تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مع كلمة أخرى من الكلمات التي تُدّعى عجمتها، نتوقف عند كلمة رقيم التي جاءت في سورة الكهف: “أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً” (الكهف:9) فقد قال كثير إنها يونانية، وهي في الواقع من الجذر العربي (رَقَم) الذي يعني الكتابة، ومنه الرقْم والترقيم. والدليل على أصالة هذا الجذر في العربية أن ثنائية (رق): إذا ثلثت أفادت المعنى ذاته تقريبا مثل: رقم، رقن، رقش، رقط، رقع .. وغيرها.

ونتأمل في كلمة قرآنية أخرى هي (كافور) التي قيل إنها فارسية، أما معجم الإنجليزية الاشتقاقي فيقول إنها من العربية ولا يعيدها إلى لغة آرية ولا هندوأوروبية، فهل يتخلى عنها أبناؤها العرب؟

والكافور شجر يُظل خلقا كثيرا، وله خشب أبيض هش خفيف جدا، وفي جوفه نجد طِيب الكافور.

ومن هذا التعريف يمكننا بيسر أن نعرف الأصل العربي للكلمة وهو (كَفَر) بمعنى غطى، فالمعنى الأصلي في تسمية هذا النوع من الطيب هو الغطاء حيث قالوا في تعريفه إنه يظل خلقا كثيرا، وإن الكافور يوجد في جوفه تحت الخشب الأبيض، فهو إذن يؤخذ من جوف الشجر أي أنه مادة مستورة مغلفة مغطاة.

ومادة (كفَر) العربية تؤدي ذلك كله، ونقرأ لكم شيئا من لسان العرب في هذه المادة (أصل الكفر تغطية الشيء، والكافر: ذو الكفر، غير المؤمن أي ذو تغطية لقلبه عن الإيمان. وكل من ستر شيئا فقد كفَره وكفّره. والكفّار الزراع لأنهم يغطون البذر المبذور في تراب الأرض).

وكلمة كافور على وزن فاعول وهو وزن عربي صحيح، ومن أصل عربي، فلا يجوز أن يقول أحد بعجمته.

أما إن قال أحد إن كلمة (كَفَر) العربية ليست عربية بدليل وجودها في الانجليزية في (كفر) cover بالمعنى نفسه، أو قال إن كلمة (كفن) أيضا غيرُ عربية لأنها في الإنجليزية أيضا بلفظ Coffin فهؤلاء يقول لهم المؤلف: انظروا أي اللغات أسبق في الزمان وأرسخُ في المكان ثم انظروا مَن يأخذ عمن؟ السابقُ عن اللاحق أم اللاحق عن السابق؟

عجمة مزعومة

في الفصل الأخير من الكتاب يرد المؤلف على كتاب ألفه (أدّي شير) رئيس أساقفة سغرد الكلداني، وسماه (كتاب الألفاظ الفارسية المعربة) حيث يرد الكلمات العربية إلى أصول فارسية، ويقارن باللغات اللاتينية وبقية اللغات الهندية الأوروبية هادفا إلى انتقاص العربية وادعاء ضعفها وعجزها وحاجتها إلى الاستعارة من اللغات الأخرى الأرقى منها في تصوره، والأغنى والأكثر تقدما فيما يتوهم.

فقد أمعن (أدي شير) في القول بالدخيل والأعجمي في لغة العرب، وأكثر من نسبة الاستعارة لها من اللغات الأخرى وهو ما لا نرتضيه وإن أقررنا بوجود ألفاظ مستعارة أو غير خالصة العروبة. ويمضي في الرد عليه حسب منهجه السابق فيورد الكلمة ويبين أصلها، وينفي عجمتها المزعومة.

تلكم كانت جولتنا في رحاب هذا الكتاب الذي يؤكد عروبة ألفاظ لغتنا التي طردها بعض أبنائها وادعوا نسبتها إلى غير العربية، إن هذه النظرة لا يستغرب أن تكون عند من يرى الآخرين أفضل منه ومن لغته، منتقصا من قدر أمته ومن مكانة لغته التي شرفها الله، أما من يستشعر العزة بلغة القرآن، والفخر بأمة الإسلام فإنه لا يقبل ذلك دون بحث وتمحيص، فإن رأى الحق تبعه وإن كان عليه. اللهم فامنحنا تلك العزة، اللهم أعزنا بالإسلام وبالقرآن، واهدنا سواء الصراط وأعنا على صد ما يراد بديننا وأمتنا.

http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=318555

ـ[أبومصعب]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 02:24 ص]ـ

بارك الله فيكم أستاذة أنوار

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[19 - 10 - 2008, 11:08 م]ـ

رفعنا الصفحة لأنها تستحق لموضوعها الجميل

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير