تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب، فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال:بودلير ورامبو ومالا رامية، وبدأ رئيس تحريرها -أي مجلة شعر - بكشف ما تروج له الحداثة الغربية حين دعا إلى تطوير الإيقاع الشعري،وقال: بأنه ليس لللأوزان التقليدية أي قداسة، ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا على التتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلته أن الحداثة موقف حديث في الله والإنسان والوجود.

كان لعلي أحمد (أدونيس) دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس:

ما دعاه من الثبات والتحول فقال: (لايمكن أن تنهض الحياة العربية، ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي (الاتباع). استخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما:صدمة الحداثة عام 1978م، وفيه لايعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية، وكل مامن شأنه أن يكون تمردًا على الدين والنظام و تجاوزًا للشريعة.

لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعر الجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجن الحمصي كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلى الحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال:ثورة الزنج والقرامطة.

ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حيث يقول في كتابه الثابت والمتحول: (لانقدر أن نفصل بين الحداثه العربية والحداثة في العالم).

أهم خصائص الحداثة:

- محاربة الدين بالفكر والنشاط.

- الحيرة والشك والاضطراب.

- تمجيد الرذيلة والفساد والإلحاد.الهروب من الواقع إلى الشهوات والمخدرات والخمور.

- ا لثورة على القديم كله وتحطيم جميع أطر الماضي إلى الحركات الشعوبية والباطنية.

- الثورة على اللغة بصورها التقليدية المتعددة.

- امتدت الحداثة في الأدب إلى مختلف نواحي الفكر الإنساني ونشاطه.

- قلب موازين المجتمع والمطالبة بدفع المرأة إلى ميادين الحياة بكل فتنها، والدعوة إلى تحريرها من أحكام الشريعة.

- عزل الدين ورجاله واستغلاله في حروب عدوانية.

- تبني المصادفة والحظ والهوس والخبال لمعالجة الحالات النفسية والفكرية بعد فشل العقل في مجابهة الواقع.

- امتداد الثورة على الطبيعة والكون ونظامه وإظهار الإنسان بمظهر الذي يقهر الطبيعة.

- ولذا نلمس في الحداثة قدحاً في التراث الإسلامي وإبرازًا لشخصيات عُرفت بجنوحها العقدي كالحلاج والأسود العنسي ومهيار الديلمي وميمون القداح وغيرهم.وهذا المنهج يعبر به الأدباء المتحللون من قيم الدين والأمانة عن خلجات نفوسهم وانتماءاتهم الفكرية.

ويتضح ما سبق:

أن الحداثة تصور إلحادي جديد - تماما - للكون والإنسان والحياة،وليست تجديد في فنيات الشعر والنثر وشكلياتها.وأقوال سدنة الحداثة تكشف عن انحرافهم بإعتبار أن مذهبهم يشكل حركة مضللة ساقطة لا يمكن أن تنمو إلا لتصبح هشيما تذرة الرياح، وصدق الله العظيم إذ يقول: (ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً).

حسبنا في التدليل على سعيهم لهدم الثوابت أن نسوق قول أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه فن الشعر ص76: (إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسلية أو تقدم له مادة استهلاكية، وليست تلك التي تسايره في حياتة الجادة، وإنما هي التي تعارض هذه الحياة.أي تصدمه، وتخرجه من سباته تفرغه من موروثه، وتقذفه خارج نفسه. إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها الدين ومؤسساته العائلة ومؤسساتها التراث ومؤسساته، وبنية المجتمع القائم كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها،وذلك من أجل تهديمها كلها أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد يلزمنا تحطيم الموروث الثابت، فهنا يكمن العدو الأول للثروة والإنسان) ولا يعني التمرد على ما هو سابق وشائع في مجتمعنا إلا التمرد على الإسلام وإباحة كل شئ باسم الحرية.

فالحداثة إذاً هي مذهب فكري عقدي يسعى لتغيير الحياة ورفض الواقع والردة عن الإسلام بمفهومه الشمولي والانسياق وراء الأهواء والنزعات الغامضة والتغريب المضلل.وليس الإنسان المسلم في هذه الحياة في صراع وتحد كما تقول الكتابات لأهل الحداثة وإنما هم الذي يتنصلون من مسؤلية الكلمة عند الضرورة، ويريدون وأد الشعر العربي، ويسعون إلى القضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجريد وتجاوز كل ما هو قديم وقطع صلتهم به.

- ونستطيع أن نقرر أن الحداثين فقدوا الانتماء لماضيهم، وأصبحوا بلا هوية ولا شخصية. ويكفي هراء قول قائلهم حين عبر عن مكنونة نفسه بقوله:

لا الله أختار ولا الشيطان

كلاهما جدار

كلاهما يغلق لي عيني

هل أبدل الجدار بالجدار

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

والله من وراء القصد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير