تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مدرسة الديوان والصورة الشعرية]

ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 11:47 ص]ـ

[مدرسة الديوان والصورة الشعرية]

مدرسة الديوان:

تكونت مدرسة الديوان إثر صلات شخصية وفكرية قامت بين أفراد هذه المدرسة وهم: عباس محمود العقاد، وعبد الرحمن شكري، وإبراهيم المازني، وقد تعارف شكري والمازني في مطلع عام 1906 م عندما كانا يدرسان في كلية دار المعلمين العليا، واستمرت هذه الصلاة بعد رحيل شكري إلى انجلترا، ثم تعرف المازني على العقاد من خلال العمل الصحفي للمازني ونشر العقاد لمقالاته الأدبية، أما علاقة العقاد بشكري فيرجع الفضل فيها إلى المازني نفسه الذي تحدث لصديقه شكري عن العقاد ومكانته الأدبية ونشاطاته الفكرية مما دفع شكري إلى ترجمة هذا الإعجاب برسالة خطية للعقاد أرسلها من انجلترا دون سابق معرقه، وثم اللقاء الشخصي بينهما في صيف عام 1913 م.

وهكذا تمت اللقاءات وثم التوحد الفكري بين الأدباء الثلاثة وتمكنت هذه الجماعة من الإسهام الواضح في دفع عجلة الأدب الحديث نحو التطور والتجديد. 1

الخيال والصورة:

عرف كولوردج الخيال مفرقا بينه وبين الوهم بأنه " إما أولى أو ثانوي، فالخيال الأول هو القوة الحيوية أو الأولوية التي تجعل الإدراك الإنساني ممكنا، وهو تكرار في العقل المتناهي لعملية الخلق الخالدة في الأنا المطلق. أما الخيال الثانوي فهو صدى للخيال الأولى، غير أنه يوجد مع الإرادة الواعية، وهو يشبه الخيال الأولى في نوع الوظيفة التي يؤديها، ولكنه يختلف عنه في الدرجة، وفي طريقة نشاطه، إنه يذيب ويتلاشى ويحطم لكي يخلق من جديد، وحينما لا تتسنى له هذه العملية فإنه على الأقل يسعى إلى إيجاد الوحدة، وإلى تحويل الواقع إلى مثالي إنه في جوهرة حيوي، بينما الموضوعات التي يعمل بها (باعتبارها موضوعات) في جوهرها ثابتة لا حياة فيها " 2.

" والوهم نقيض ذلك لأن ميدانه محدود وثابت، وهو ليس إلا ضربا من الذاكرة تحرر من قيود الزمان والمكان، وامتزج وتشكل بالظاهرة التجريبية للإرادة التي نعبر عنها بلفظ (الاختيار)، ونسبة الوهم الذاكرة في أنه تعين عليه أن يحصل على مادته كلها جاهزة وفق قانون تداعي المعاني " 3.

ـــــــــــــــ

1 ـ حركة النقد الحديث والمعاصر ص 56 للدكتور: إبراهيم الحاوي.

2 ـ قضايا النقد الأدبي ص 69 د. محمد زكي العشماوي.

3 ـ قضايا النقد الأدبي ص 70 د. محمد زكي العشماوي.

ويقسم كولوردج الخيال إلى نوعين: أولي، وثانوي

الخيال الأولي هو القوة الحيوية الأولية التي تجعل الإدراك الإنساني ممكنا، وهو إدراك يقتصر فيه الشاعر على الصفات التي تهمه فقط من الشيء المدرك.

غير أن الصورة في الخيال الثانوي أو الشعري تستحوذ على اهتمامنا ـ كما يذكر محمد البرازي ـ أكثر من مجرد الإدراك، لأنها لا تتعلم، والصورة في الخيال الشعري تستلزم أن يكون موضوعها غائبا على عكس الإدراك الذي يفترض وجود موضوعه حاضرا. 1

ويدرك المتتبع لتعريف كولوردج لمفهوم الخيال وتقسبمه إلى أولي وثانوي ومدى الفرق بينهما أن الصورة في الخيال الثانوي تفترض عدم وجود الشيء، وإذا كان الفن يتخذ موضوعه أو مادته من الطبيعة، " فإنه يعطينا هذه الطبيعة بعد أن يفترض أنها غير موجودة، أو موجودة خارج نطاق إدراكه الحسي، وهذه إحدى الفروق الأساسية بين الخيال الأولي والخيال الثانوي ". 2

وقد فرق كولوردج بين الخيال والوهم، فينما يجمع التوهم بين جزيئات باردة جامدة منفصلة الواحدة منها عن الأخرى جمعا تعسفيا، ويصبح عمل التوهم عندئذ ضربا من النشاط الذي يعتمد على العقل مجردا عن حالة الفنان العاطفية، نجد الخيال يعمل على تحقيق علامة جوهرية بين الإنسان والطبيعة، بأن يقوم بعملية اتحاد تام بين الشاعر والطبيعة أو بين الشاعر والحياة من حوله، ولن يتم هذا الاتحاد إلا بتوافر العاطفة التي تهز الشاعر هزا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير