تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 12 - 2008, 01:26 ص]ـ

•وفي وسط الوزن؛ كثيراً ما يقع أحد الأشكال الأربعة التالية:

1) سببان فوتد (/ه/ه//ه):وهو كثيرٌ جدّاً. ومع ذلك فقد اعتبرَه بعضُهم خَللاً وزنيّاً!! يقول ابن الخلّ:

آياتُ غَرامي فيكَ مَنْ أوَّلَها

ويقول ابن الجوزي:

مَنْ باتَ على وَعْدِ اللِّقا لَمْ يَنَمِ

ويقول البهاء زهير:

كَمْ يذهَبُ هذا العُمْرُ في خُسْرانِ

ويقول صلاح الدين الإربلي:

أفنيتُ زماني بالأسى والأسَفِ

ويقول ابن الفارض:

بالشِّعْبِ كَذا عَنْ يُمْنَةِ الْحيِّ قِفِ

واذْكُرْ جُمَلاً منْ شَرْحِ حالي وصِفِ

2) وتدان متتاليان (//ه//ه):

وهو أكثر الأشكال استخداماً، وأطيبها في الذوق، ولذلك فقد تُوُهِّمَ أنه الأصْل، فاعتمدوا عليه في تفعيل الدوبيت.

يقول صفي الدين الحلي:

لا تَحْسَبْ زَوْرَةَ الكَرَى أجْفاني

مِنْ بَعْدِكَ منْ شَواهِدِ النسْيانِ

ما أرسَلَتِ الرّقادَ إلاّ شَرَكاً

تصطادُ بهِ شَوارِدَ الغزْلانِ

ويقول منجك اليوسفي:

القومُ مَضَوْا إلى الْمَنايا زُمَرا

ما أسْمَعَنا الزّمانُ عَنْهمْ خَبَرا

حتّامَ تُرى بِزائِلٍ مُلْتهِياً

والدهْرُ يُريكَ كُلَّ يَوْمٍ عِبَرا

3) سبب ففاصلة (/ه///ه):

وهو كثير جدّاً أيضاً، ومع ذلك اعتبره بعضهم -خطلاً- من الخلل الوزني في الدوبيت!! يقول أبو العباس الباخرزي:

لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاّ باللّهْ

ويقول العماد الأصفهاني:

لا راحَةَ في العَيْشِ سِوَى أنْ أغْزو

في قتْلِ ذوي الكُفْرِ يَكُونُ العِزُّ

والقُدْرَةُ في غَيْرِ جِهادٍ عَجْزُ

ويقول البهاء زهير:

كمْ يذهبُ هذا العمرُ في خسرانِ

ما أغفلَني عَنْهُ وَمَا أَنْساني

إنْ لمْ يكُنِ اليَوْمَ فَلاحي فَمتى؟

هلْ بعدَكَ يا عُمْرِيَ عُمْرٌ ثانِ؟

4) فاضلة (////ه):

وهو شكلٌ قليل، فيه ثقل، وقد وجدنا عليه بعض الشواهد المتفرقة. يقول نظام الدين الأصفهاني:

لا وارِدَ غَيْرَ فَمِها في نَظَري

ويقول بهاء الدين العاملي:

قد ماتَ بَهاؤُكَ مِنَ الشَّوْقِ إليكْ

ولشهاب الدين المصري:

ما قُدِّرَ كانَ وَبِمَا دِنْتَ تُدانْ

ولعبد الغني النابلسي:

السَّلْوَةُ مِنْكَ وَأنا الْعشْقُ نصيبي

/ه /ه ///ه ////ه /ه ///ه /ه

وواضح أن التشكيلات الأربعة السابقة؛ تؤلّفُ معاً التفعيلةَ الرجزية (مستفعلن /ه/ه//ه)، وزحافاتها الثلاثة المعتمدة؛ (متفْعِلن //ه//ه)، و (مسْتعِلن /ه///ه)، و (مُتَعِلن ////ه).

