إنّا أنزلناه قرءانا ًعربيا ًلعلّكم تعقلون ,وجه الاستدلال قال: (عقل الكلام متضمّن لفهمه)
الدليل الخامس:
(من المعلوم أن كل كلامك فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرّد ألفاظه ,فالقرءان أولى بذلك).
الدليل السادس:
(العادة تمنع أن يقرأ قوم كتاب في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه , فكيف بكلام الله تبارك وتعالى).
دعونا نقف مع قول شيخ الإسلام {يجب أن يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرءان كما بيّن لهم ألفاظه (
هل نفهم من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن كل القرءان؟!
من مقولة شيخ الإسلام: نعم نفهم، هل نفهم أنه قد أُثر على النبي صلى الله عليه وسلم تفسير القرءان آية آية؟؟! لا،هذا غير موجود حتى في السنن ولا بالمسانيد ولا في الصحاح.
ولذلك الذي منكم قرأ كتاب" تفسير المفسّرون" أو الّذين يتكلمون عن التفسير النبوي و و, يريدون هنا مسألة مهمّة أنا أنبّه عليها وهو المقدار الذي بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير ,ويجعلون المسألة ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن جميع معاني القرءان ,وينسبون هذا القول لابن تيمية رحمه الله من أين أخذوه؟ من كلامه المتقدّم.
القول الثاني: يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن آيات قليلة من القرءان ,ويستدلون بقول عائشة: [لم يُبيّن النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ آيات بعدد] وهذا الحديث ضعيف فيه محمد ابن جعفر الزبيري متروك.
القول الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن الكثير من آيات القرءان وهو رأي الزركشي في "البرهان في علوم القرءان ",والواقع أن عرض المسألة بهذه الطريقة غير صحيح لماذا؟؟
لأن قول شيخ الإسلام قولا ًمستقلّاً في هذه المسألة خطأ، فإن شيخ الإسلام ـ رحمه اللهـ في هذه المسألة، لا يمكن أن يتصور أن شيخ الإسلام العارف بسنة النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن القرءان البيان القولي ,والمسألة التي يريدونها بين الزركشي والسيوطي أوغيرهم من العلماء إنما يتكلمون عن الأحاديث المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتفسير، فجعل شيخ الإسلام في هذه المسألة وقول شيخ الإسلام في هذه المسألة خطأ ,ذلك أن شيخ الإسلام رحمه الله يرى ويقصد البيان العام أو بمعناه العام ,فيدخل فيه البيان القولي ويدخل فيه البيان الفعلي ويدخل فيه تقريرات النبي صلى الله عليه وسلم.
قد يتساءل أحدكم كيف تقول على شيخ الإسلام هذا الكلام و نص واضح أنه يقول يجب أن يُعلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيّن لأصحابه معاني القرءان كما بيّن لهم ألفاظه، نعلم أن طريق القرءان من؟! النبي صلى الله عليه وسلم ,وبالتالي كيف تقول أن شيخ الإسلام يقصد البيان العام عن التقرير, نقول حتى في هذه المقدمة يدل على كلام شيخ الإسلام ,ألم يقل في طرق التفسير في آخر فصل عليك بالقرءان فإن أعياك فعليك بالسنة فإن أعياك فعليك بأقوال الصحابة ... معناه كيف يقول هذا الكلام وهو يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن كل معاني القرءان بيانا ًقوليا ً, هذا لا يمكن أن يتصور لشيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ.
هذه المسألة أتمنى أن تكون ظاهرة لأنها تُحكى في الكتب بهذه الطريقة، ولذلك فنوجه كلام شيخ الإسلام ونقول:إن شيخ الإسلام يريد بالبيان البيان العام ,أو يقصد بيان ما يحتاج إلى بيان من مشكل, وهذا تحرير محل النزاع في هذه المسألة ,خاصة وإنه أورد أثر ابن عباس في آخر المقدمة وقال إن التفسير على أربعة أنواع وذكر منه:
*تفسير تعرفه العامة ما يحتاج أصلا ًإلى تفسير.
*وتفسير استقل بمعرفته العرب في لغتها.
*وتفسير تعرفه العلماء.
*وتعريف استأثر الله بعلمه كحقائق الصفات والأمور الغيبية.
وبالتالي فجعل شيخ الإسلام أو جعل قول مستقل لشيخ الإسلام في هذه المسألة هو خطأ ,وسبب خطأه هو عدم التفريق بين البيان القولي والبيان بمعناه العام.
لعل سائل يسأل ويقول:
لماذا أورد شيخ الإسلام هذه المسألة؟؟
¥