فقال: فإن مجموع عباراتهم أدل على المقصود من عبارة أوعبارتين ومع هذا فلابدلما قرر هذه الأشياء شيخ الإسلام كلها قال:لابدمن خلاف محقق بينهم لا يعني أننا نقول اختلاف التنوعاختلاف التضاد أنه لا يوجد اختلاف تضاد أبداً , لا، يوجد ,لكنه قليل قليل جداً, بالنسبة لاختلاف التنوع .. فأكثر ما يُنقل عن السلف عليهم رحمة الله هومن باب اختلاف التنوع.
(فإن مجموع عباراتهم أدل على المقصود منعبارة أو عبارتين ومع هذا فلابد من اختلاف محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك فيالأحكام ,ونحن نعلم أن عامة ما يضطر إليه عموم الناس من الاختلاف معلوم , بل متواترعند العامّة أو الخاصة كما في عدد الصلوات ومقادير ركوعها ومواقيتها ,وفرائض الزكاةونُصُبها ,وتعيين شهر رمضان).
شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ بدأ يستطرد الأنفي هذا الباب يقول:
نعلم أن عامّة ما يضطر إليه عموم الناس مناختلاف معلوم , بل متواتر عند العامّة في عدد الصلوات ومقادير ركوعها إلى Novi يقصد أن الخلاف الذي يحتاج إليه الناس معلوم والحمد لله ,ثم يقول وجود اختلاف بينالصحابة رضي الله عنهم في الجد والإخوة وفي المشرّكة ونحو ذلك لا يوجدريب في جمهور مسائل الفرائض.
يعني مسائل الفرائض معروفة فكون الصحابةـ رضيالله عنهم ـ اختلفوا في جزئيات المسائل لا يعني اختلافهم في أصل الفرائض كلها , وضربمثال يسمّى المسألة المشرّكة وهي أن يهلك هالك عن زوج وأم وأخوين لأم ,وإخوة لأبوين، فالزوج له نصف لعدم وجود الفرع الوارث ,والأم لها السدس لوجود الإخوة , وللأخوينلأم الثلث،الإخوة لأبوين لا شيء لهم هنا،وهذا قضاءعمرـ رضي الله عنه ـ الأول , فاعترض هؤلاء لما حصلت في وقت عمر ـ رضي الله عنه ـ اعترضواعلى عمر وقالوا: هبأنَّ أبانا كان حماراً أنت ما يعنينا شرّكنا معهم فشرّكالإخوة الأشقّاء معالإخوة لأم في الثلث ,وهذه تُسمّى المشرّكة ,وهذا قضاء عمرـ رضي الله عنه ـ.
ثانياً, لكنخلاف الصحابة في هذه المسألة خلاف بين عمر وأبوبكر وقضاء عمر الأول وقضاء عمرالثاني ,هل يوجد اختلاف في جمهور مسائل الفرائض؟
شيخ الإسلام يقول لك خلافهم فيالتفسير القليل "اختلاف التضاد" هل يوجب أن ما أثر عنه من السلف كله اختلاف؟
يقول شيخ الإسلام: لا, ثم ذكر آيات الفرائضاستطراداً وقال:
والإختلاف ـ هذه مهمة جداًـ والإختلاف قد يكونلخفاء الدليل ,والذهول عنه هذا
السببالأوللأسباب الخلاف.
السبب الثاني: قد يكون لعدم سماعه , ما وصل لأهل العلم. (أسباب اختلاف الس.
السبب الثالث: وقد يكون للغلط في فهم النص.
السبب الرابع: وقد يكون لاعتقاد معارض راجح
فالمقصود هنا التعريف بمجمل الأمر دونتفاصيله.
يعني مجمل الأمر أسباب اختلاف السلف دونالتفاصيل .. لماذا؟ لأنه قد شرحها في كتاب له اسمه (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) بين فيه وهذا الكتاب من أنفس الكتب في أسباب خلاف الفقهاء عموماً, وأسباب الخلافيستفاد منها في قضية التفسير وغيره (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) ,وفي أسباب خلافالمفسّرين أكثر من رسالة علمية .. في رسالة للدكتور محمد الشايع في خلاف المفسرين ووكذلك للدكتور سعود الفنيسان .. فلتُراجع لمن أراد التوسع.
نكتفي بهذا القدر .. ونكمل إن شاء الله الفصلالثالث من هذه المقدمة ..
أسأل الله عزّ وجلّ لي ولكم العلم النافعوالعمل الصالح
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلىآله وصحبه أجمعين
ـ[أم عبد الله //]ــــــــ[19 Dec 2010, 01:28 م]ـ
شرح مقدمة التفسير لشيخ الإسلام الجزء الثالث
الدكتور: أحمد بن محمد البريدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وقفنا عند الفصل الثالث وهو يشتمل على فصلين:
فصل في نوع الاختلاف في التفسير ,المستند إلى النقل.
والمستند إلى الاستدلال .. فصل آخر.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
(الاختلاف في التفسير على نوعين .. منه ما مستنده النقل فقط ,ومنه ما يعلم بغير ذلك, إذ العلم إما نقل مصدّق وإما استدلال محقق والنقل إما عن المعصوم وإما عن غير المعصوم)
كلام جيد. فبدأ بالذكر النوع الأول الذي هو الاختلاف في التفسير من جهة النقل.
¥