تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[زهير أحمد ظاظا]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 08:08 م]ـ

بدا لي مؤخرا أن (مخلع البسيط) وتفعيلته (مستفعلن فاعلن فعولن) يختلف عن (اللاحق) الذي ابتكره حازم، وقد ورد ذكر تفعيلات مخلع البسيط في قصيدة لابن الرومي (القصيدة 1548 ج 5 ص2004) وفيها قوله: (مستفعلن فاعلن فعولن) أما اللاحق الذي ابتكره حازم القرطاجني (ت 684هـ) وجعل تفعيلته: (مستفعلاتن) أربع مرات. فهو بحر يختلف بأوتاده عن أوتاد المخلع كلها، لأن (مستف) في التفعيلة الثانية تقابل (علن) التي هي وتد التفعيلة الثانية في المخلع، عند أتباع الخليل، وقد عثرت على قصائد كثيرة في ديوان مهيار مزج بها بين اللاحق والمخلع كالقصيدة: (يا دار ما أبقت الليالي) وهي (69) بيتا، ورد منها على الوزن (اللاحق) الأبيات التالية:

ما أنتِ يا أذرع المطايا * إلا المنايا تحت الرحالِ

ولا نساءٌ راحت بفَلْجٍ * إلا بلاءٌ على الرجالِ

وفي الغبيطِ المومَى إليه * بدرُ دجى من بني هلالِ

تمسح بالأرض ذا قرونٍ * تضلّ فيه أيدي الفوالي

فلست أدري أداءُ قلبي * أضوى بجسمي أم داء حالي

لي من بقايا الكرام مرعىً * يسمَنُ فيه عِرضي ومالي

بيتٌ هو المجدُ كلّ مجدٍ * من يدعيه مجدُ انتحالِ

كلّ كريم الوجهين يرمي سؤدُدَ عمٍّ بمجد خالِ

حدَّثَ عنه والبدرُ تُنبي * عن نوره عزّةُ الهلالِ

عبلُ الحجا واسعُ العطايا * جعدُ المساعي سبطُ الجلالِ

فمن أراد البُقيا عليه * فليكفِه جانبَ السؤالِ

وربَّ منع والعذرُ فيه * ممثَّلٌ قائمٌ حيالي

فلا تجشّمْ ثقل احتشامي * ولا تحف قلّة احتمالي

فالمالُ عندي ما دمتمُ لي * باقينَ يا أيُّها المَوالي

رأيكُمُ لي كَنزٌ وأنتم * صفقةُ ربحي ورأسُ مالي

يلبس منها النيروزُ عِقداً * فُصِّلَ بالسحر لا اللآلي

لذلك أحببت أن أقدم بهذه المقدمة وأعترف بأنني قد أخطأت في كتابي (موسوعة البحور) حيث قلت فيه حرفيا:

@ مخلَّع البسيط

وهو الذي زعم حازم القرطاجني أنه اخترعه وسماه " اللاحق "

وأكبر الظن أن الذي ابتكر هذه التسمية: (مخلع البسيط) هو الإمام الجوهري، ويرجح هذا الظن أن كل الذين سبقوه من أئمة العروض لم يستعملوا هذا المصطلح كصاحب العقد الفريد = ت 328 = فإنه لما أتى في الفصل الذي تناول فيه العروض على وزن المخلع سماه

المجزوء المقطوع، ولكن العجب أن أبا العلاء أيضاً = وفي لزومياته سبعة وعشرون مخلعاً = لم تصله هذه التسمية كما يظهر ذلك في معالجته لوزن المخلع وهو الذي لم تفته في العروض فائتة، حتى ما كان منها في كتب قدامة بن جعفر وننتهز الفرصة هنا لعرض نماذج من ملاحظاته العروضية التي ضمنها سخرياته في اللزوميات والسقط.

من ذلك قوله:

وإن ألق شكوي ألقه تحت خفية # كجزء بسيط أولٍّ مسَّ بالخَبنِ

وقوله:

قصرت أن تدرك العلياء في شرف # إن القصائد لم يلحق بها الرجز

وقوله:

بقائي الطويل وغيي البسيط # وأصبحت مضطرباً كالرجز

وقوله:

فلو كنت شعراً كنت أحسن منشد # سليم القوافي لا زحافٌ ولا خرم

وقوله:

تقلبنا الأيام في كل وجهة # كتقليب وزن في فلوك الدوائر

وقوله:

لو نطق الدهر هجا أهله # كأنه الرومي أو دِعبلُ

وفاعلاتن ومفاعيلها # تكفُّ في الوزن ولا تخبلُ

وقوله:

كصحيحة الأوزان زادتها القوى # حرفاً فبان لسامع نكراؤها

وقوله:

بنيت على الإيطاء سالمة من إل # إقواء والإكفاء والإصراف

وقوله:

ودادي لكم لم ينقسم وهو كامل # كمشطور وزن ليس بالمتصرِّع

وقوله:

تغشى النوائب حلي وهي رازحة # كالشعر يلقى زحافاً بعدما نُهكا

وقوله:

والسيف إن قال أبدى نبأةً عجباً # في وزن حرفين لم يكثر ولم يطل

أي قال: قب، وهو صوت السيف عند وقوعه على الرأس كما ذكر الجاحظ في البيان والتبيين.

وقوله:

غدوتُ أسيراً في الزمان كأنني # عروض طويلٍ قبضها ليس يبسط

ويريد الإشارة إلى أن " مفاعيلن " التي تقع في آخر الصدر لا يصح أن تأتي إلا بحذف الياء = وهو القبض عند العروضيين =

وقوله:

وأسباب المنى أسباب شعر # كففن بعلم ربك أو قبضنه

أراد أن يقول: لقد تقطعت كل أسباب المنى لأن " الكف " سقوط النون من مفاعيلن

و "القبض " سقوط الياء وهما ساكنا السببين من مفاعيلن

وقوله:

شر الحياة بسيطة مذمومة # عمدت لها بالسوء كف الغالث

وسلامة كسلامة الجزء الذي # بالضرب لُزَّ من الطويل الثالث

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير