تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمعروف أن للطويل عدة أوزان تعرف باختلاف ضروبها =أي آخر تفعيلة في البيت= وضرب الطويل الثالث " فعول " فأيُّ زحافٍ يطرأ عليها يخرب بيتها ..

وأراد بذلك أنها أضعف السلامة

وقوله:

إذا المنهوك فهتَ به انتصاراً # له من غيره فضل الطويلا

وأنت فكاك دائرتَيْ عروضٍ # وهندسة حللت بها الشُكولا

والمنهوك أقصر الأوزان

وقوله:

وقد يخطئ الرأي الفتى وهو حازمٌ # كما اختلَّ في نظم القريض عَبيد

وأراد بذلك بائية عبيد بن الأبرص التي سيأتي الكلام عليها

وقد أشار إلى قصيدة عبيد مرة أخرى بقوله:

ويصبح منثور البلى كنظيمة # بناها عبيد لا يقيم لها وزنا

وقوله:

فإن الطويل نجيب البحور # أخوه المديد ولم ينجبِ

وهي أقدم ملاحظة سجلت على وحشة البحر المديد، فيما بين أيدينا من كتب العروض

= انظر تفصيل ذلك في الكلام على البحر المديد =

وقوله:

عش يا ابن آدم عدة الوزن الذي # يُدعى الطويل ولا تجوز ذلكا

فإذا بلغت وأربعين ثمانياً # فحياة مثلك أن يوسد هالكا

وقوله في شكوى الحياة:

وقد طوتني كأني ضرب منسرحٍ # فيا لطيٍّ لطيٍّ غير منتشر

وأراد بذلك ما اتفق عليه العروضيون من وجوب طي (مستفعلن) الأخيرة

في المنسرح = أي حذف الفاء منها = انظر تفصيل ذلك في مقدمة المنسرح

وقوله:

أخو الحرب كالوافر الدائريِّ # أَعْضَبُ في الخطب أو أعقصُ

يري كامل سلمه كاملاً # فيخزل في الدهر أو يُوقصُ

وإنك مقتضبٌ الشعر لا # يزاد بحالٍ ولا يُنقصُ

والأبيات بحاجة إلى تفسير مملّ، فقد أراد في البيت الأول والثاني تشبيه حالة الإنسان المحارب الذي قضى معظم حياته في الحرب بأحوال هذين البحرين فإنه لابد من أن يكون قد فقد شيئاً من أطرافه، وشأنه شأن البحر الوافر، ربما جاء أعضب بل ربما جاء أعقص.

والعضب سقوط الحرف الأول من مفاعلتن

والعقص اجتماع العضب والنقص فيها

والنقص اجتماع العصب والكف

والعصب تسكين الخامس

والكف حذف السابع

ليبقى بعد كل هذا " فاعلْت "

وكذلك الكامل فإنه يتعرض في بعض أحوال للخزل والوقص

والخزل: اجتماع الإضمار والطي فيبقى مفتعلن

والوقص: سقوط الحرف الثاني فيبقى مفاعلن

وأراد بالبيت الثالث تشبيه حالة الرجل المسالم بأنه أشبه بالبحر المقتضب

ذلك أن العروضيين أوجبوا فيه قاعدة لا يشاركه فيها غيره فقالوا: إن عدة حروفه

أربعة وعشرون لا تزيد ولا تنقص

وقد كرر أبو العلاء الصورة السابقة في الصاهل والشاحج فقال: (على أن ابن آدم

قد يخالف اللفظ في هذه الرتبة فيجتمع فيه من العلل الكثيرة، ومثله في ذلك مثل البيت من الموزون يجوز أن يجتمع فيه زحاف وخرم وحذف ملازم وضرورة شعر، وقد روي أن عطاء بن أبي رباح المكي كان أعور أشلّ أعرج، ثم عمي وأقعد)

وقوله:

مغانيه محيلات المعاني # كبيت الشعر قطع بالعروض

ويريد ما اعتاده الشعراء من وصف رسوم أحبتهم وأطلالهم بأنها أصبحت منكرة

قد تغير كل شيء فيها كما يتغير بيت الشعر إذا أجريت عليه التقطيع العروضي

فكيف تقرأ البيت الآتي

سقللا هربعيأم معمرن وإنعفت # مغاني هما سححن منلوب لهططالا

إنه البيت:

سقى الله ربعَيْ أمِّ عمروٍ وإن عفت # مغانيهما سحّاً من الوبل هطّالا

وقوله:

تولَّى الخليلُ إلى ربِّه # وخلّى العروضَ لأربابها

وأراد بذلك أنه لم يقل الكلمة الفصل في بعض مواضيع العروض كالمتدارك

وترك العروض لمن لا يجيد القول فيه، ويلمح أبو العلاء بهذا إلى قوله:

مضى قَيْلُ مصر إلى ربه # وخلّى السياسة للخائل

ستصغي إلى المين أسماعنا # ونصبو إلى زخرف القائل

هذه بعض آراء أبي العلاء في العروض، بل هي بعض مفاكهاته لأننا لم نتطرق فيها

إلا لما ورد منها في شعره ولو رجعنا إلى كتبه النثرية لتطلّب ذلك عشرات الصفحات

وفي كل هذا ما يدل أن عدم استخدام أبي العلاء لمصطلح " المخلع " في صدد حديثه

عن وزنه دليل على أن هذه التسمية لم تصله ولم يسمع بها.

قال مؤلف " المدارس العروضية " في حديثه عن البحر اللاحق ص 563: (وهو وزن من أوزان الشعر المستحدثة، استحدثه حازم القرطاجني ويضارع مخلع البسيط ويتألف من أربعة أجزاء ساذجة تساعية،وهي

مستفعلاتن مستفعلاتن # مستفعلاتن مستفعلاتن

)

أنكر حازم أن يأتي البسيط والطويل مجزوأين، وردَّ مجزوآت البسيط إلى المجتث

وهي

مستفعلن فاعلن مستفعلن # مستفعلن فاعلن مستفعلن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير