تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مدح العروض وذمه]

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 12:12 ص]ـ

قيل: معرفةُ العروض تسهل عليك ما تعوج من الشعر، فإنه نصابه ونظامه وعموده وقوامه.

وعاب النظّام الخليل فقال: تعاطى ما لا يحسنه ورام ما لا يناله، وفتنته دوائره التي لا يحتاج إليها غيره.

ودخل أعرابي مسجد البصرة فانتهى إلى حلقة علم يتذاكرون الأشعار والأخبار، وهو يستطيب كلامهم، ثم أخذوا في العروض فلما سمع المفاعيل والفعول ورد عليه ما لم يعرفه فظن أنهم يأتمرون به، فقام مسرعاً وخرج وقال:

قد كان أخذهمُ في الشعر يعجبني=حتى تعاطوا كلام الزنج والروم

لما سمعت كلاماً لست أعرفه =كأنه زجل الغربان والبوم

ولّيت منفلتاً والله يعصمني=من التقحم في تلك الجراثيم!

ويقول ابن طباطبا:

كل العلوم يزين المرء بهجتها=إلا العروض فقد شانت ذوي الأدب

بي الدوائر دارت من دوائرها=ما لإمرىء أرِبٍ في ذاك من أرب

فاستعمِلِ الذوقَ في شعر تؤلِّفُهُ=وزِنْ به ما بَنَوا في سالف الحقب

محاضرات الأدباء: للراغب الأصفهاني

ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 02:55 ص]ـ

لوْ كان يُدْركُ عَذبَ الشعر في نغم

ما فرَّ مُنفلتاً بين الدَّيَامِيم

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 08:06 ص]ـ

تَغَنَّ بالشِّعْر إِمْا كُنتَ ذا بَصَرٍ=إِنَّ الغِناءَ لهذا الشِّعر مِضمارُ

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 12:29 م]ـ

أحسب النظام وتلميذه الجاحظ كصاحبهما الأصمعي الذي خرج من عند الخليل وقد أعيته الحيلة في تدبر العروض.

ـ[زينب هداية]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 12:41 م]ـ

أخاف أن يحصل لي ما حصل للأصمعيّ.

رحم الله الخليل والجاحظ والأصمعيّ و كلّ قدّم للعلم و لو حرفا.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 06:58 م]ـ

الجاحظ أستاذ الكلام، استطاع بلسانه الذرب، ومقوله الذي لا يجارى أن يقبح الحسن ويحسن القبيح.

وكان مثل ذلك مذهباً من مذاهب التأليف، وضعوا فيه الكتب ..

وقد مدح الجاحظ العروض وذمّها، فقال في مدحها:

العروض ميزان، ومعراض بها يُعرَفُ الصحيح من السقيم، والعليل من السليم، وعليها مَدَار الشعر، وبها يسلم من الأَوَدِ والكَسْر.

وقال في ذمّها: هي علم مُوَلّد، وأدب مستَبْرد، ومذهب مرفوض، وكلام مجهول، يستنكر العقل بمستفعلن وفعول، من غير فائدة ولا محصول.

ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 03:37 ص]ـ

تجافى بعض المتعسفين عن هذا العلم ووضعوا منه واعتقدوا أن لا جدوى له واحتجوا بأن صانع الشعر إن كان مطبوعاً على الوزن فلا حاجة له بالعروض كما لم يحتج إليه من سبق الخليل من العرب وإن كان غير مطبوع فلا يتأتى له نظم العروض إلا بتكلف ومشقة، كما قال أبو فراس الحمداني:

تناهض الناسُ للمعالى

لمّا رأوا نحوها نهوضي

تكلفوا المكرمات كدّاً

تكلفَ النظم بالعروض

ولأن بعض كبراء الشعراء لم يقف عندما حدَّه الخليل وحصره من الأعاريض بل تجاوزها. ولمّا قال العتاهية أبياته التي أولها:

عُتْبُ ما للخيال

خبريني ومالي


قيل له إنك خرجت عن العروض فقال أنا سبقت العروض. ولأنه يُخرج بديع الألفاظ ورائق السبك إلى الاستبراد والركاكة، وذلك حالة التقطيع والتفعيل، وربما أوقع المرء في مهوى الزلل ومقام الخجل بما يتحول إليه ضوغ البنية من منكر الكلام وشنيع الفحش، كما جرى في مداعبة أبي نواس وعنان جارية الناطفي حين قالت إن كنت تحسن النظر في العروض فقطع هذا البيت:

حوَّلوا عنا كنيستكم

يا بني حمّالة الحطبِ
فقطعه فضحكت منه، وفعل بها مثل ذلك في تقطيع قوله:

أكلتُ الخردل الشّاميّ

في صفحةِ خبّازِ

وقد صرح الجاحظ وهو من علماء اللسان بذمّ علم العروض فقال: هو علم مولّد وأدب مستبرد ومذهبٌ مرذول يستنكد العقول بمستفعلن وفعول من غير فائدةٍ ولا محصول. والجواب أن الحق الذي به كل منصف أن لهذا العلم شرفاً على ما سواه من علوم الشعر لصحة أساسه واطراد قياسه ونُبل صنعته ووضوح أدلّته. وجدواه حصر أصول الأوزان ومعرفة ما يعتريها من الزيادة والنقصان وتبيين ما يجوزمنها على حسن أو قبح وما يمتنع، وتفقدُ محالٌ المعاقبة والمراقبة والخرم والخزم وغير ذلك مما لا يتزن على اللسان ولا تتفطن إليه الفِطرُ والأذهان، فالجاهل بهذا العلم قد يظن البيت من الشعر صحيح الوزن سليما من العيب وليس كذلك، وقد يعتقد
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير