تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

,يقول شيخ الإسلام: (ومن أنكر دلالة أسمائه على صفاته ممن يدعي الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة الذين يقولون: لا يقال هو حي ولا ليس بحي بل ينفون عنه النقيضين) إذا كان الباطني يقول: لا نقول حي ولا ليس بحي ,إذن يكون ماذا؟ لا يمكن أن تنفي عن شخص النقيضين.

قالوا:إن الحياة والموت لا يصح نفيهما وإثباتهما إلا لمن هو قابل لذلك, ـ هذه شبهتهم ـ والله ليس بقابل للحياة ولا للموت ,ولهذا لا يوصف الجدار بأنه لا حي ولا ميت.هذه شبهة الباطنية ,والرد عليهم:أن دعواكم أن الحياة والموت لا يوصف بها إلا من كان قابلا ً مجرد دعوة افترضتموها في عقولكم ,وإلا فإن الله تبارك وتعالى وصف الأصنام بأنهم أموات ونفى عنهم الحياة وهي أحجار فقال الله عز وجل) وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ((4)

ثم نقول لهم للرد عليهم وهذا محله كتب العقائد لكن هذا من باب استطراد شيخ الإسلام (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّه) (5) والله قد وصف نفسه بالحياة فقال: (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (6) ثم قال إنهم لا ينكرون علم محض "كهو هو" , كلمة "هو هو" لا تدل على شيء معين ,لا تدل على أي صفة لا نستطيع أن نأخذ من (هو هو) شيء, لكن ينكرون شيء نستطيع أن نأخذ منه الصفات.

قال): وإنما المقصود أن كل اسم من أسمائه يدل على ذاته وعلى ما الاسم من صفاته ويدل أيضا على الصفة التي في الاسم الآخر بطرق اللزوم)

مثال ذلك الخالق يدل على ذات الله تعالى, ويدل على صفة الخلق بالمطابقة ,ويدل على الذات وحدها وعلى صفة الخلق بالتضمّن, ويدل على صفة العلم والقدرة بالإلتزام ,هي دلالة الالتزام لأنه لا يمكن أن يخلق إلا بعلم وقدرة.

ثم استطرد شيخ الإسلام:

) وكذلك أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب ,وكذلك أسماء القرءان مثل القرءان والفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب وأمثال ذلك ,فإن كان مقصود السائل تعيين المسمّى عبّرنا عنه بأي اسم كان إذا عُرف مسمى هذا الاسم ,وقد يكون الاسم عَلَمَا ًوقد يكون صفة (

من هو الماحي؟ محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هو الحاشر؟ محمد صلى الله عليه وسلم من هو العاقب؟ ولذلك يقول شيخ الإسلام إذا كان مقصود السائل تعيين المسمّى عبّرنا عنه بأي اسم كان.

(وقد يكون الاسم علما ًوقد يكون صفة كمن يسأل عن قوله (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) (7) ما ذكره؟ فيقال له هو القرءان مثلا ً ,أو هو ما أنزله من الكتب فإن الذكر مصدرٌ والمصدر يضاف تارة إلى الفاعل وتارة إلى المفعول ,فإذا قيل ذكر الله بالمعنى الثاني كان ما يُذكر به مثل قول العبد "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" وإذا قيل بالمعنى الأول كان ما يذكره هو وهو كلامه وهذا هو المراد في قوله (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) لأنه قال قبل ذلك (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) (8) وهداه هو ما أنزله من الذكر , وقال بعد ذلك) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًاقَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) (9)

ا ضرب شيخ الإسلام مثال الأن لهذه القضية ,يعني أنت لما ترجع لكتب التفسير في هذه الآية لوجدت فيها هذه الأقوال (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) (10) قال بعضهم:القرءان وما أنزله من الكتب, بعضهم قال قول العبد"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر", وآخر يقول:هي مسألة خلافية كثيرة , يقول شيخ الإسلام:لا , كل واحد عبّر بمفهوم ,يعني إنطلق بمفهوم معين له منطلقه ,صحيح بعضها أقوى من بعض وهو أن المراد بالذكر هنا القرءان لأنه يشتمل على الثاني بخلاف العكس , القرءان يشتمل على الذكر بمعناه العام " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " بخلاف الثاني , وبالتالي فكل واحد عبّر عن الذكر بأحد معانيه بعبارات "القرءان ,ما أنزله من الكتب"ما أنزله من الكتب منها القرءان ,كلها من ذكر الله تبارك وتعالى, قول "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" أليس من ذكر الله , فيظنّها بعض الناس اختلافا ًو الواقع أنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير