تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأشار صلاح فضل إلى أن الكلمة الشعرية تتضمن موت اللغة وبعثها في آن واحد (). وينبه عبد العزيز حمودة على استخدام اللغة استخداماً خاصاً في الشعر يختلف عنه في العلم "ففي الوقت الذي تقوم فيه" المواضعة" في عملية التوصيل العلمي على استخدام اللفظ على الحقيقة، يقوم الشعر في استخدامه الخاص للغة، سواء عن طريق التحوير أو التحريف Deviation عن الدلالة بالمواضعة, إلى استخدام الألفاظ على المجاز. أي فيما "جاز فيه اللفظ" (). ويشير إلى أن الإبداع في اللغة وبها "يدور في مجال الاستخدام الخاص للغة وليس على الحقيقة, أي استخدام اللغة على المجاز" (). وهو ما رأى فيه حديثا عن النظرية الأدبية العربية, إذ جعل "الإبداع باللغة" الركن الثاني من أركان النظرية الأدبية-حسب رؤيته- ووضح المقصود بالإبداع باللغة بأنه "استخدام اللغة على المجاز" (). إن هذا الاستخدام الخاص للغة هو التوسع بمفهومه الأشمل من المجاز ويبدو أنه استخدم المجاز استخداماً عاماً أقرب إلى مفهوم التوسع.

ونلمح مفهوم التوسع من خلال اشتغال (التفكيك) على ثنائية الحضور والغياب, والفهم والجدل العميق للعلاقة بينهما "فالحضور حسب التفكيك رهينة مرئية، والغياب ظلاله الكثيفة العميقة الغائرة، المحيط المضطرب المتسع الذي لا قاع له ولا شواطئ, وهو المدلول الذي ينطوي على خاصية الانفتاح المستمر على القراءة, فيتحاور مع القارئ, ويتحاور معه القارئ فيتسع, مثله مثل ماء ساكن، تتضاعف دوائره وتتسع إذا ما ألقي فيه حجر" (). وهذا يلتقي بالتفجير المستمر للغة أي تعدد طبقات الدلالة والكشف عنها الطبقة, مستترة أو محتجبة, تحت الطبقة ().

واشار المسدي إلى أن "ياكبوسن" حاول "تدقيق مفهوم الانزياح فسماه خيبة الانتظار من باب تسمية الشيء بما يتولد عنه" (). والشعرية عنده استخدام خاص للغة، وهي كلام داخل الكلام (). ففكرة "الاتساع" تبرز عند ياكبسون في شكل الوظيفة الإنشائية التي تولدها الرسالة ضمن العناصر الستة المكونة لجهاز الإبلاغ, وهي الوظيفة المهيمنة على سائر الوظائف في الخطاب الأدبي. وعناصر الوظيفة الإنشائية ترد أخيراً إلى تأثير "علم الدلالات" في الأسلوبية إلى حد اعتبار الأسلوب مجموع الطاقات الإيحائية" ().

وينقل عبد العزيز حموده رأي "جوناثان كلر" في الصور المجازية بقوله: "لقد تم تعريف الصور المجازية باعتبارها بصفة عامة, تحويراً عن الاستخدام العادي أو انحرافاً عنه". وعلى سبيل المثال في My Love is a red rose يستخدم لفظ Rose لا لتعني الوردة, بل شيئاً جميلاً وثميناً (وتلك هي الاستعارة) The Secret sits يجعل السر إنساناً قادراً على الجلوس" (). ثم يعقب: "فالتعريف الذي يقدمه الناقد الأمريكي الكبير في نهاية القرن العشرين لطبيعة المجاز ووظيفته لا يختلف في أي من جزئياته عن تعريف البلاغيين العرب لطبيعة المجاز في اللغة والأدب ووظيفته" ().

ورأى "رامان سلدن" أن تركيز الشكلانيين على التقنيات قادهم إلى أن يعاملوا الأدب بوصفه استعمالاً خاصاً للغة يحقق لها التميز بانحرافه عن اللغة "العملية" المشوهة. وتستعمل اللغة العملية لتحقق أفعال (كذا) اتصالية, بينما لا تمتلك اللغة الأدبية أية وظيفة عملية على الإطلاق، وتقتصر على جعلنا نرى الأشياء رؤية مختلفة" (.

وبيّن أن الشكلانية ترى أن الانحراف عن المعيار هو الذي يولد الدلالة الجمالية. وأن الشعر يمارس على اللغة العملية نوعاً من العنف المسيطر عليه فيتشوه لكي يسلط انتباهنا إلى طبيعته البنائية (). والانزياح عند "جان كوهن" هو الأسلوب. يقول:" فالأسلوب هو كل ما ليس شائعاً ولا عادياً ولا مطابقاً للمعيار العام المألوف" () , وهو يشخص اللغة الشعرية باعتبارها انحرافاً عن قواعد قانون الكلام ()، ورأى جاكوب كورك أن أكثر الوظائف حيوية للصورة الاستعاريللصورة الاستعارينيات اللغة، أي خلق معان جديدة من خلال صلات جديدة" ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير