تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 02:09 ص]ـ

أوافق مع الإخوة الأحباء:أبو طارق، عبد الرحمن السليمان، والأخت الفاضلة وضحاء أيضا، ولدي ما أقوله في هذا الشأن:

عندما كنتُ فتى يافعا، وقد نشأتُ في بيئةٍ يغلبُ على أهلها التمسك بالدين وثوابته بل بكل ما يمت إليه بصلة، كنتُ أنظر إلى القباني نظرة المتديّن الذي ينفرمن كل ماهو مخجلٌ ومُعيب، وقد غطى ذلك على اهتمامي بشاعريته، وصرفني، أيضا، عن أشعار قالها شعراء جاهليون، على شهرتهم في القديم والحديث من الدهر، وذلك لأبيات قالوها في الغزل الفاضح، والتشبيب الواضح بامرأة بعينها، أو هجاءٍ مُقذع، أو فضح ِأسرارأمَرَالله بسترها، وهذا ما لا تجيزه الشريعة السمحة، ولا يرضى به حتى أهل النخوة من العرب الذين لم يدركوا دين الإسلام، هذا، ولما كبرتُ وزاد وعيي وصار مني الفهمُ والإدراك أقربَ إلى الصواب النسبي مما كان عليه، واطلعتُ على الكثيرمن أشعار العرب، ألفيتُ البعض منها وقد اتصف، للأسف، بالمجون، ووصف الخمر وشربها بل أبعد من ذلك التغزل بالولدان والمردان، وكلنا قرأنا ما نُظم على (الدوبيت) وغيره من الأوزان بنظام الرباعيات من أشعارنتجرعها ولا نكادُ نسيغها معنىً، ولكنا لا نتهرب من الحكم عليها، لصالح بعضها، شاعرية ً. ونحن إن وضعنا القباني في ميزان النقد من جهة أفكاره في قصائده المتعددة، وأخذنا، في حسباننا، عمره وبيئته وظروف تفكيره في كل قصيدة قالها، لألفيناهُ أقلَّ من بعض من سبقوه، تحررا وبعداً عن الصراط السّوي، وهذا لا يعني، كما عنى الإخوة الكرام، أننا نؤيد نهجه أو أن نسلك مسلكه في كل ما قاله من شعر.

يبقى عليّ أن أقول بصورة جلية: إن سلوك الشاعر شيء، وإبداعه فيما قاله شيء آخر. والقباني من ناحية فنية فهو كما قالت، الأخت وضحاء، قد شهد له الخصوم، وما قاله الأخ الدكتورعبد الرحمن السليمان، وما حكم به الأخ أبو طارق يؤيد ذلك، وانا، محسوبكم،لا أرى في نزار ـ غفر الله له - فحولة المتنبي أو غيره من القدماء، فكل شاعر ابن عصره وبيئته اللغوية والاجتماعية،ولكني أرى فيه روح ابن الشعب والوطن، استطاع أن يكسب ود الكثيرين وإعجابهم بأشعاره السلسة المتدفقة والتي جاء بعضها من بحر المتدارك الذي تلقفه أذن الأمي قبل المتعلم، ومع ذلك لم يَخْلُ جرابه من قصائد بالغة الروعة مثل التي يناجي بها نهر النيل ومن حوله، وإليكم أبياتا منها للتذكرة:

تجري وأحلامِيَ في غيَها تمضي = إلى حيث البعيدُ البعيدْ

أنتَ مُجِدٌّ سالكٌ دربَهُ = يدفعه الشوقُ إلى ما يريدْ

ولي خيال ٌ سارح بالمُنى = يسوقني حينا وحينا يحيدْولا أظن أن مثل هذه القصيدة، التي قلَّ أن نجد في الشعر القديم على بحر السريع بمثل حلاوتها، كانت من زلات شباب القباني.

دمتم بخير وعافية وتوفيق من الباري تعالى.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 02:12 ص]ـ

بوركتم

رغم ما قيل ويقال عن نزار قباني – مدحا وذما – إلا أنه استطاع أن يخطف الأضواء ويسلطها عليه 00 ولست هنا في مقام الدفاع عن نزار ونزارياته – أقصد شعره – إلا أنه بالفعل حقق ما لم يحققه شاعر معاصر من الشهرة 00 وما حققه شعره من الخروج عن المألوف والتصاقه في ذاكرة المتعاطي البسيط فضلا عن المشتغلين بالثقافة (أدبا وشعرا ونقدا وفنا 000)

وإذا أردنا أن نصنف نزار فيحق لنا أن نضعه في قائمة الشعراء الذين تربعوا على عرش القصيدة العربية زمنا طويلا 00 واستطاع أن يصمد على القمة حتى آخر لحظات حياته00

وأستغفر الله لي ولكم

ـ[معالي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 07:46 ص]ـ

السلام عليكم

الأستاذ الفاضل محمد أبو النصر

معك حق فيما قلتَه إذا كانت المادة التي يدور حديثنا عنها هي من انتقائك!:)

عندي يقين -أثبتته تجاربي الخاصة في قراءة جمع من الدواوين القديمة والحديثة- بأن كل شاعر يضعف في نصوص ويبدع في أخرى، ولو أتيتني بشعراء الدنيا كلها لأتيتك من شعر كلٍ منهم بالضعيف الذي تعجب من صدوره من مثله، وبالقوي الخالد ما تعاقب الجديدان!

وعليه -سلمك الله- فما انتقيته لتضربه لنا مثلا لهو من الهزيل النزاري، وإن أردت الإنصاف فلنتحاكم إلى مثل رائعته في رثاء الزعيم الهالك، أو رائعته الأندلسية، وحينها أراهن على أن الغلبة الفنية -لا الأخلاقية، كما تقول- ستكون للإبداع وحده.

يبقى المجال خصبا لبذر المزيد من الآراء!:)

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 10:01 ص]ـ

بوركت أخية معالي

وأتذكر وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية

قصائد ما تزال ملتصقة بالذاكرة

وما كان ذلك ليكون

إلا لروعة ما صاغه نزار في قوالبه الفنية:

فمثلا:

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا

ما أطيب اللقيا بلا ميعاد

عينان سوداوان في حجريهما

تتوالد الأبعاد من أبعادي

إلى أن يقول:

ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي

وورائي التاريخ كوم رماد

الزخرفات أكاد أسمع نبضها

والزركشات على السقوف تنادي

ومن قصائده (ما أتذكره 00!):

فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً

فالصمت في حرم الجمال جمال

كلماتنا في الحب تقتل حبنا

إن الحروف تموت حين تقال

ويقول في أخرى:

فأنا إنسان مفقود

لا أعرف في الأرض مكاني

ضيعني دربي، ضيعني اسمي

ضيعني عنواني!

إلى أن يقول:

تاريخي؟ مالي تاريخ!!

إني نسيانُ النسيان

إني مرساة، لا ترسو

جرحٌ بملامح إنسان!

إن نزاراً وشعره لا يحتاجان لمدافع مثلي!!

فما أنا إلا متذوق للجمال والفن، وقد رأيت ذلك في قصائده!

ولست محتاجا هنا بأن أذكر أن نزار قباني ليس معصوما من الخطأ والزلات

وليس شعره في مجمله لا يخلو من مأزق من المآزق!!!!!

وفق الله الجميع

وأستغفر الله لي ولكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير