وبالإسكندرية رسم دارٍ ... ! (بصوت رؤبة) ..
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[09 - 10 - 2010, 09:56 م]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
أما بعد
فإني أقدم بين يديكم
هذه الأبيات:
كأني لم أبثكُما دخيلي
ولم تَرَيَا وُلُوعي مِنْ ذُهُولي
وتَرْكِي مُقْلَتِي تَحْمَى وتَدْمَى
فتدمعُ في الحقوق وفي الفضولِ
كِلاني إِنَّ راحاتي تَأتَّتْ
لقلبي في البكاءِ وفي العويلِ
وبالإِسْكَنْدَرِيَّة ِ رَسْمُ دارٍ
عفتْ فعفوتُ من صبري وحولي
ذَكَرْتُ بهِ وفيهِ مُنْسِياتي
عزايَ مسعراتِ لظى غليلي
وما زالتْ تجدُّ أسى ً وشوقاً
له وعليه أخلاقُ الطلولِ
فقدتُكَ منْ زمانٍ كلَّ فقدٍ
وغالتْ حادثاتِكَ كلُّ غولِ
محتْ نكباتُهُ سبلَ المعاني
وأطفأَ ليلُه سرجَ العقولِ
فما حِيَلُ الأَرِيبِ بِمُدْرِكاتٍ
عجائبهُ ولا فكرُ الأصيلِ
فلَوْ نُشِرَ الخَلِيلُ لَهُ لَعَفَّتْ
رزاياهُ على فطنِ الخليلِ!
أعياشُ ارعَ أوْ لا ترعَ حقي
وصلْ أو لا تصلْ أبداً وسيلي
أراكَ، ومنْ أراكَ الغيَّ رشداً،
ستلبسُ حلتيْ قالٍ وقيلِ
ملاحمُ من لبابِ الشعرِ تنسي
قِرَاة أَبِيكَ كُتْبَ أَبي قَبيلِ
أمثلكُ يرتجى لولا تنائي
أموري والتياثي في حويلي؟!
تَوهُّمُ آجِلِ الطَّمَعِ المُفِيتي
تيقنُ عاجلِ اليأسِ المنيلِ
رجاءٌ حَلَّ مِنْ عَرَصَاتٍ قَلْبي
محلَّ البخلِ من قلبِ البخيلِ
ورأيٌ هزَّ حسنَ الظنِّ حتى
جرى ماءَاهُ في عرضي وطولي
فأَجْدَى مَوْقِفِي بَنَدَاكَ جَدْوَى
وقُوفِ الصَب بالطَّلَلِ المُحيلِ
وأَعكفتُ المُنَى في ذَاتِ صَدْرِي
عكوفَ اللحظِ في الخدِّ الأسيلِ
وكنتُ أَعَزُّ عِزّاً مِنْ قَنوعٍ
تعوَّضَه صفوحٌ عنْ جهولِ
فَصِرْت أَذَلَّ مِنْ مَعْنى ً دَقيقٍ
بهِ فَقْرٌ إِلى ذِهْنٍ جَليلِ
فما أدري عمايَ عن ارتيادي
دَهاني أَمْ عَمَاكَ عنِ الجَميلِ
متى طابتْ جنى ً وزكتْ فروعٌ
إِذا كانَتْ خَبِيثَاتِ الأُصُولِ!
ندبتكَ للجزيلِ وأنتَ لغوٌ
ظلمتُكَ لستَ من أهلِ الجزيلِ!
كِلا أَبَوَيْكَ مِنْ يَمَنٍ ولكنْ
كِلا أَبَوَيْ نَوَالِكَ مِنْ سَلُولِ!
رويدكَ إنَّ جهلكَ سوفَ يجلُو
لكَ الظَّلْمَاءَ عن خِزْي طَوِيلِ
وأقللْ إنَّ كيدكَ حين تصلى
بِنِيراني أَقلُّ مِنَ القَلِيلِ
مرارات المقامِ عليكَ تعفو
وتَذْهَبُ في حَلاواتِ الرَّحِيلِ
سأَظعنُ عالِماً أَنْ ليسَ بُرْءٌ
لسقمي كالوسيجِ وكالذميلِ
ولَوْ كانَتْ يَمِينُكَ أَلفَ بَحْرٍ
يَفِيضُ لِكُل بَحْرٍ أَلْفُ نيلِ
و كما تتهجون حروفها
فإنه لا يغيب عن لسان حسكم
ما تضمنته من معاني تجلجل غيظاً وتئحّ مرارةً
وهي لأبي تمام رحمه الله تعالى
قاله في عياش بن لهيعة الحضرمي
والي مصر آنذاك
وكان قد مدحه فلم يحظ منه ما رآه أبو تمام يكافؤ بنات قريضه
فهجاه بقصائد لا تبقي ولا تذر
لكنه ما لبث أن عاد إلى استرضائه
وقد أنشدتها على لحنٍ لعله يثري كل متبحر على محيط الوافر:)
وليعذرني الأخوة الفضلاء على تواضع الهندسة الصوتية
وهذا هو رابطها:
http://sub3.rofof.com/010huilx5/Dow.html
هذا
وإني بإنشادي
وتسنمي لفن الإنشاد
إنما أثير غيرة من رزقه الله صوتاً نديّاً
ونغماً طريّا
لعله أن يثب على ما اعتسفت إنشاده
فيرده إلى الأسماع بوقع أجمل
وإيقاع أكمل
بورك فيكم وسددكم الرحمن
وإن كان من زلل أو سهو أو إسقاط أو كسر في إنشادي هذا
فبيّنوه لكي نراجع حفظنا لهذه الرائعة
والسلام عليكم أجمعين
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 08:19 ص]ـ
ما شاء الله
دمت صداحا بروائع الشعر يا أبا الهذيل
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 06:24 م]ـ
ودمت مسدداً أبا سهيل:)
نسأل الله أن ينهض بعزائمنا فنصدح بأرجوزة رؤبة ..
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 03:56 م]ـ
انتقاء جميل، وأداء رائع، وصوت رخيم دافئ.
شكراً لك، أبا الهذيل.