تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أ_ إن صنع الظاهرة يخضع لشروط الباحث نفسه ويستطيع بذلك إبعاد كافة الملابسات التي قد تشوش الرؤية وتعوق دون فهم حقيقة الظاهرة والعوامل الأساسية المؤثرة في ظهورها بينما ملاحظة ظاهرة طبيعية لا تخضع لشروط الباحث وتتداخل فيها عوامل عديدة يصعب تمييز العامل الحاسم من بينها.

ب_ إن التجربة النظرية هي حصيلة العلوم النظرية التي لا تحتاج إلى جهد إضافي بينما التجربة العملية هي نوع من القيام بعمل تغيير في الحياة ويحتاج إلى جهد والى ايجاد شروط صعبة في الحياة ولذلك استطاع علماء اليونان اكتشاف أهمية المنهج التجريبي نظريا بينما لم يقدروا على إجراء أبسط التجارب العملية التي لو أنهم جربوها لكانوا اكتشفوا حقائق كثيرة، فمثلاً: الفكرة القائلة أن الشمس والأرض والكواكب تتحرك حولنا لم تكن مجهولة لليونانيين، فقد اقترح أرسطوفوس الساموسي ( Aristarchus of Samos) بصواب فكرة النظام المتمركز حول الشمس في حوالي عام 200 ق. م ولكنه لم يتمكن من اقناع معاصريه بصواب رأيه ولم يكن في استطاعة الفلكيين اليونانيين أن يأخذوا برأي أرسطوفوس لأن علم الميكانيكا كان في ذلك الحين في حالة تأخر مثال ذلك ان بطليموس اعترض على أرسطوفوس بالقول: أن الأرض ينبغي ان تكون ساكنة لأنها لو لم تكن كذلك لما سقط الحجر الذي يقع على الأرض في خط رأسي ولظلت الطيور في الهواء مختلفة عن الأرض المتحركة وهبطت إلى جزء مختلف من سطح الأرض ولم تجر تجرية إثبات خطأ حجة بطليموس إلا في القرن السابع عشر، عندما أجرى الأب جاسندي ( Gassendi) وهو عالم وفيلسوف فرنسي كان معاصرا لـ ديكارت وخصما له، أجرى تجربة على سفينة متحركة فأسقط حجرا من قمة الصاري ورأى انه وصل إلى أسفل الصاري تماما. ولو كانت ميكانيكا بطليموس صحيحة لوجب ان يتخلف الحجر عن حركة السفينة وان يصل إلى سطح السفينة عندما يقع في إتجاه مؤخرتها.

وهكذا أيد جاسندي قانون جاليلو الذي اكتشف قبل ذلك بوقت قصير، والذي يقول: ان الحجر الهابط يحمل في ذاته حركة السفينة ويحتفظ بها وهو يسقط. فلماذا لم يقتنع بطليموس بتجربة جاسندي؟؟ ذلك لأن فكرة التجربة العلمية متميزة من ناحية القياس والملاحظة المجردة، وهي لم تكن مألوفة لليونانيين. وهكذا عرفنا أن هذه التجربة البسيطة لو أجراها العلماء اليونانيون لكان علم الفلك الحديث قد تقدم أربعة آلاف سنة. ان ذات التجربة التي قام بها جاليلو كان بالإمكان أن يقوم بها بطليموس لو أنه لم يكتف بمجرد ملاحظة الظواهر الكونية وصياغة النظريات العامة. إلا أن الذي حدث فعلاً كان مختلفاً عما يتمناه الإنسان اليوم وهو أن البشرية بلغت مرحلتها المتقدمة من العلم منذ القرن الخامس عشر حيث دخل في الأوساط العلمية وليد جديد ألا وهو العلم التجريبي العملي.

حيث كان جاليلو (1564 - 1641) م أول من وجه التلسكوب الذي اخترعه صانع عدسات هولندي إلى السماء، في إيطاليا. واخترع إيطالي آخر كان صديقا لـ جاليلو، هو العالم توريشيلي ( Torricelli) حيث اخترع البارومتر، وأثبت أن للهواء ضغطاً يقل بإزدياد الارتفاع. وفي ألمانيا اخترع جوريكة ( Guericke) مضخة الهواء، وأوضح أمام الجمهور الذي عقدت الدهشة لسانه، قوة الضغط الجوي، بأن جمع بين نصفي كرة فارغةً من الهواء لم تستطع مجموعة من الخيول أن تفصل أحدهما عن الآخر.

واكتشف هارفي ( Hervey) الدورة الدموية، ووضع بويل القانون الذي يعرف بإسمه والخاص بالعلاقة بين ضغط الغاز وحجمه. وهكذا توالت الاكتشافات، لتفتح نافذة جديدة على عالم المجهول، هي نافذة التجربة العملية.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[14 - 01 - 2009, 05:08 م]ـ

تبارك الله معلومات ثرية وطرح مفيد، بوركتم .. ولكن أقترح أن تستقل هذه المناقشات في موضوع خاص بها في منتدى الأعضاء مثلا؛ لأن هذه الصفحات مخصصة لمناقشات الدروس الصرفية حتى إذا قرأها متصفح الآن أو بعد حين وجد فيها مادة مُعِينة على دروس الدورة ..

وشكر الله لكم حسن تفاعلكم وتجاوبكم دائما ..

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[14 - 01 - 2009, 06:08 م]ـ

تبارك الله معلومات ثرية وطرح مفيد، بوركتم .. ولكن أقترح أن تستقل هذه المناقشات في موضوع خاص بها في منتدى الأعضاء مثلا؛ لأن هذه الصفحات مخصصة لمناقشات الدروس الصرفية حتى إذا قرأها متصفح الآن أو بعد حين وجد فيها مادة مُعِينة على دروس الدورة ..

وشكر الله لكم حسن تفاعلكم وتجاوبكم دائما ..

آخر مرة ( ops.

الأخ نور الدين:

المشرفة تنبهت لحديثنا خارج الدرس و ذلك بسبب رفع صوتك (خط كبير " لست ضعيف النظر" و صفحة كاملة "صدقت أنني عبقري "). لك شكري و تقديري العميق و لعلنا نقف هنا حتى حين.

الأخت الفاضلة أحاول أن:

الربط بين الدروس و مناقشات الأعضاء في المستقبل أمر صعب على المتصفِح، فكم سيكون عدد الصفحات بعد نهاية الدورة (أقترح أن تضعوا جدولاً تدونوا فيه تحت كل درس المداخلات المهمة المتعلقة به ثم تنسخونها بعد نهاية الأسبوع و تضعونها تحت الدرس نفسه)

أما الأعضاء المصاحبين للدورة فلا تشكل هذه المناقشات مشكلة لهم.

- نقل الموضوع إلى منتدى الأعضاء سيدخلنا في مزايدات لا نهاية لها.

- أرى أن تحذف المجموعات بعد نهاية الدورة بعد أن تنقل المناقشات المفيدة إلى الموضوع نفسه.

وسنقفل الموضوع بكل سرور و روح رياضية، و ليس في النفس شيء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير