تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2) معارضة الأندلسيين للشعر العبّاسي:

(قال مسلم بن الوليد (صريع الغواني) متغزلاً واصفاً الخمر:

أَديرا عَليَّ الراحَ لا تَشرَباقَبلي وَلا تَطلُبا مِن عِندِ قاتِلَتي ذَحلي

فَما حَزَني أَنّي أَموتُ صَبابَةً وَلَكِن عَلى مَن لا يَحِلُّ لَهُ قَتلي

فجاء ابن عبد ربه وقد أكثر معارضته كبار شعراء المشرق ولْنستمع إلى معارضته لمسلم بن الوليد ثُمَّ تعليقه هو على تلك المعارضة ليتضح انَّه كان يحاول أن يسبق شعراء المشرق) (9)


7) الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطفى بهجت ص 274
8) اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري / الدكتور نافع محمود ص 116
9) اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري / الدكتور نافع محمود ص 117

فعارضه ابن عبد ربه بقوله:
أ َتَقتُلني ظُلماً وتجحَدُني قَتلي وقد قامَ مِن عينيكَ لي شاهِدا عَدْلِ أَطُلَّابَ ذَحلي ليسَ بي غَيرُ شادنٍ بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي
القصيدتان من الطويل وكلتاهما في الغزل ويبدو أنَّ طريقة ابن عبد ربه التزام المعاني الاصيلة ومحاولة عكسها فإذا قال مسلم بن الوليد (وَلا تَطلُبا مِن عِندِ قاتِلَتي ذَحلي) عارضه الأندلسي بقوله:
أَطُلَّابَ ذَحلي ليسَ بي غَيرُ شادنٍ بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي
فيبدو أنَّ الشاعر الأندلسي أراد من معارضته لشعراء المشرق التفوق عليهم ومِن ثَمَّ إثبات الذات الأندلسية وتأكيد قدراته وقد اُعجِبَ ابن عبد ربه في عقده بقصيدته هذه فقال: (من نظر في سهولة هذا الشعر مع بديع معناه ورقة طبعه، لمْ يَفْضُله شعرُ صريع الغواني عنده إلا بفضل التقدم) (10)
(ولاشكَّ في أنَّ الشاعر المجيد هو الذي يرتفع بهذا التراث ويوسع مداه ويفتح آفاقاً جديدة توجه الأجيال الوجهة الصحيحة) (11)

أقسام المعارضات الشعرية
1) معارضة الأندلسيين للمشارقه (وقد تقدَّمت بين ابن عبد ربه و مسلم بن الوليد)
2) معارضة الأندلسيين فيما بينهم (ويدخل ضمنها الممحصّات) (والممحصّات: هي قصائد يعارض فيها قصائد تقدمت في حياته الأولى يلتزم الوزن والقافية وحرف الروي ولكنَّه ينقض نزعته المتساهلة في باب الغزل) (12)
(قال ابن عبد ربه في معارضته لنفسه (الممحصّات): (وقد ظهر تأثره الواضح بالقرآن الكريم)
يا عاجزاً ليسَ يَعْفُو حِينَ يَقْتدِرُ ولا يُقضَّى له مِن عَيشِهِ وَطَرُ
عايِنْ بِقَلْبِكَ إِنَّ العَين غافِلَةٌ عَنِ الحقيقَةِ وَاعْلَمْ أَنَّها سَقَرُ
سَوداءُ تَزْفرُ مِنْ غَيْظٍ إِذا سُعِرَتْ للظالمينَ فما تُبقي ولا تَذَرُ
إنَّ الَّذينَ اشْتَرَوا دُنْيا بِآخِرةٍ وَشِقْوَةً بِنَعيمٍ ساءَ ما تَجَروا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير