4 - على المستوى النحوي: "تعدّ" فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هي"، والمفعول به محذوف والتقدير "تعده" [22] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn22)، و"نجدّ" فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره "نحن"، وهناك حذف للجار والمجرور المتعلقان بـ"نجد" والتقدير "نجدُّ فيه" والهاء عائد على اسم الموصول.
5 - على المستوى الدلالي: فسد معنى البيت، فكأنَّ الشاعر يتمنى لو وفّت هند بما تقوم بِعَدِّه، وبرئت نفسه من الاجتهاد والجِدِّ.
هكذا نجد المعطيات العروضية والمعجمية، والصرفية والنحوية، والدلالية - تنفي وجهة نظر "فايل" أنَّ الوتد المجموع هو حامل النبر دائمًا، فاتِّباع رأي فايل هنا يؤدي إلى:
1 - التباس العروض والضرب المحذوفين بالعروض والضرب المقصورين.
2 - التباس مادة "وعد" بمادة "عدد", ومادة "وجد" بمادة "جدد".
3 - التباس الفعل المثال بالفعل المضعف، حيث يلتبس "تعد" بـ"تعدّ", و"نجد" بـ"نجدّ".
4 - التباس الفعل المتعدي لمفعولين بالفعل المتعدي لمفعول واحد.
5 - الالتباس في تقدير المحذوف.
6 - التباس المعنى.
يقول المتنبي:
وَأَنِّي وَفَيْتُ وأَنِّي أَبَيْتُ وأَنِّي عَتَوْتُ عَلَى مَنْ عَتَا [23] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#23)
فالبيت من المتقارب، وعروضُه "أبيتُ" "فعولُ"، وهي صحيحة؛ لأنَّ حذف الخامس الساكن في عروض المتقارب غير لازم، وضربُه "عتا" "فعو" محذوف، وبناءً على رأْي "فايل" ينبغي أن يُنبَر الوتِد المجموع: "عتا" كصيغة "فٍعٍل"، والأداءُ المستقيم للفِعْل "عتا" يقضي بعدم نبر الحركتين، فينطق كصيغة "فِعِل"، ويؤكِّد هذا المعطيات العروضيَّة والصرفيَّة والنحويَّة والدلاليَّة كالتَّالي:
1 - على المستوى العروضي: "عتا": يتكوَّن من وتد مجموع "- - ه"، فالضَّرب محذوف.
2 - على المستوى الصرفي: "عتا": فعل ثلاثي مجرد، معتل ناقص، على وزن "فعَل"، وهو فعل لازم - لم تتدخل وسيلة صرفيَّة لتعْديته - أو متعدٍّ بواسطة حرف الجر.
3 - على المستوى النحوي: "عتا": فعل ماض مبني على الفتح المقدَّر منع من ظهوره التعذُّر، والفاعل ضمير مستتِر تقديره "هو" يعود على اسم الموصول "مَن"، وهناك جار ومجرور محذوف والتقدير "عتا عليّ".
4 - على المستوى الدلالي: هذا البيت من قصيدة يهجو فيها المتنبي "كافورًا"، فيصف المتنبي نفسه بالوفاء والإباء، وأنَّه يستكبر على من يتكبَّر.
أما إذا نُبر "عتا" كصيغة "فٍعٍل" فإنَّ هذا يؤدي إلى فساد؛ لأنَّ الضغط على حركة العين وحركة التاء يوهم وجود هاء، فتنطق كأنَّها "عتاه"، خاصَّة أنَّ الهاء حرف ضعيف من حيث المخرج والصفات، فهو يخرج من أقصى الحلْق، ويحصل على جميع الصفات الضعيفة من همس، ورخاوة، واستفال، وانفتاح، بالإضافة إلى صفة الخفاء التي تعني خفاء صوت الحرف، وقد سُميت الهاء بذلك؛ "لأنها تخفي في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها" [24] ( http://arood.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn24).
لذا فالضَّغط على حركة العين وحركة التَّاء من "عتا" يوهم بوجود الهاء أدائيًّا، وهذا يؤدي إلى فسادٍ كالتَّالي:
1 - على المستوى العروضي: بهذا الأداء يصبح وزن "عتاه" "فعولْ"، فيتوهَّم كون الضرب مقصورًا.
2 - على المستوى الصرفي: "عتا": فعل ثلاثي مجرَّد، معتلّ ناقص، على وزن "فعَل"، وقد تعدى بنفسه دون تدخل وسيلة صرفية مؤدية إلى ذلك.
3 - على المستوى النحوي: "عتا": فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذُّر، والفاعل: ضمير مستتِر تقديره "هو"، و"الهاء": ضمير مبني في محلِّ نصب على المفعوليَّة.
4 - على المستوى الدلالي: أصبح المعنى أنَّ المتنبيَّ يستكْبِر على مَن يتكبَّر على مجهول، فالضمير الغائب هنا لا يُعرف العائد عليه.
هكذا نجد المعطيات العروضيَّة والصرفيَّة والنحويَّة والدلاليَّة تنفي وجهة نظر "فايل" بأنَّ الوتد هو حامل النبر دائمًا، حيث أثبتتْ هذه المعطيات أنَّ تحمُّل الوتِد للنَّبر هنا يؤدِّي إلى:
1 - التِباس الضَّرب المحذوف بالضَّرب المقصور.
2 - التباس الفعل اللازم أو المتعدِّي بواسطة حرف الجر بالفعل المتعدِّي بنفسه.
3 - التباس عدم وجود مفعول بوجود مفعول.
¥