تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خامسا:إن الأدباء الإسلاميين يؤمنون بأن الذي يتحكم في المرء هو مخزونه الثقافي والمعرفي ولكنهم يؤمنون بأن غاية الجمال فيه هي امتزاجه بروح وذوق الإسلام , ولا حاجة للأدباء في الحكم على الأشخاص بالكفر أو غيره لأن اهتمامهم ينصب على النص المدروس وما يحتويه ومحاولة الحكم عليه برؤية إسلامية؛ لأن القلب أحيانا قد يكون فيه أيمان ولكنه لا يكون بالدرجة التي تكبح ظهور الفحش و تمنع جريانه على اللسان.

سادسا: والأدباء الإسلاميون أيضاً كغيرهم يؤمنون بواقعية العمل الأدبي ولكنهم يشترطون التجربة الشعورية الكاملة والناضجة , ولا يقصدون الواقعية المبتذلة الجامدة كما يدعي عبده خال؛ لأنهم لا يتنازلون عن الناحية الفنية و التجربة الشعورية أبداً.

أما قوله " ليست خطبة " فقد مرّ سابقا أن الأدب الإسلامي لا يتنازل عن الناحية الفنية بأي شكل من الأشكال؛ لأنها هي روح الأدب وثوبه القشيب الذي يميزه عن غيره من الفنون ...

وأخيراً

أختم هذا المقال بهذه الطُرفة التي أحسب أنها جميلة ومعبرة ... يُقال إن سيد قطب ـ رحمه الله ـ كتب عن حسن البنا فقال: إن حسن البنا له من اسمه نصيب فقد بنى و أحسن البناء ... وبعد مرور فترة طويلة كتب أحد الباحثين عن سيد قطب ـ رحمه الله ـ فقال: إن سيد قطب ـ رحمه الله ـ له من اسمه نصيب فإنه سيد من سادات الفكر وقطب من أقطاب الإسلام ... وها هو السيناريو اليوم يتجدد ولكن في اتجاه معاكس أشد ما تكون المعاكسة ومخالف أشد ما تكون المخالفة وهو أنَّ عبده خال له من اسمه نصيب فهو عبدٌ في تبعيته الفكرية الغير عاقلة أو مدركة للتيار المتحرر ... وخالٍ من كلِّ مقوماتِ الفهمِ والعلمِ عند حديثِهِ عن مصطلح القصة الإسلاميَّة و الأدب الإسلامي عموماً ... فعند قراءة كلامه تدرك للوهلة الأولى مدى عمق جهله بتاريخ الأدب والنقد الإسلامي وذلك نظراً لأن كلامه هو عبارة عن ترجيع لغمغمات واعتراضات واهية قد أفاض منظروا الأدب الإسلامي في نقضها وردها في العديد من المؤلفات والرسائل الأكاديميَّة ... والله من وراء القصد ...

المعتمد بن عباد

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 10:23 ص]ـ

جهد مبارك، ولكل مجتهد نصيب.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير