تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فعْلن فاعلاتن * فاعلاتن فاعلن

والحنفي بهذا؛ يُقطِّع -أوّلاً- أوصالَ الدبيتي، فيُمزِّقَه إلى شطرين غير متناسبين، ويجعلُ من (الخَرْم) -ثانياً- علّةً ملازمةً له بقيّة عمره.

كما قَسَرَ د. أحمد مستجير الدبيتي على الدخول في حظيرة البحر الطويل لديه، فاعتبر تفعيلاتِه الأصليّةَ مُركَّبةً من تفعيلات البحر المهمل:

مفعولاتُ مفعولاتُ مفعولاتُ

مساوياً بذلك أصلَ الدبيتي لدى أبي ديب والحنفي كما رأينا، ووفقاً لواقع الدبيتي؛ فإنه لا يرد بمثل هذه التفاعيل على الإطلاق، ولا بدَّ من مزاحفتها إلزامياً لكي يتطابق هذا الوزنُ مع الدبيتي.

ومن أعجب ما رأيت؛ أن يستدلّ علي حميد خضير على أن "الدوبيت من الرجز" (!!) بإمكانية تقطيعه هكذا:

مستفعلتن مفاعلن مستفْعلْ

معتبرًا (مستفعلتن) تفعيلةً رجزيةً (!!) منقولةً عن (مستفعلاتن)!! وواضح أن هذه التفعيلة هي من وَضْع القرطاجني كما مرّ، ولا علاقة لها بالرجز من قريب ولا بعيد.

وقد عاد في مكان آخر فقال: "والدوبيت مأخوذٌ عن المتدارك"!! "بدليل أننا يمكن تقسيمه [كذا] على الشكل التالي:

فعْلن فعِلن فعولُ فعْلن فعِلن

وعاد مرّة أخرى فعدّه من مخلّع البسيط (!!) بزيادة (فعِلن) إلى آخره هكذا:

مستفعلُ (!) فاعلن فعولن (فعِلن)

مخطئاً العروضيين جعْلَهم الدبيتي مجزوءاً، لأن مجزوءَه عنده هو (مخلعُ البسيط) عينَه (!!) هكذا:

مستفعلُ (!) فاعلن فعولن!! ???

ويتضح من كيفية تفعيل هذا البحر، وأمثلَتِهم عليه، وتعليقاتِهم عليها بالصِّحَّة أو القَبول، وبالمطابقة أو المخالفة، أنهم يرونه وزناً جامداً وإيقاعاً رتيباً قلّما يصيبه الزحاف (أو التغيير) الذي يتيح للشاعر حريةً أكبرَ في النظم والحركة والاختيار.

وواضح أيضاً مدى التخبُّطِ في إصرارهم على حصر هذا الوزن ضمن تفاعيل الخليل من جهة، ثم شموسه وتأبيه على قبول هذه التفاعيل وزحافاتها من جهة أخرى، ذلك أن أَيّاً من طرق التفعيل السابقة لا تفي بمتطلبات تلك التفاعيل من الزحاف على الإطلاق. ولا عجب؛ فالبحرُ دخيلٌ على الشعر العربي، ويحمل روحاً غريبةً عنه.

ولذلك كان لابد في دراسته من اتّباع طريقةٍ مختلفةٍ عن دراسة بحور الشعر العربي الأخرى، وإنْ أدّى ذلك إلى مخالفته قواعدَ العروض العربي بعض الشيء.

- يتبع -

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[04 - 12 - 2008, 12:01 ص]ـ

تُبيِّن الدراسة المتأنيّة لهذا الوزن، وزحافاته الفعلية في مواقعها المختلفة، أن لها أشكالاً عديدةً، لم يذكرها العروضيون، تجعل منه وزناً غنيّاً، ثرّاً، يتيحُ للشاعر سعَةً وحريةً في الحركة، تساعده على النظْم، وتُعينه على الاختيار.