وهذا ما يجعل (مستفعلن) هي التفعيلة المختارة هنا، على الرغم من أن البديل (متفعلن) أطيب في الذوق من الأصل.

وليس الدوبيت في هذا بِدْعاً من البحور؛ ففي الخفيف: يعتبر البديل (متفعلن) أيضاً، أطيب في الذوق من الأصل (مستفعلن). وفي المقتضب والمنسرح والمخلّع: يعتبر البديل (فاعِلاتُ) أطيبَ في الذوق من الأصل (مفْعولاتُ). بل لا يرد في المضارع إلاّ البديل (مفاعيلُ) بدلاً عن الأصل (مفاعيلن).

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[13 - 12 - 2008, 01:31 ص]ـ

•أما آخرُ التشكيل، فيَرِد بأحد الأشكال الخببية الأربعة التالية:

1) فعْلن فعْ = مفْعولن (/ه/ه/ه):

أمثلته كثيرة جدّاً، منها قول نجم الدين بن إسرائيل في رباعية (مدوّرة) نادرة:

يا ألطَفَ مِنْ سُلافةِ الصّهْباءِ

خَلْقاً، وأرَقَّ منْ زلالِ الْماءِ

جسْماً، وأعزَّ مَنْ على الغَبْراءِ

قَدْراً، ولقدْ حُكِّمْتَ في مَعْنائي

وقول أبي الحسن الباخرزي:

أبْلى جسَدي هَوى ظَلومٍ جانِ

قدْ هَجَّنَ قَدُّهُ قضيبَ البانِ

يا مَنْ أضحى ومالَهُ منْ ثانِ

ما ضرَّكَ لَوْ فَكَكْتَ هذا العاني

2) فاعِلُ فعْ = مفتعِلن (/ه///ه):

وهو كثيرٌ جدّاً، حتى أن بعضهم اعتبره أصْلاً.

يقول ابن الخلّ:

هذا ولَهي، وقد كتمْتُ الوَلَهَا

صَوْناً لحديثِ مَنْ هَوى النّفْسِ لَها

يا آخرَ مِحْنتي، ويا أوَّلَهَا

أيّامُ عَنائي فيكَ مَنْ أوَّلَهَا

ومن جميل الدوبيت المغنّى:

يا غُصْنَ نقىً مُكَلَّلاً بالذّهَبِ

أفديكَ منَ الرّدى بأمّي وأبي

إنْ كنتُ أسأْتُ في هَواكُمْ أدَبي

فالعِصْمةُ لا تكونُ إلاّ لِنَبِي

3) فَعِلن فعْ = فعِلاتن (///ه/ه):

شكلٌ جميل، قليل الأمثلة. لم يُشِرْ إليه أحد، كنت وضعتُ له المثال قياساً، ولكنني وجدت له عدداً من الأمثلة فيما بعد.

يقول الحلاّج:

كَمْ ينشرُني الهوى وكمْ يطويني

يا مالِكَ دُنْيايَ ومالِكَ ديني

ويقول الخليلي:

يا مَنْ بالحسْنِ في هَواهُ سَبَاني

أضْنى حالِيْ بينَ الوَرَى وَكَوَاني

بالنارِ، وفي الغَرامِ ثَمَّ رَمَاني

ويقول علي القادري الكيلاني الحموي:

الدمعُ منَ العيونِ أجْرَيْتُ بِحَارْ

والمغْرَمُ مِنْ عشْقِ جمالِكَ قدْ حارْ

4) فعِلَتُ فعْ (//// /ه):

شكلٌ نادرٌ، لم يُشرْ إليه أحدٌ أيضاً، ووجدت له عدداً من الأمثلة. يقول ابن عربشاه:

لا رِجْلَ لَهُ، والتّخْتُ مَوْطِئُ قَدَمِهْ

ويقول ابن حجة الحموي:

والخَلْقُ رَوَى عنِ الموَطَّأِ وَلَنَا

ويقول الخليلي:

العشْقُ قديماً في فؤادِيَ غُرِسَا

والحِبُّ لقدْ جَفا المُتَيَّمَ وَقَسَا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير