تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والكلمة التي تطول قد تكون مقبولة إذا خفت بسبب نوع الحروف

وترتيبها وشيوع المدود والإدغام وحروف الوصل (الحرف الذي

بعد قافية البيت) .. اقرأ كلمة (اسبكرت) تجدها خفيفة في قول

امرئ القيس:

(إذا مااسبكرت بين درع ومجول).

وإذا كان مبنى الشعر على الكلمات القصيرة فإن مبناه أيضاً

على الكلمات القصير فإن مبناه أيضاً على الجمل القصيرة

لأن الجمل القصيرة أكثر موسيقى خفية , ولأنها أنسب لطبيعة

الشعر (الإيجاز) .. وقد تطول الجملة في القصيدة .. ولكنها لاتتجاوز بيتاً واحداً .. ومن أجل هذا الاختصار كره علماء النقد

والبلاغة التضمين .. وهوأن يرتبط البيت ببيت لاحق وسابق

وعدوه من عيوب القصيدة على أن طول الكلمات والجمل يجيء

في النثر ذا ارتباط بالمعنى وكلما كان النص أوجز وأبلغ كان أقصر .. ويجب تقسيم الجملة الطويلة في دلالتها لتكون قصيرة في موسيقاها كما تجد في علامات الوقف في القرآن الكريم

كما في سورة النبأ .. وإذا طالت الجملة في معناها قسمها البليغ إلى أشباه جمل يحسن الوقوف عليها لالتقاط النفس.

3 - التقديم والتأخير:

الأصل في التركيب النحوي الشائع أن يأتي على نمطين:

أ. الجملة الفعلية: الفعل=> الفاعل => المفعول به أو الصفة أو الحال أو التمييز.

ب. الجملة الأسمية: المبتدأ => فالخبر.

غير أن الأسلوب الأدبي يغير هذا الأصل لأسباب عديدة:

منها تنويع الأسلوب , ومنها مراعاة موسيقى اللفظ , أو مراعاة المعنى.

-تأمل قول أبي الطيب:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم

الأصل:

تأتي العزائم على قدر أهل العزم وتأتي المكارم على قدر الكرام

ولكنه خالف هذا الأصل مراعاة للموسيقى , وهذه الظاهرة موجودة في أساليب القرآن الكريم .. كقوله تعالى ((إياك نعبد وإياك نستعين)) .. فالأصل: نعبدك ونستعينك .. وقد عدل عن الأصل مراعاة لموسيقى اللفظ لتمام السجع .. ولغاية أخر معنوية هي الاختصاص.

ومن أغراض التقديم تعجيل المسرة أو المساءة والتفاؤل , ومن أجل ذلك استحسنوا أن تكون أول كلمة في قصائد المحافل موحية عذبة كقول شوقي:

هنيئاً أمير المؤمنين فإنما ... نجاتك للدين الحنيف نجاة

تعجيل المساءة: راسبٌ أنت في الامتحان.

ومن أغراض التقديم التشويق:

ثلاثة يذهبن الحزن ... الماء والخضرة والوجه الحسن

يتبع ,,

ـ[سامح]ــــــــ[30 - 06 - 2003, 03:14 م]ـ

4 - الإنشاء والخبر:

فالخبر: إخبار عن شيء , ولذلك أمكن أن يقال لقائله:

صدقت ,إذا وافق الحقيقة ,وإن خالف الحقيقة .. قيل:كذبت

أما الإنشاء: فهو تعبير عن الإحساس الذاتي بطلب أو غير

طلب .. ولذلك لايمكن لمن تمنى شيئاً أن يقال له: كذبت أو صدقت. وهو قسمان:

الطلبي: مايطلب المتكلم به شيئاً من المتلقي كالأمر والنهي والاستفهام والنداء.

غير الطلبي: وهو مايبدي المتكلم شعوراً بالارتياح أو الكراهية

أو الثناء أوالذم .. كالتمني والترجي والتعجب والقسم والمدح والذم

[عسى , لعل , كاد , شك , جعل .. ]

صيغ العقود: وهي الاتفاقات التي تجري بين الناس في البيع والشراء والرهن

والوصية وماإلى ذلك.

[بعت , اشتريت , زوجت ,ووهبت ... ]

وقد تكون بالماضي أوغيره كقولك: أنا الموقع أدناه.

والكلام بطبيعته يتراوح بين الخبروالإنشاء والكلام العادي تكثر

فيه الجمل الخبرية سواء كان نصاً أدبياً ,أوعلمياً أوشفوياً أو مكتوباً.

ولكن قد تزيد نسبة الإنشاء , وقد تزيد نسبة الخبر لمقاصد أدبية

فالخبر يشيع في مواقف الوصف والتقرير والإخبار , وتزداد نسبة

الإنشاء في مواقف الحماسة والتحريض والإثارة.

وأسلوب الإنشاء أكثر إثارة للذهن؛ لأنه أكثر حركة واندفاعاً وهذا مايجعل الصورة الأدبية تهز الذهن لتشخيصها وحركتها؛ لإن

الإنشاء طلب والطلب يقتحم ذهن المتلقي والسامع.

ولأثر الإنشاء تجد الخطاب في القرآن الكريم

يبدأ أحياناً كثيرة:

(ياأيها الذين ءامنوا ... ) وهو إشارة للمؤمن: أن أنصت واستمع فثمة خير تدعى إليه , أو ر تنهى عنه.

ومن أجل ذلك استفتح الشعراء القدامى والحدثاء قصائدهم

بالإنشاء يدعون أصحابهم أو بناجون قلوبهم , وتأمل

مطالعهم تجد ذلك بيناً.

فالإنشاء: إذاً يثير الذهن , وهذا يذكرنا بأنه أكثر حيوية واندفاعاً , ومن أجل ذلك يكثر في مواطن الحماسة والتحريض والتهديد والوعيد وفي مواطن الوعظ والتذكير , وهو من شوافع الجزالة.

يتبع ,,

ـ[سامح]ــــــــ[20 - 08 - 2003, 08:45 ص]ـ

اعتذر أحبتي حيث قمت بحذف جميع الردود

حفاظاً على تسلسل الموضوع.

سأبدأ بإذن الله التطبيق

على قصيدة المتنبي التي اختارها شاعرنا الحاضر الغائب

أبو خالد لنطبق عليها ماذكرنا ..

أتمنى أن يُستفاد من الموضوع:)

جزاكم الله خيراً على المتابعة.

ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 08:24 ص]ـ

شكراً لك سامح ..

بالمناسبة سمعتُ أن قصيدة (طاوي ثلاث) منحولة للحطيئة؟!

هل لديك توثيق بأنها بالفعل للحطيئة؟!

وما جعلني أميل إلى هذا الرأي أيضاً قولك:"

المناسبة:

لم أحصل على مناسبة تروى عن الحطيئة لتكون سبباً لهذه القصيدة

وربما نسجت القصة في خيال الشاعر دون أن تقع على أرض واقعه."

وفقنا الله وإياك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير