نسينا أن نبيّن قول الله تعالى) ثُمَّ دَنَافَتَدَلَّ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى {9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} النجم10 ثم دنا أيجبريل وقيل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولذلك لو رجعت إلى هذه الآية لوجدت أن فيهاأقوال منهم من قال جبريل ومنهم من قال محمد صلى الله عليه وسلم , ثم قال الضمائركلها لله ,السبب ماذا؟
السبب التواطئ ,لأن عود الضمير يصح أن يعودإلى هذا ,ويصح أن يعود إلى هذا ,ثم يأتي قضية أقرب مذكور إلى آخره القواعد النحوية.
لكن السبب في خلاف السلف رحمهم الله هو ماذ؟.صحة عود الضمير إلى هذه الأشياء مثل (َ أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ {6}) الانشقاق الضمير فملاقيه هنا يرجع إلى ماذا؟
الله،هذا قول من أقوال التفسير, القولالثاني العمل، أيهما أصح؟
كلها صحيحة ,لكن السبب الذي جعل بعض السلفيقول فملاقيه فملاقٍ عملك ,والسبب الذي جعل بعضهم يقول فملاقٍ ربك هو ماذا؟
التواطئ في عود الضميرأن يصح عود الضمير إلى كل هذه المعاني.
الضمائر من باب التواطئ , يعني يصح الضمير هذايصح أن يرجع إلى كذا ,يعني مثل يقول الإنسان يصح أن تطلق على زيد ,يصح أن تطلق عل الضمائر من باب التواطئ , يعني يصح الضمير هذايصح أن يرجع إلى كذا ,يعني مثل يقول الإنسان يصح أن تطلق على زيد ,يصح أن تطلق علىعمرو ,خالد ومحمد إلى آخره الضمير يصح أن تطلق على الذي ذُكر في هذا السياق هذا أو هذا أو هذا هذا معنى التواطئ واضح.
(ومن الأقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعضالناس اختلافاً أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة ,فإن الترادف فياللغة قليل ,وأما في ألفاظ القرءان فإما نادر وأما معدود ,وقلّ أن يُعبّر عن لفظواحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه , بل يكون فيه تقريب لمعناه ,وهذا من أسباب إعجازالقرءان ( ....
هذاالصنفالرابعالآن تفسير القرءان بالمقارب أوالتعبير عن المعاني بألفاظ متقاربة ,وهذا قد استعمله السلف ـ رحمهم الله ـ
من العلماء من يقول عدم الترادف باللغة أصلاًكما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ,وبعضهم يقول أنه يوجد ترادف ,ومعنى الترادف أنها تتشابه في أصولمعانيها ,بمعنى أنها تشترك في معنى واحد ,لكن لكل لفظصفة ليست في اللفظ الآخر فمثلاً لو قلت الصارم والمهنّد كلاهما للسيف هذا يسمىترادف ,لأنها تعبّر عن معنى اختلفت ألفاظها ومعناها واحد ,لكن في لفظ الصارم صفةغير لما تقول لفظ المهنّد ,الصارم الذي يقطع الأشياء بقوة والمهنّد نسبة إلى بلادالهند أو إلى الساعد كما قيل في معناها ,المهم أنالترادف ليس معناه التشابه من كل وجه.
سيذكر الآن شيخ الإسلام أمثلة من القرءان علىطريقة السلف في تفسيرهم ,حيث عبّروا عن بعض الكلمات القرءانية بألفاظ متقاربة.
(فإذا قال القائل {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْراً} الطور9 إنالمور هو الحركة كان ذلك تقريباً) قول المور الحركةهذا من باب التقريب, وإلا حقيقة المور ليس هو الحركة من كل وجه , بل هو نوع معينحركة خفيفة سريعة.
(وكذلك إذا قال الوحي (الإعلام) أو قيل) (أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) النساء163 أنزلنا إليك ,أو قيل (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ) الإسراء4 أي أعلمنا .. وأمثالذلك ..
فهذا كله تقريب لا تحقيق , فإن الوحي هوإعلام سريع خفي ,والقضاء إليهم أخص من الإعلام ,فإن فيه إنزالاً إليهم وإيحاءًإليهم , والعرب تُضمِّن الفعل معنى الفعل وتعدّيه تعديته ,ومن هنا غلط من جعل بعضالحروف تقوم مقام بعض ,كما يقولونفي قوله (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ) أص24 أي معنعاجه ,و (مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ) الصف14 أي مع الله ونحو ذلك.
والتحقيق ما قاله نُحاة البصرة من التضمين فيسؤال النعجة يتضمن جمعها وضمّها إلى نعاجه , وكذلك قوله (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) الإسراء73 ضُمِّن معنى يُزيغونك ويصدّونك ,وكذلك قوله (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} الأنبياء77 ضُمِّن معنى نجّيناه وخلّصناه ,وكذلك قوله (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) الإنسان6 ضُمِّن يروى بها ونظائره كثيرة)
¥