ووجد من أباح التلفيق بشروط أوجدوها, وهذا كان منهم دليل خير, يواجه أهل التعصب المذهبي! ويرد دعواهم.
وكذلك اجتهدوا بما حدث من مستجدات طرأت على حياتهم مما لم يكن معروفاً (أيام المذهب القديم) فأصابوا في أكثرها, وفتحوا للناس أبواب العلم بالفهم والعقل والاقتداء والاتباع الصحيح بالأصل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وهو الكتاب الكريم وصحيح السنة المطهرة بأقسامها: القولية, والفعلية, والإقرارية.
وهذه أحكامهم وآراءهم موجودة بيننا متفرقة متداولة, مع أنه لا يكاد يجمعها كتاب جامع, ولا فقه مدون, ولا مذهب مقنن -إلى اليوم-.
حتى قامت منذ عشرين سنة -تقريباً- تلك المجامع الفقهية في عدد من البلاد, ونادت بحركة اجتهادية جماعية أوجدت الكثير من الأحكام النافعة (مع اختلاف فيما بينهم بآراء قليلة) وهذا لم يمنع بعض الأفراد من اجتهادات (على انفرادها) مقبولة.
وبين أيدينا العشرات من الكتب التي ألفت, دعا فيها أصحابها إلى الاجتهاد الكلي أو الجزئي, وهي بالجملة مقبولة بل ومتداولة, وزاد الله في أعداد أتباعها, بما يسر الله في التوسع بالنشر والطباعة المتقنة, والفهرسة المساعدة, مما لم يعد خافياً على أحد.
* * *
واليوم يفتح لنا المعهدان الكريمان الباب الواسع للحديث عن الاجتهاد في تربية المسلم والمسلمين, بعد أن شهدنا آثار الاضطراب السابق في المجتمعات الإسلامية المتعددة, ومنها انتشار الإسلام الواسع في الميادين والمواطن الجديدة في أوروبة وأمريكا والمشرق وإفريقية وغير ذلك من البلاد.
وبعد أن قامت علينا بعض الدنيا -بالظلم- من بلاد الكفر بنشر حرب تعلن على الإسلام, تارة بصريح القول, وأحيانا بالكيد المستتر .. وفينا ويا للأسف سماعون لهم.