، إذ بدل ياءَ المد بالهمزة من (مبادئ)، ليأتي بالقافية الجديدة مع: (إنشادي، الهادي، ميلادي، كل بلادِ). وكقلب همزة (ظامئة) ياءً، فتصير (ظامية)؛ لتجتمع (ظامية) مع (لن آتيَه، قاسية). وقد تكون لأجل تحويل همزة لألف تجعل القافية فيها ألف يفصلها عن الرويِّ حرفٌ متحرك، كتحويل (تأكله) لـ (تاكله)؛ لتوافق الألف من (تاكله) الألف من (قاتله) مثلا، ويصير البيتان: اصبر على كيد الحسود؛ فإن صبرك قاتله ... فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تاكله- بقلب الهمزة من (تأكله) ألفا. ويقول إبراهيم ناجي: وإذا ما التام جرحٌ جَدَّ بالتذكار جُرحُ، أصلها (التأم)، لكنه بدل بالهمزة ألفا.
وتخفف الهمزة بحذفها، ثم بنقل حركتها لساكن يسبقها (بناة الأهرام، فيها همزة قطع مفتوحة في كلمة الأهرام، فتحذف، ولمنع التقاء ساكنين (اللام والهاء) نحرك اللام التي تسبقها للفتح، لتصير عروضيا هكذا: بُنا تُلَه رام).
- وهناك ضرورة أقل شيوعا بتحويل همزة الوصل لهمزة قطع، مثاله عند شوقي في شطر أول لبيت:
الإشتراكِيُّون أنتَ إِمامُهم .....
أصلها: الاشتراكيون بهمزة وصل، فهي اسم منسوب لمصدر خماسي: اشتراك، وهي تنطق في الأصل ككتابتها العروضية: (ألِشْ تراكيون)، وبعد الضرورة تصير عروضيا (ألْ إش ترا كيون). أكثر ما يكون قطع الألف في بداية الشطر الثاني لبيت، يقول محمود العتريس:
إنني، بعدُ، ما بَرِحتُ أُغني، الجَوَى مَعزِفي، ولحني أسايا
- ومن الضرائر أن الاسم المنتهي بالألف (ونعني بانتهاء الاسم بألف هنا انتهاءه بألف في النطق، وإن كانت مرسومة برسم الياء (ى) - تزاد بعده همزة، وهي ليست ضرورة شهيرة، كقول إيليا أبي ماضي، وقد تعرضنا له: فاحْلُمي بالصيف، ثم ابتسمي تخلقي حَولكِ زَهْرا وشَذاءْ
فـ (شذاء) أصلها شذا، وهو هنا مَدَّ الاسم المقصور.
- لغات في تشكيل الكلمة، وأهمها تسكين متحرك واقع بين متحركَيْن من الأسماء خاصة، وخاصة تسكين الحرف الثاني المضموم أو المكسور من الاسم على الأغلب، مثال هذا التسكين: الأفُق (وهي الأشيع على الألسنة) عندما تصبح الأفْق (وهي لغة محكية)، يقول خليل مَطران:
والأُفْق مُعْتَكِرٌ قريحٌ جفنُه ....... (بحر الكامل)
وقد لا يكون التسكين بين متحركين من الأسماء، بل يكون في حروف، فيسكن الشاعر العين من كلمة (مَعَ) إلى (مَعْ) و (مَعَكم) إلى (مَعْكم) و (لِمَ) إلى (لِمْ)، وهي غير شهيرة.
- ومن الضرائر عكس ذلك، وهي لغة في تحريك ساكن بحركة الحرف السابق له، خاصة تحريكه للضم، كقولي في بيت مقفى:
النار أمٌ، وغضْباتُ الإِباء أبُ، زكا الوعاء، زكا، واستفحل الصُّلُبُ
، فالأشيع على الألسنة (الصُّلْب) بتسكين اللام. لكن ينبغي ألا يؤثر التحريك والتسكين على معنى الكلمة، بالاختلاط بينها وبين كلمة بمعنى آخر، فقد يتسبّب التصرف في اللغة في قول الشاعر: سفْري بعيد وزادي لن يبلّغَني ...... - يتسبب في إشكالية لغوية، فالبيت يستقيم وزنه بتسكين الفاء من (سفري)، لكن اختلف المعنيان؛ فالسفَر بفتح الفاء (وهو المعنى المقصود) هو الترحال، أما السَّفْر بتسكين الفاء فهم المسافرون.
وهناك أمثلة كثيرة على هذا التبديل: (حُلْم، حُلُم ... العمْر، العُمُر .. زهْر، زهَر ... جمُعة، جمْعة ... )، وهذا يوافق قراءة لقوله تعالى {أكلها دائم وظلها} الرعد (35)، قُرِئَت بسكون الكاف (أُكْلها)، بينما هي في رواية حفص تقرأ بتتابع ضمتين (أُكُلها)، وقرئ قوله- تعالى- {أكّالون لِلسُحتِ} المائدة (42)، بسكون الحاء وضمها، وهما لغتان.
- والكلمة التي وزنها فَعْلَة (كـ: نَظْرة) حين تجمع جمعا مؤنثا سالما بالألف والتاء، فإن القاعدة تقول بتحريك ثاني حرف إذا كان حرفا صحيحا (كحرف الميم في مثالنا: لمَسات) والضرورة تسكنه، وقد استخدمَتها الشاعرة "جليلة رضا" في قولها: وما للموج يلطمني فأرضَى؟ وأخشَى فيك لمْسات الحريرِ؟، إذ جمَعَت الشاعرة كلمة (لمسة) بالجمع (لمْسات) بإسكان الميم، وليس على (لمَسات) بتحريكها، ليستقيم وزن البيت بوزن الوافر، وتوازي الميم الساكنة من (لمسات) الألف من مفاعيلن الثانية في الشطر الثاني. لكن لاحظ أنه إذا كان الحرف الثاني معتلا (دوْرات، خيْرات)، فالقاعدة في الصرف تقول بتسكينها مطلقا. وكذلك الحال في تسكين الثاني المضموم من جمع المؤنث السالم، لتتحول (ظلُمات) إلى
¥