* ففي بداية الوزن؛ كثيراً ما يرد أحد الأشكال الستّة التالية:

1) أربعة أسباب متتالية (/ه/ه/ه/ه):

وهو شكل كثير الاستخدام، ومع ذلك؛ قَلَّ من أشار إليه. يقول الدّووي:

يا مَنْ أدْعو؛ فيستجيبَ الدّعْوى

أنْتَ المُبْلي، فكُنْ مُزيلَ الشكْوى

2) سببان ففاصلة (/ه/ه ///ه):

وهو أكثر الأشكال استخداماً، وعليه اعتمدوا في تفعيل الدوبيت. فمن الدوبيت المغنّى قوله:

يا غُصْنَ نَقَاً مُكلَّلاً بالذهَبِ

أفْديكَ منَ الرّدى بأمَي وأبي

3) فاصلة فسببان (///ه /ه/ه):

لمْ يُشِرْ إليه أحد. وهو -على الرغم من جماله- قليلُ الاستخدام.

يقول الخليلي:

عَبَقَتْ بالطّيبِ -في الدّجى- نفْحَتُهُ

وأَضَاءَتْ لِيْ -في حَضْرتي- بهْجَتُهُ

4) فاصلتان متتاليتان (///ه ///ه):

وهو -على الرغم من جماله أيضاً-تشكيل قليلُ الورود، اعتبره بعضُهم خللاً وزنيّاً!! يقول ابن خلّكان:

عَرَباً لَهُمُ دونَ ظُبى الهندِ عيونْ

ويقول الخليلي:

فَلَعَلَّهُمُ أنْ ينظُروا -صاحِ- إليْكْ

5) فاصلة بين سببين (/ه ///ه /ه):

لم يُشِرْ إليه أحدٌ أيضاً، ووجدتُ عليه عدداً لا بأس به من الشواهد. يقول شهاب الدين المصري:

لَيْلَةُ أنْسٍ بَدا سَناها ولَمَعْ ** -لَمَّ بِها الدّهْرُ شَمْلَ حظّي وجَمَعْ

قالَ بَشيرُ الْسّرورِ إذَْ أرّخَها:** -تَمَّ حُصُولُ الْمُرادِ والقَصْدُ وقَعْ

6) سبب ففاصلة خماسية (/ه /////ه):

لم يُشرْ إليه أحد أيضاً، ولم أجد له غير شاهدٍ وحيد في قول ابن العرندس:

هذا وَرَقُ الشقائقِ النّعْماني ** -بالخَمْرِ سُقي

أمْ هُوَ أَثَرٌ على نزيفِ القاني ** -بالخَدِّ بَقي

ونمثل له بقولنا:

لا تَكُ أبَداً لفضْلِنا بالنّاسي

ويتضح من كلّ ذلك؛ أنّ التشكيل المستخدمَ هنا ليسَ إلاّ جزءاً خبَبِيّاً، يساوي تفعيلةَ بحر الخبب مكررةً (فعْلن فعْلن)، وهي تفعيلة سببية لاوتدية، قبِلت في الأشكال الستة السابقة، زحافات الخبب ذاتها هكذا:

1 - فَعْلن فَعْلن (/ه/ه /ه/ه)

2 - فَعْلن فَعِلن (/ه/ه ///ه)

3 - فَعِلن فَعْلن (///ه /ه/ه)

4 - فَعِلن فَعِلن (///ه ///ه)

5 - فاعِلُ فَعْلن (/ه// /ه/ه)

6 - فاعِلُ فَعِلُن (/ه// ///ه)

ولذلك يمكننا أنْ نُضيفَ إليها تشكيلينِ خببيين آخرين ممكنا الورود هما:

1 - فَعِلَتُ فَعْلن (//// /ه/ه): ونمثل له بقولنا أيضاً:

نَظَرَ بِعَيْنٍ على الأذَى مفْطورَهْ

2 - فعِلَتُ فَعِلن (//// ///ه):

كقولنا كذلك:

رَفَعَكَ أدَبي بينَ الورى والناسِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير