تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إني نَظَرتُ إلى الشّعوبِ فلمْ أَجِدْ ــــــــــ كالجَهْلِ داءً للشعوبِ مُبيداَ

· عرفوا (الجسيم) وعرفوا الشيء الذي يخترقه، فنحن لسنا أول من اكتشف الذرة أو العنصر أو الجسيم، يقول المتنبي:

والهمُّ يخترمُ الجسيمَ نحافة ـــــــــ ويشيبُ ناصية الصبي ويُهرمُ

· حتى الطريق التي ضللتها ذات مرة، وكنت أحسب أني الوحيد الذي يضل الطريق فيشبُ في قلبي الحريق عندما أكون تائه، ولكنني وجدت علي الجارم تضيع الطريق من قدمه:

ويشبُ في قلب حريق ــــــــ ويضيع من قدمي الطريق

· لست أنت الوحيد المجهول في هذا العالم، أو حتى يتجاهلك الناس، بل المتنبي قديماً صنعوا معه هذا الموقف:

ومن جاهلٍ بي وهوَ يَجهل جهلهُ ــــــــ ويجهلُ عِلمي أنه بي جاهلٌ

· وفي واقعنا المعاصر تتحدث مع شخص عن موضوع ما فيتجاهل علمه بهذا الموضوع، ويشعرك بأنه لا يعلم شيئاً عنه، ونفس الموقف حدث مع الشاعر عمرو بن كلثوم:

ألا لا يجهلن أحد علينا ــــــــــ فنجهل فوق جهل الجاهلينا

· ونحن أيضاً في عصرنا الحديث نجهل، يقول الدكتور سعد عطية الغامدي:

ونجهل أننا في كل طور ـــــــــ سوائمَ سوِّمت من غير حاد

· حتى قديماً كانوا يشربون (المياه المعدنية) ويتركون المياه الملوثة لغيرهم من البشر، يقول عمرو بن كلثوم:

ونشربُ إن وردنا الماء صفواً ـــــــــ ويشربُ غيرنا كدراً وطيناً

· ولكنهم تفوقوا عنا، فاخترعنا الثلاجة لحفظ الأطعمة، وتثليج المياة، وتجميدها؛ ولكنهم قديماً وصلوا إلى (تجميد الدموع) يقول الشاعر:

سأطلبُ بُعْد الدار عنكم لتَقْربوا ــــــــــ وتسكبُ عينايَ الدموع لتجْمدا

· وأبناءهم كانت تضرب أمهاتهم، بل وكانت الأبناء أشد عقوقاً، فكانت تمزق ثيابهن، بل وتحاول الأبناء أن تربي أمهاتهم، بدل ما تربي الأم أبناءها، وفي ذلك تشكو أعرابية ابنها وكأنها تتحدث عن ابن من هذا العصر الذي نحن فيه:

أنْشَأ يُمَزِّقُ أثوابي يُؤدِّبُنيِ ـــــــــ أبْعدَ شَيبْي يَبغيِ عِنديِ الأدباَ

· والليل عندهم كان طويلاً بنفس طوله عندنا، وكانوا يستعجلون الصباح، كأنهم يتحدثون عن عصرنا، يقول امريء القيس:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ــــــــــ بصبح وما الإصباح منك بأمثل

· في هذا العصر يكثر الكلام عن (الأحداث الجارية) ويسمونها بنفس المصطلح السابق، ولكنهم أطلقوا هم عليها (أحداث الزمان) يقول إبراهيم بن المهدي في رثاء ابنه:

تبدلَ داراً غيرَ داري وجيرةً ــــــــــ سوايَ وأحداثُ الزمان تنوبُ

· التفتيش عن عيوب الآخرين عادة سيئة منذ القدم، وما زالت، يقول عنها الشاعر

عليك نفسك فتش عن معايبها ـــــــــ وخل من عثرات الناس للناس

· بعض البخلاء عندنا في العصر الحديث لا يتنفسون إلا من فتحة أنف واحدة توفيراً للهواء، وهذا أيضاً حدث قديماً يقول ابن الرومي:

يُقتِّر عيسى على نفسه ــــــــــ وليس بباق ولا خالد

فلو يستطيع لتقتيره ـــــــــ تنفس من مَنخرٍ واحد

· البخيل في عصرنا إذا كسرت رغيفه كأنك كسرت قلبه، وهو ما تواجد منذ القدم، يقول أحدهم:

إذا كُسر الرغيف بكى عليه ـــــــــــ بُكاء الخنساء إذ فجعت بصخر

ودون رغيفه قلعُ الثنايا ـــــــــــــ وحربُُ مثل وقعةِ يوم ِ بدرِ

· لسنا نحن الذين اخترعنا الأحذية ولبسها،والتفنن في أناقتها، فتلك الأحذية متواجدة من أقدم العصور، تقول أروى بنت الحارث بن عبد المطلب:

ُرزينا خيرَ مَن ركب المطايا ــــــــ وفارسها ومن ركب السفينا

ومن لبس النِّعال أو احتذاها ـــــــــ ومن قرأ المثاني والمئينا

ويقول أبو بكر الصديق:

كل امري مصبح في أهله ــــــــ والموت أدنى من شراك نعله

· عندما رسب في الشهادة الإعدادية، لم يجد مفراً من الانتحار، فألقى نفسه في نهر النيل، وهذه ظاهرة ليست بحديثة فشوقي تحدث عن (انتحار الطلبة) في قصيدة له بنفس العنوان قال:

نَشْأ الخيرِ رويداً مثلكم ـــــــــ في الصبا النفس ضلال وخُسُرْ

ليس يدري أحدٌ منكم بما ــــــــــ كان يعْطَى لو تأنى وانتظر ْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير