تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإذا عرفنا أن التفاعيل أعلاه كلها من زحافات مفعولاتُ , بالدليل والبرهان , فيعني ذلك أننا سنصل إلى حقيقة علمية ثابتة مفادها عروبة وزن الدوبيت , وعند ذلك يزول الشك بوضوح اليقين.

ما هو زحاف مفعولاتً؟؟؟؟

نتعرف أولاً على أخوات مفعولات من الدائرة الخليلية نفسها وهي:

(دائرة المشتبه) وعلى رأسها بحر الهزج. وتفعيلته (مفاعيلن)

وأخواتها (مفاعيلن / مفعولاتُ / مستفعلن / فاعلاتن)

ومن التفعيلة مفاعيلن تولدت لدينا (على دائرتها) التفاعيل الآتية

ب ــ ــ ــ .......... مفاعيلن (1)

... ــ ــ ــ ب ...... مفعولاتُ (2) ...... مفعولاتُ

...... ــ ــ ب ـــ ...... مستفعلن (3)

........ ــ ب ــ ــ ..... فاعلاتن (4)

لاحظ أن التفعيلة مفعولاتً كان ترتيبها الرقم (2)

وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن الدوبيت.

نأخذ الآن, زحافاً واحداً من زحافان التفعيلة الأولى (مفاعيلن) ,هو (المقبوض (مفاعلن (ب ــ ب ~) من مفاعيلن , ثم نضعها على الدائرة , فتتولد التفاعيل الآتية.

ب ــ ب ~ ........... مفاعلن (المقبوضة) (1)

.. ـــ ب ~ ب ....... مفعلاتُ (المطوية) (2) ..... زحاف مفعولاتُ

...... ب ~ ب ـــ .... مفاعلن (المخبونة) (3)

......... ~ ب ـــ ب ... فاعلاتُ (المكفوفة) (4)

لقد ظهر زحاف مفعولاتُ بالرقم (2) وهو المطوي وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن الدوبيت.

نأخذ الآن زحاف آخر من زحافات (مفاعيلن) الأولى وليكن (مفاعيلُ) المكفوفة, ثم نضعها على الدائرة , فتتولد لدينا الزحافات الآتية.

ب ــ ــ ب .......... مفاعيلُ (المكفوفة) (1)

... ــ ــ ب ب ....... (مفعولتُ) لا يوجد لها لقب خليلي

...................................... وهي من أصل مفعولاتُ

...................................... ولم يذكرها العروضيون طيلة

....................................... العصور الماضية ,

................................... وقد ظهرت هذه التفعيلة في وزن

..................................... الدوبيت ظاهرة وواضحة.

أما باقي الزحافات فهي مكروهة وقبيحة الاستعمال.

وبالدليل والبرهان السابق , فقد عرفنا من خلال دائرة البحث ما يلي:

وحاف مفعولاتُ كما يلي:

مفعولات (ــ ــ ــ ب)

مفعلاتُ (ـــ ب ـــ ب)

مفعولتُ (ــ ــ ب ب)

قد يأتي أحدنا ليقول , كيف صارت مفعولتُ هكذا , ونحن نعلم بأن الوتد المفروق لا يمكن زحافه.

ونرد عليه بالقول الآتي:

(إن الوتد المفروق لا وجود له إلا عندما عجز العروضيون عن معالجة إيقاع بحور الدائرة الرابعة , ولكن لا ضرورة لهذا الوتد المفروق, ما دامت التفعيلة (مفعولاتُ) قد لحقها الوتد المجموع من خلال التتابع , ولقد منع الخليل أن تأتي (مستفعلن) في بيت المنسرح (مفعولاتُ مستفعلن) ـ على سبيل المثال ــ إلا مطوية هكذا (مفعولاتُ مستعلن) , لأجل أن يكون (السبب الأول) تكملة للتفعيلة مفعولاتُ لإتمام وتدها المجموع , ((لقد أطلقت على السبب الأول من مفعولاتُ باسم ((السبب الشارد)) , لأنه انفصل عن آخر التفعيلة وحل على أولها) ومن هنا نستطيع القول أيضاً على أن زحاف أول مفعولاتُ لا يمكن عروضياً , وإن جاء في الشواهد العروضية إنما جاء بطريق الخطأ ولقد نوهت للعروضيين على هذه الملاحظة , في كتبيى (العارض لأوزان الأشعار) وغيره. وهذا ضروري لسلامة الإيقاع.

وبهذا مُنعت مستفعلن أن تأتي مخبونة لكي لا يزيد عدد الحركات بينها وبين مفعولاتُ هكذا:

ــ ــ ب ب / ب ــ ب ــ (وهذا لا يجوز)

ــ ــ ب ب ــ ب ب ــ وهذا جائز لبيت المنسرح.مطوي التفعيلة مستفعلن.

وهذا الزحاف للتفعيلة (مفعولتُ) قد سقط ساكنها السادس , وأطلقت عليها اللقب (منغوم) لأن نغمتها محبوبة للشعراء. فأكثروا من وجودها في أشعارهم , كما أطلقت على وزن الدوبيت (بحر الخليج) لكثرة رغبة شعراء الخليج بهذا الإيقاع العذب.

وختاماً فإنني أُأكد على أن وزن الدوبيت وزن عربي أصيل , وإن التسمية التي أطلقت عليه هو اسم فارسي , لأن العروضيين العرب استغربوا تفاعيله وتاهوا في عددها وشكلها وزحافها , فأبقوا الاسم الفارسي ونسوا تفاعيلهم وبحورهم العربية.

وإنني أرحب بردكم وملاحظاتكم , وتعليقاتكم , ونقدكم , وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير