تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدرس الأول: نُبذة تعريفية عن فن الصرف.

ـ[الحامدي]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 08:49 ص]ـ

نبذة تعريفية عن فن التصريف

:::

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذه دورة في فن الصرف، هي الأولى من بين الدورات العلمية التي يزمع منتدى الفصيح متابعتها لاحقا، في بقية فنون اللغة العربية.

وسأراعي في هذه الدورة المستوى المتوسط، وقد يستفيد منها المبتدئون، وصغار المتقدمين، على أن مستوى الدورة قابل للارتقاء أو النزول بحسب مستويات المشاركين فيها.

ورغم أن الصرف من الفنون العويصة، التي يشكو منها كثير من الطلاب، فسأحاول - قدر الإمكان- تيسيره، مع اعتماد التبويب والترتيب المنطقي في مباحثه، والجمعِ في دروس الدورة بين المنهجين التقليدي والحديث.

الفرق بين النحو والتصريف

علم الصرف أو التصريف علم جليل القدر، لا يقل أهمية عن النحو، إن لم يكن أهم منه، لاعتماد كثير من المباحث النحوية عليه.

ومن أهم الفوارق بين النحو والتصريف:

- النحو لا يبحث في بِنية الكلمة وإنما في بعض أحوال أواخرها، والصرفُ يبحث في أبنية الكلم بذواتها.

- النحو يبحث في بعض أحوال الأواخر فقط (الإعراب والبناء)، والصرف يبحث في سائر أحوال الأبنية الأخرى.

- النحو لا يبحث في أحوال الكلمة التي له إلا بعد التركيب، والصرف يبحث في الكلمات وأحوالها من غير نظر إلى التركيب.

وقد جرت عادة المصنفين على تقديم نبذة تعريفية بين يدي الفن، تتكون من عشرة أمور، هي مبادئ أي فن؛ وقد نظمها الشيخ محمد بن علي الصبان (ت 1206هـ) فقال:

إنَّ مَبادِي أيِّ فَنٍّ عَشَرَهْ =الْحَدُّ، والموضوعُ، ثم الثَّمَرَهْ

ونِسْبةٌ، وفَضْلُه، والواضِعْ =الاِسْمُ، الاِستمدادُ، حُكْمُ الشَّارعْ

مسائلٌ، والبعضُ بالبعضِ اكتفَى =ومن دَرَى الجميعَ حاز الشَّرَفا

ولذلك سأقدم نبذة تعريفية عن فن التصريف، تشتمل على هذه المبادئ العشرة، وذلك ليتصور الطالب هذا الفنَّ، ويعرف أهميته قبيل الشروع فيه.

?

أسماؤه

يدعى: الصرف، والتصريف ([1]).

وقال التفتازاني: "إن الأفضل تسميته بالتصريف؛ لأن فيه تصرفاتٍ كثيرة، فالمناسب لفظ يدل على المبالغة والكثرة" ([2]).

الحد أو التعريف

التعريف اللغوي:

الصرف والتصريف لغة: يدور معناهما على مطلق التغيير والتحويل ([3]).

التعريفات الاصطلاحية:

- علمٌ بأصولٍ ([4]) تُعْرَف بها [أبنية ([5]) الكلم و] ([6]) أحوال ([7]) هذه الأبنية التي ليست بإعراب ولا بناء.

- تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعانٍ مقصودة لا تحصل إلا بها.

والفرق بين التعريفين أن الأول اصطلاح نظري، والآخر اصطلاح عملي.

ولعل أحسن التعريفات وأسهلها على طلاب العلم:

علم يبحث في أبنية الكلمة، وأحوال هذه الأبنية التي ليست بإعراب ولا بناء، من صحة واعتلال، وأصالة وزيادة، وإمالة وإدغام، وشبه ذلك.

موضوعه

الألفاظ العربية من حيث تلك الأحوالُ، وهو مختص بنوعين من الكلمات: الأسماء المتمكنة، والأفعال المتصرفة.

وأما الحروف والأسماء المبنية والأفعال الجامدة فلا تعلُّقَ للتصريف بها؛ بسبب البناء أو الجمود اللذيْن ينافيان التغيير والتحويل؛ قال ابن مالك في ألفيته:

حرفٌ وشِبهُه من الصرفِ بَرِي= وما سواهما بتصريفٍ حَرِي

غايته (أوثمرته):

- صون اللسان عن الخطإ في صوغ المفردات العربية واستعمالها.

- مراعاة قوانين اللغة في الكتابة الصحيحة.

حكمه:

فرض كفاية، وقد يتعين على المؤهلين له، وكذلك على المتصدين للتفسير أو الاجتهاد الشرعي.

فضله

هو من أشرف العلوم وأجلها لتعلقه بالكتاب والسنة، ولحاجة سائر العلوم إليه.

قال ابن فارس: "وأما التصريفُ فإن من فاته علمُه فاته المعظم؛ لأننا نقول: وَجَد، وهي كلمة واحدة مبهمة، فإذا صُرفتْ أفصَحتْ، فقلتَ في المال: وُجْدا، وفي الضالة: وِجدانًا، وفي الغضب مَوْجِدة، وفي الحزن وَجْدا" ([8]).

ومما يدل على شرف علم التصريف وفضله:

1 - احتياجُ جميع المشتغلين بالعربية إليه أيما حاجة؛ لأنه ميزان العربية، وبه تعرف أصول كلام العرب من الزوائد الدخيلة عليه.

2 - أنه لا يُوصَل إلى معرفة القياس في العربية إلا به، وجزءٌ كبيرٌ من العربية مأخوذ من القياس.

3 - أنه لا يُعرَف الاشتقاقُ إلا عن طريقه. والاشتقاقُ من أعظم أبواب اللغة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير