أعطه المائة الباقية. قال: فأخذها وقال: والله يا أمير المؤمنين لهي أحب مال اكتسبته!، قال: ثم خرج فقال له الشعراء: ما وراءك؟ قال: ما يسوءكم، خرجتُ من عند أمير المؤمنين وهو يعطي الفقراء، ويمنع الشعراء، وإني عنه لراض، وأنشأ يقول:

رأيت رُقى الشيطان لا تستفزه = وقد كان شيطاني من الجن راقيا

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[19 - 02 - 2007, 02:28 م]ـ

اسعدك الله ياقطرالندى واضحك الله سنك على هذه الأفتتاحية الجميلة وتحياتي

..............

وفقك الله أخي الحامدي وأسعدك على هذه الزاوية الرائعة لنتنفس فيها / منها وبالمناسبة "الغازك سهلة ":) واسئلتك صعبه وتحياتي

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[19 - 02 - 2007, 04:15 م]ـ

موضوع قيم

دخل عمرو بن معد يكرب الزبيدي على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال عمر: أخبرني عن أجبن من لقيت وأحيل من لقيت وأشجع من لقيت

قال عمرو: نعم يا أمير المؤمنين خرجت مرة أريد الغارة، فبينما أنا سائر إذا بفرس مشدود ورمح مركوز، وإذا رجل جالس كأعظم ما يكون من الرجال خلقاً، وهو محتب بحمائل سيفه، فقلت له: خذ حذرك فإني قاتلك. فقال: ومن أنت؟ قلت: أنا عمرو بن معد يكرب الزبيدي، فشهق شهقة فمات. فهذا يا أمير المؤمنين أجبن من رأيت

وخرجت مرة حتى انتهيت إلى حي فإذا أنا بفرس مشدود ورمح مركوز، وإذا صاحبه في وهدة يقضي حاجته، فقلت: خذ حذرك فإني قاتلك. فقال: ومن أنت؟ فأعلمته بي

فقال: يا أبا ثور ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك وأنا على الأرض، فأعطني عهداً أنك لا تقتلني حتى أركب فرسي، فأعطيته عهداً فخرج من الموضع الذي كان فيه واحتبى بحمائل سيفه، وجلس

فقلت: ما هذا؟ فقال: ما أنا براكب فرسي ولا بمقاتلك فإن نكثت عهدك فأنت أعلم بناكث العهد. فتركته ومضيت. فهذا يا أمير المؤمنين أحيل من رأيت

وخرجت مرة حتى انتهيت إلى موضع كنت أقطع فيه الطريق فلم أر أحداً فأجريت فرسي يميناً وشمالاً وإذا أنا بفارس، فلما دنا مني، فإذا هو غلام حسن نبت عذاره من أجمل من رأيت من الفتيان، وأحسنهم. وإذا هو قد أقبل من نحو اليمامة، فلما قرب مني سلم علي ورددت عليه السلام وقلت: من الفتى؟ قال: الحارث بن سعد فارس الشهباء فقلت له: خذ حذرك فإني قاتلك

فقال: الويل لك، فمن أنت؟

قلت: عمرو بن معد يكرب الزبيدي

قال: الذليل الحقير، والله ما يمنعني من قتلك إلا استصغارك

فتصاغرت نفسي، يا أمير المؤمنين، وعظم عندي ما استقبلني به

فقلت له: دع هذا وخذ حذرك فإني قاتلك، والله لا ينصرف إلا أحدنا

فقال: اذهب، ثكلتك أمك، فأنا من أهل بيت ما أثكلنا فارس قط

فقلت: هو الذي تسمعه

قال: اختر لنفسك فإما أن تطرد لي، وإما أن أطرد لك فاغتنمتها منه

فقلت له: أطرد لي

فأطرد وحملت عليه فظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فإذا هو صار حزاماً لفرسه ثم عطف عليّ فقنع بالقناة رأسي وقال: يا عمرو خذها إليك واحدةً، ولولا أني أكره قتل مثلك لقتلتك

قال: فتصاغرت نفسي عندي، وكان الموت، يا أمير المؤمنين أحب إلي مما رأيت

فقلت له: والله لا ينصرف إلا أحدنا. فعرض علي مقالته الأولى

فقلت له: أطرد لي

فأطرد فظننت أني تمكنت منه فاتبعته حتى ظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فإذا هو صار لبباً لفرسه، ثم عطف عليّ فقنع بالقناة رأسي وقال: خذها إليك يا عمرو ثانية

فتصاغرت عليّ نفسي جداً، وقلت: والله لا ينصرف إلا أحدنا فاطرد لي فاطرد حتى ظننت أني وضعت الرمح بين كتفيه فوثب عن فرسه، فإذا هو على الأرض فأخطأته فاستوى على فرسه واتبعني حتى قنع بالقناة رأسي

وقال: خذها إليك يا عمرو ثالثة ولولا كراهتي لقتل مثلك لقتلتك

فقلت: اقتلني أحب إلي ولا تسمع فرسان العرب بهذا

فقال: يا عمرو، إنما العفو عن ثلاث، وإذا استمكنت منك في الرابعة قتلتك

وأنشد يقول

وكدت إغلاظاً من الإيمان

إن عدت يا عمرو إلى الطعان

لتجدن لهب السنان

أولاً فلست من بني شيبان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير