تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 07:53 ص]ـ

إذا كان ما تقصده الأخت مريم من سؤالها: "هل كان الخبب معروفا قبل الخليل" ما ذكره الأخفش في كتاب القوافي من أن "جميع الشعر قصيد ورمل ورجز" فجاء بنوعين من الشعر هما أسماء لبعض بحور الشعر التي وضعها الخليل، وليس شرطا أن تكون تعني تماما ما كانت تعنيه تلك الأسماء عند العرب؛ لأن الرمل بحر معروف عندنا اليوم بينما كان يعني قبل الخليل "كل ما كان غير هذا من الشعر وغير الرجز فهو رمل" وقال في كتاب العروض: "أن الرمل شعر كثير تستعمله العرب" أي يتألف من أوزان عديدة. فإذا كان هذا قصدها نقول إن العرب لم يعرفوا مصطلح الخبب اسما لهذا النوع من الشعر، وقد ذكر الدكتور عمر خلوف أن أول ذكر للخبب وجده عند ابن رشيق، مع ما هو معروف عن شهرة القصيدة المنسوبة لعمرو الجني ومنها قوله:

أشَجاكَ تَشَتُّتُ شِعْبِ الحَيِّ=فأنْتَ لَهُ أرِقٌ وَصِبُ

وأيضا ما روي من أن للخليل نفسه قصيدتين على هذا البحر.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 01:56 م]ـ

يرى أخي خشان أن الأنساق التي وضعتها شديدة التقارب من دوائر الخليل، وأنا أقول أنها هي هي نفسها دوائر الخليل ولكني حذفت منها دائرة المؤتلف التي تنتج الوافر والكامل معا لأن دائرة المجتلب تقوم مقامها، وأنه عبر مبدأ التغيير الوجوبي الذي تحدث عنه أستاذ مريم يمكن توليد بحري الوافر والكامل من المجتلب. ثم إن تصميم الدوائر جاء وفقا لمبدأ الوحدة الإيقاعية من حيث هي " ظاهرة تتكرر بانتظام واطراد، وهي في العروض عنوان البحر". ولو نظرنا إلى الأمثلة التي ذكرتها الأخت مريم لهذه الوحدات الإيقاعية نحو:

الطويل: فعولن مفاعيلن مكررة ثلاث مرات

الرجز: مستفعلن مكررة خمس مرات

لوجدنا أن الأقدمين سبقوا إلى الانتباه إليها، فهذا هو محمد بن السري السراج يقول في كتاب العروض: "الدائرة الأولى تكال وتوزن بسبب مضموم ووتد وبسببين مجموعين مع وتد. والدائرة الثانية يكيلها ويزنها وتد وفاصلة .. والدائرة الثالثة يكيلها ويزنها سببان ووتد .. والدائرة الرابعة يكيلها ويزنها سببان ووتد وسببان ووتد مفروق .. والدائرة الخامسة يكيلها ويزنها وتد وسبب".

وتعمل جميع المبادئ التي ذكرها الأستاذ في القائمة التي وضعناها تعديلا لقائمة الخليل، فمبدأ التمام يعمل في الدائرة الثالثة عندنا من حيث تعبيرها عن تام الوافر وتام الهزج وتام المديد مع فارق بسيط بيننا وبين الخليل هو أنه يعدها بحورا تامة قبل أن يجري عليها مبدأ التغيير الوجوبي، وأما نجن فنعدها بحورا مهملة إذا كانت ثلاثية، وأما إذا كانت ثنائية (فيما يعرف بالمجزوء) فإنها مستعملة بلا شك، وهذا كما نراه أقرب إلى الواقع، ثم إن البحور بشكلها المستعمل عندنا تخرج من دوائرها من غير الاستعانة بمبدأ التغيير الوجوبي إلا في أضيق الحدود نحو التزام زحاف معين أو علة محددة.

وأما بخصوص مبدأ القواسم المشتركة، وهو اشتراكها في عدد الوحدات ونوعها، فكما يعمل هذا المبدأ في دوائر الخليل يظل يعمل في النسخة المعدلة منها .. وقس على ذلك باقي المبادئ.

وفي النهاية، فإن فكرة الدوائر فكرة جميلة ولكنها لا تقدم ولا تؤخر في علم العروض العربي. فهي كفكرة تقليب مواد المعجم التي طبقها الخليل في معجم العين، تخرج المواد من عملية التقليب من غير أن تضيف إلى اللغة شيئا إلا مجرد تذكيرك بأن تبحث هل هذه المادة مستعملة أو مهجورة، كما عملت كأداة عند الخليل وهو يضع معجمه ... وهي كنفس فكرة الجدول الدوري لمندليف، فقد عرف واضع الجدول أن عددها لا يتجاوز 92 عنصرا في الطبيعة، ولما لم تكن في وقته قد اكتشفت كل العناصر تنبأ بأن ثمة عناصر أخرى حين تكتشف فإنه سيكون وزنها الذري مطابقا لما أثبته مسبقا في جدوله.

وهكذا الحال في الأوزان، فالدوائر تدلنا على أن ثمة بحورا مهمله، وهي قد تعرف مستقبلا نحو بحر المتدارك الذي لم يستعمل طوال أكثر من عشرة قرون إلا في الشعر المعاصر، وكان قبل ذلك مجرد شواهد مصنوعة في كتب العروض لا تقدم ولا تؤخر.

ـ[زينب هداية]ــــــــ[05 - 05 - 2009, 08:21 م]ـ

شكرا جزيلا، أفادني تفاعل الأساتذة الأفاضل كثيرا.

غير أنّي لم أفهم هذه الجملة:

وهنا سترى السريع يدور مع الرمل والوافر والمديد ومجزوء البسيط في دائرة واحدة.

وهذه أيضا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير