تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- القلب المكاني، فوزن أيِس (مقلوب "يئس"): عفِل، وناء (مقلوب "نأى"): فلَع.

القَلب المَكاني:

تَعريفُه:

هو تَقديمُ بَعضِ أحرُفِ الكَلِمةِ على بَعضٍ، دون تغيير في معناها.

وأكثرُ ما يكون في المَهمُوزِ والمُعتَلِّ نحو "أيِسَ" و"جاه".

الأمور التي يعرف بها القلب المكاني:

1 - الاشتقاق، كـ "نَاءَ" فمصدره "النَأي" دليلٌ على أنهُ مَقلوبُ "نَأى"، ووزْنُه "فلَع". وكذلك: "جاه" فإن ورودَ "وجهٍ" و"وجهة" و"وجاهة" دليل على أن لفظ "جاه" مَقلوبُ "وَجهٍ"، ووزنُه"عَفل". وكما في "قِسِيّ" فإنَّ وُرُود مفرده "قَوْس" دليلٌ على أنَّ "قِسِيّ" مَقلوب "قُوُوس"، قُدِّمَتِ اللامُ موضعَ العَين فَصار "قُسُووٌ" على وزن "قُلُوع"، وقُلِبَتِ الواوُ الثانِيةُ ياءً لِتَطرُّفِهَا، والواوُ الأُولى كذلِكَ لاجتماعِها ساكِنةً مع الياء وأدغمَتَا، وكُسِرتِ السِينُ للمناسبةِ، والقَافُ لِعُسر الانتقالِ من ضمٍّ إلى كَسرٍ، إلى أن صار: "قِسِيٌّ".

2 - التَّصحيحُ مَعَ وجودِ مُوجِب الإعلال (4)، كما في "أَيِسَ"، فإن تصحيحه مع وجود موجب الإعلال، وهو تَحرُّكُ اليَاءِ وانفِتَاحُ ما قبلَها، دليلٌ على أنه مقلوب "يئس"، ووزنه "عَفِل".

3 - نُدرَة الاستِعمَالِ، كما في "آرَام" جمع "رِئم"، فندرة هذا الجمع وكثرة "أرآم" دليل على أنه مقلوب "أرآم"؛ قدمت العين وهي الهمزة الثانية موضع الفاء، وقبلت ألفا لسكونها وفتح الهمزة التي قبلها، فوزنه "أعفال".

4 - أن يترتب على عدم القول بالقلب وجود همزتين بالطرف، وذلك مطرد في كل اسم فاعل من الفعل الأجوف (معتل العين) المهموز اللام، وذلك أنَّ عينَه تقلب همزة في اسم الفاعل، نحو: جاءٍ، أصلها: جائئ، بهمزتين في الطرف، فيلزم تقديم اللام مكان العين قبلَ قلبها همزة، فتصبح: جائيٌ، ثم تحذف الياء كما في الاسم المنقوص. فتصير: جاءٍ، ووزنها: فالٍ.

5 - أن يترتب على عدم القول بالقلب ثبوتُ منع الصرف دون مقتض، وذلك في مثال واحد هو "أشياء"، فعدم القول بقلبها يؤدي إلى منع "أفعال" من الصرف، وقد جاء مصروفًا؛ قال تعالى: "إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ" (5).

وأصل "أشياء" في مذهب الخليل وسيبويه "شيئاء" على وزن فعلاء، وهمزتها الأخيرة للتأنيث، قدمت الهمزة الأولى وهي لام الكلمة على الشين وهي فاء الكلمة، كراهة توالي همزتين بينهما ألف، فصار وزنها بعد القلب: "لفعاء".

والأمران الثاني والثالث من هذه الأمور يمكن أن يرجعا إلى الأمر الأول الذي هو الاشتقاق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

(1) ولو اختاروه رباعيا أو خماسيا للزمهم حذف حرف من الميزان أو حرفين عند وزن كلمة ثلاثية، فآثروا جعله ثلاثيا قابلا لزيادة حرف أو حرفين لوزن كلمة رباعية أو خماسية؛ لأنهم رأوا أن الزيادة في الميزان أسهل من النقص منه.

(2) يُطلق الفعل على جميع الأحداث، كالقيام، والجلوس، والأكل، والشرب؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون: 4]. وقال أيضا: {قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 62]. فجعل الزكاةَ وتحطيمَ الأصنام فعلين.

(3) جعلوا الزيادة لوزن المجردات الرباعية والخماسية من جنس اللام لكونها طرفا، ولكون الزيادة بعدها؛ فكررت لقربها من الطرف.

(4) المقصود بالإعلال تغيرُ حرفِ العلة بقلبه إلى آخر، أو نقلِ حركته إلى ساكن صحيح قبله، أو حذفِه؛ وكل ذلك يكون بموجبات ودواع تصريفية.

(5) [النجم: 23].

ـ[أحاول أن]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 05:16 م]ـ

جزيتم خيرا معلِّمنا ..

أود أن أذكر الإخوة والأخوات أن المشاركات هنا فقط لعرض الأسئلة ومناقشة الدرس وما عداها سيُحذف؛ لتحتفظ المادة العلمية بتسلسلها ..

ولعل من أروع الشكر دعوة في ظهر الغيب لكل من يعلمنا خيرا ..

ـ[أحمد الحسن]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 06:52 م]ـ

أستاذي الحامديّ، بارك الله فيك،

وجزاك خيرا على هذه الدروس الماتعة،

5 - أن يترتب على عدم القلب ثبوتُ منع الصرف دون مقتض، وذلك في مثال واحد هو "أشياء"، فعدم القول بقلبها يؤدي إلى منع "أفعال" من الصرف، وقد جاء مصروفًا؛ قال تعالى: "إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ" (4).

أظنّ الصواب: فعدم القول بقلبها يؤدي إلى صرف أفعال

فلما وردت أشياء ممنوعة من الصرف، علم بحدوث القلب فيها.

وقد يكون الصواب: فعدم القول بقلبها يؤدي إلى منع "أفعال" من الصرف، دون علة أو مقتض (بإضافة ما لوّن بالأحمر). وقد ذكرتم ذلك في عنوان النقطة (5). وهو لا يغيب عن أمثالكم

أرجو التصويب إن أخطأت

ـ[طالبة_ماجستير]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 08:52 م]ـ

أسباب اختيار لفظ "فعل" معيارا للوزن الصرفي:

2 - توزع مخارج أحرفها بالتساوي بين جهات جهاز النطق الثلاث؛ فالفاء من مقدمه والعين من آخره واللام من وسطه

أستاذي الفاضل:

لماذا لا يكون العين في الوسط؟؟

أرى بعض الصعوبة في الدرس .. ( ops

غدا سأكمل ما تبقى إلى حين وضوح هذه الفكرة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير