(ظلْمات)، و (قبُلات) إلى (قبْلات)، وقرئ قوله تعالى {والحرُمات قِصاص} البقرة (194)، بضم الراء، وبتسكينها (حُرْمات).
- وهناك ضرائر أخرى نذكر منها حذف أيها وأيتها من المنادى المعرف بـ أل، ونداءه مباشرة بـ (يا)، كأن يقول الشاعر: يا الحبيب، أو أن يقول: يا القاسية، وهي لغة خطأها علماء كثيرون. ومنها حذف اسم الموصول كـ (الذي والتي) والتعويض عنه بـ أل، كقول نزار (تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمّان) أي التي شفتاها، وليست تلك الضرورة بشهيرة.
- ومنها تخفيف تتابع التاء من الفعل المضارع زنَة (تتفاعل، تتفعّل) للغائبة، مثل (إنها تتقاتل)، ومثل (الدنيا تتَحول). يخفف التتابع لتاء واحدة (إنها تَقاتَلُ، الدنيا تَحَوَّلُ)، بفتح التاء، ذلك كقوله تعالى {نارا تلظّى} الليل (14)، أصله (نارا تتلظّى، ويقول ابن الرومي: فيالك من نفسٍ تَساقط أنفسا،،، أصلها: نفسٍ تتساقط أنفسا. والتخفيف في تتابع التاء من الفعل الذي للمخاطب المفرد والمثنى والجمع، مثل (تتنهّجُ أنت: أي تتبع منهاجا، ومثل تتساءلون أنتم)، تخفف إلى (تَنهّجُ أنت)، بفتح التاء أيضا، وقوله {واتقوا اللهَ الذي تساءلون به} النساء (1)، أصله (تتساءلون به).
- ومنها قول أحدهم (فاذهب؛ فما بك والأيام من عجبِ)، والأصل فيه أن حرف الجر (الباء) يُرد إلى الكلام هكذا (فما بك وبالأيام من عجبِ)، فلا يُعطف اسمٌ على ضمير مجرور بحرف جر بدون رد حرف الجر.
- ومنها أن الهاء في قولنا (وافرحتاه) مثلا، واسمها هاء السكْت، الأصل فيها الحذف إن جاءت في منتصف الكلام، وللشاعر أن يبقي عليها فيحركها، كما قال المتنبي: واحر قلباهُ ممكن قلبه شبمُ.
- ومنها التقديم والتأخير، لكن بحيث لا يفسد النحو، فلا يُعقل أن يفصل الشاعر بين حرف الجر والاسم المجرور مثلا، ولنأخذ على هذا مثالا، وهو قول الشريف الرضي:
سهمٌ أصاب – ورامِيهِ بذي سَلَمٍ- مَن بالعِراق، لقد أبعَدْتِ مرماكِ!
، والمعنى المُراد أنها أصابته بسهم حبها لما التقيا، لكنه ربط بين بعد مكانيهما الأصليين، فهو من العراق أصلا، وهي أصلا من ذي سِلَم (اسم لبلد)، فهي بذلك أبعدت مرماها، والأصل في الترتيب: سهمٌ أصاب مَن بالعِراق، وراميهِ بذي سَلَمٍ، لقد أبعَدْتِ مرماكِ.
- وهناك تصرفات في اللغة، لم يعدها كثير من العلماء تحت ضرائر، لكن الشعراء يأتون بها ليقيموا الوزن، ومنها حذف النون من الأفعال المجزومة (يكُن، تكُن، أكُن، نكُن)، كمثل قوله تعالى: {ولم أكُ بغِيّا} مريم (20)، ويقول الفرزدق: فإن تكُ عامرٌ أثرت وطابت ...................
ثانيا- ضرائر مختصة بالضرب
- ومنها تخفيف الروي المشدد ليصير ساكنا واحدا، مثاله:
فإني عفيف الهوى وما كل صَبٍّ يعَفْ
لتجتمع مع: فأصغَى لها باسما وبان عليه الأسفْ، فنحن نعتبر أن (يعفّ) والتي تنطق عند الوقف بالتشديد (يعفْفْ) نعتبرها (يعفْ) أي بفاء واحدة، لكي تتفق مع (أسفْ) في القافية، ومنه تخفيف المشدد بعد ألف مد، كالباء من كلمة (دوابّ) تصير باء واحدة؛ لتجتمع (سَرابُ، وكتابُ، ونقابُ) مع (دوابُ). وقرئت {والدوابُ وكثير من الناس} الحج (18)، بتخفيف الباء المشددة من (دوابُّ) لباء واحدة.
- ومنها تحريك آخر حرف ساكن في البيت، ولا سيّما من من الفعل المجزوم أو المبني على السكون- تحريكه للكسر، يقول أ. د. عزت شندي موسى:
صَمَدْتِ على عاديات الزمانِ، وأعْتَى المَمالِكِ لم تصمُدِِ
تكتب عروضيا (تصمدي) وأصلها: لم تصمدْ (مجزوم بعد لم). ويكون ذلك، أيضا، من تاء التأنيث (التاء الساكنة) في نهاية الفعل الماضي، إذ تحرك للكسر، كقول كُثَيِّر عزة الذي درسناه:
أريد الثواء عندها، وأظنّها إذا ما أطلْنا عندها المُكْثَ ملّتِ
، ولا يستقيم وزنه بدون تحريك التاء للكسر، لتصير في كتابتها العروضية (مل لتي)، فإن لم تُحرك (فصارت ملّتْ) كان وزن ضربه (فعولن)، وهو من الأضرب التي تلزم اللين قبل رويها، كما تشترط أن يكون وزن التفعيلة السابقة له (فعولُ).
- ومنها تحريك نون جمع المذكر السالم للكسر، وهي ضرورة غير شهيرة مثالها:
إنّي أبِيٌّ أبِيٌّ ذو محافظةٍ
وابن أبِيٍّ أبِيٍّ من أبيينِ
والله، لو كرهَتْ كفِّي مصاحبتي،
لقلتُ إذ كرهَتْ قُربي لها: بيني
¥