· في هذا العصر مَن يسمي ابنه بأسماء غريبة؛ لكي يعيش هذا الابن، وقد يلجأ لأن يسميه أسماء الحيوانات، وأسماء لا معنى لها، واشتهر في عصرنا أن يسميه (يحيى) ليحيا ويعيش، وهذا ما فعله محمد بن كناسة الأزدي قديماً يقول:
سميته يحيى ليحيا فلم يكن ــــــــــ إلى رد أمر الله فيه سبيل
· يمتاز البعض في عصرنا الحاضر بالنحافة الشديدة، ويكاد أن يكون عوداً واقفاً فقط، وهذه النحافة رأها المتنبي في نفسه قال:
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل ـــــــــ لولا مخاطبتني إياك لم ترني
· تصعب علينا في هذه الحياة بعض الأشياء سواء في العمل أو في غيره، وهذه ظاهرة عامة منذ العصور الجاهلية، وقد رصدها عمرو بن معد يكرب قال:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه ــــــــــ وجاوزه إلى ما تستطع
· السيول التي تغرق المدن بأكملها، سواء من الفيضانات أو من الأمطار الغزيرة، جعلها ابن رشيق سيول راوية:
أحاديث ترويها السيول عن الحيا ـــــــــ عن البحر عن كف الأمير تميم
· بعض العامة من الناس يصفون أدوية شعبية عن طريق شراء بعض الدهون من العطار، وذلك ليدهن بها مكان ما في جسده، وذلك أيضاً طلباً للشفاء، وأنهم قديماً توصلوا إلى (دهان للقلب) وهو ما حدث مع جابر الأندلسي:
قالوا: اتخذ دهناً لقلبك يشفه ــــــــــ قلت: ادهنوه بخدها المتورد
· الفراغ الذي يحيط بشبابنا في هذا العصر، والبطالة التي يحيا في أحضانها هذا الشباب؛ تجعله يلجأ إلى المفاسد، وهذه الأمور جميعها من فراغ وبطالة وفساد متواجدة في شباب العصر الجاهلي قديماً، وقد رصدها أبو العتاهية يقول:
إن الشباب والفراغ والجدة ـــــــــ مفسدة للمرء أي مفسدة
وحديثاً رصد هذه الظاهرة الدكتور سعد عطية الغامدي يقول:
وأوطاناً مشتتة وجيلاً ـــــــــ أسيراً للفراغ وللرقاد
· ومما يدل على انتشار الرقية والشعوذة بنفس صور انتشارها في عصرنا الحديث وبنفس الجدل، ما قاله أبو العتاهية (وإن كان قد استخدم الرقية الشرعية، فإنه أبصرنا إلى وجود الرقية في عهدهم):
أرقيك أرقيك باسم الله أرقيكا ـــــــــــ من بخل نفسك على الله يشفيكا
· فن (الاستعراض) ليس حديث النشأة، فقد كان الشاعر الأسمر الجعفي يستعرض فرسه، يقول:
وإذ هو استعْرْضته متمطراً ــــــــــ فتقول هذا مثل سرحان الغضا
· ضياع الدواب والبهائم وخاصة في القرى الفقيرة التي يقتلها العوز والحاجة، وبكاء صاحبها عليها لأنها تمثل رأس ماله وحيلته على الدهر، ظاهرة نعيش واقعها المعاصر، ولكنها قديمة قدم الأجداد، يقول الأسود بن عبد المطلب:
أتبكي أن يضل لها بعير ــــــــــــ ويمنعها من النوم السهُود
· العناق للحبيب وشدة الولع به عند حضوره من غيابه ليست عاطفة جارفة في عصرنا الحديث أو حتى لم نستحدثه، فهند بنت طارق بن بياضة تقول:
نحن بنات طارق ـــــــــ نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق ـــــــــ ونفرش النمارق
· عواء الكلاب وضجيجها وعدم انقطاع هذا العواء واستمراريته واجتماع الكلاب في مجموعة واحدة تعوي ليلاً حتى تقلق البشر، إحدى الظواهر الحديثة والقديمة، تقول نائحة المدينة:
ولأعوين إذا خلوت ـــــــــ مع الكلاب العاوية
· الانبهار بالغرب ليس وليد تلك اللحظات أو هذه السنوات بل من أيام حافظ إبراهيم:
أي شيء في الغرب قد بهر الناس ــــــــــ جمالاً ولم يكن منه عندي
· هل أهل الحمى في العصر الجاهلي الذين كانوا يحمون من يلجأ إليهم ويستصرخهم ويستنجدهم هم السبب في فكرة إنشاء (كلية الحقوق) ومن ثم ظهور المحاماة، يقول بشامة بن الغدير:
إنا لمن معشر أفنى أوائلهم ـــــــــ قيل الكماة ألا أين المحامونا؟
· غنى عبد الحليم حافظ (يا قلب ياخالي) هل فعلاً هناك قلوباً خالية؟ أم هي فكرة من أفكار عصرنا الحديث، التي تواجدت أيضاً في العصور القديمة، يقول أحدهم:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ـــــــــ فصادف قلباً خالياً فتمكنا
· لسنا نحن أول من استخدم المصطلحات الغريبة في عصرنا الحاضر، بل القددماء أنفسهم فعلوا ذلك، وربما أطلقوا عليها الألفاظ الشبابية آنذاك، مثل ألفظ الشباب الحالية (والتي منها: أوبيج، استك، طناش، دلدول، كبنش، شنف، هفيه، خرونج) يقول أحدهم:
¥