ليس باختلاف.
(والمقصود أن يُعرف أن الذكر هو كلامه المنزّل ,أو هو ذكر العبد له, فسواء قيل ذكري كتابي أو كلامي أو هداي أو نحو ذلك فإن المسمّى واحد ,وإن كان مقصود السائل معرفة ما في الاسم من الصفة المختصّة)
إذن لو سألتكم يا إخواني كتطبيق عملي أيهما أرجح من هذه الأقوال "كتابي ,كلامي, هداي"أيهما أصح؟
كلها صحيحة ,وبالتالي خلاص سقط الخلاف في هذه المسألة تماما ً, من عبّر عن بهداي أو بكلامي أو بكتابي كلها داخلة في معنى الآية.
) وإن كان مقصود السائل معرفة ما في الاسم من الصفة المختصة به ,فلابد من قدر زائد على تعيين المسمّى مثل أن يسأل عن "القدّوس السلام المؤمن"وقد علم أنه الله ,لكنَّ مراده ما معنى كونه قدّوسا ً سلاما ً مؤمنا ًونحو ذلك)
من هو القدّوس؟ الله , من هو السلام:الله، ما معنى القدّوس؟ أنا الأن سؤالي يختلف عن السؤال الأول , أنا أريد أن أعرف ما معنى لفظة القدّوس ,وهي الطاهر من كل عيب ونقص ,أو ما هو السلام أي السالم من الآفات التي تلحق البشر من نوم و عجزوغيرها , إذن منطلق السؤال لكن المؤدّى واحد القدّوس من: الله ,و السلام من؟ الله، كوني فسّرت القدّوس بأنه الطاهر من كل عيب ونقص .. هل معنى هذا أنه خلاف في دلالة القدّوس على الله تبارك وتعالى؟ أبدًا.
(إذا عُرف هذا فالسلف كثيرا ًما يُعبّرون عن المسمّى بعبارة تدّل على عينه ,وإن كان فيها من الصفة ما ليس في الاسم الآخر ,كمن يقول أحمد هو الحاشر والماحي والعاقب , والقدّوس هو الغفور والرحيم أي أن المسمّى واحد ,لا أن هذه الصفة هي هذه (
ومعلوم أن هذا ليس اختلاف تضاد كما يظنّه بعض الناس ,مثال ذلك تفسيرهم للصراطالمستقيم فقال بعضهم: هو القرءان أي اتباعه , لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث علي الذي رواه الترمذي ورواه أبو نُعيم من طرق متعدّدة:هو حبل الله المتين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم ,وقال بعضهم:هو الإسلام لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث النوّاس ابن سمعان الذي رواه الترمذي وغيره: {ضرب الله مثلا ًصراطا ًمستقيما ًوعلى جنبتي الصراط سوران , وفي السورين أبواب مفتّحة ,وعلى الأبواب ستور مرخاه ,وداعٍ يدعو من فوق الصراط , وداعٍ يدعو على رأس الصراط ,قال:فالصراط المستقيم هو الإسلام , والسوران حدود الله ,والأبواب المفتّحة محارم الله , والداعي على رأس الصراط كتاب الله ,والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مؤمن} , فهذان القولان متفقان .. لأن دين الإسلام هو اتباع القرءان, ولكن كل منهما نبّه على وصف غير الوصف الآخر, كما أن لفظ صراط يُشعر بوصف ثالث ,وكذلك قول من قال: هو السُنّة , وكذلك قول من قال:هو السنة والجماعة ,وقول من قال:هو طريق العبودية ,وقول من قال:هو طاعة الله ورسوله .. وأمثال ذلك (
كم قول ذكر الأن .. إذا ذهبت إلى طالب علم متحمّس ويريد أن يقرأ في التفسير ,أو فتح كتاب من كتب التفسير وبدأ في إهدنا الصراط المستقيم ,ووجد كم قول الأن؟ الإسلام .. القرءان .. ووصف ثالث يقصد النبي صلى الله عليه وسلم السُنّة والجماعة ,طريق العبودية ,طاعة الله ورسوله سبعة أقوال ,قال هذه الأن آية والقرءان أكثرمن ستة آلاف آية ,وهذه كلمة واحدة , كيف أنا بأطلب علم التفسير!! لا،من الأول أتركه.
لكن شيخ الإسلام يقول: لا .. هذا ليس خلافا ً, لكن السلف رحمهم الله من عادتهم لعلمهم بالعربية ,ولأنهم يُعبّرون بعبارات تدل على الذات فقط،لا يقصدون أنه خلاف حقيقي.
دعونا نجمع بين هذه الأقوال،هل هناك يا إخواني خلاف {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} (11) عندما تقرأها ,عندما تقول إهدنا الإسلام ,وهو أستشهد له بأدلة ,اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) إهدنا إلى الإسلام ,هل يتعارض مع قولك إهدنا القرءان؟ هل يتعارض مع قولك إهدنا طريق أهل السنة والجماعة ,هل يتعارض مع طريق العبودية ,طريق النبي صلى الله عليه وسلم .. كلها تدل على طريق واحد وهو الإسلام , وبالتالي لابد أن ننتبه يا إخواني عند قراءة الخلاف في كتب التفسير.
¥