تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة تأملية في مصطلحات أسلوبية]

ـ[ابن عبد العزيز الرجداوي]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 12:28 ص]ـ

[قراءة تأملية في مصطلحات أسلوبية]

دكتور

أسامة عبد العزيز جاب الله

كلية الآداب – جامعة كفر الشيخ

الأسلوب في الدراسات الأدبية والنقدية – قديماً وحديثاً – مصطلح فني يراد منه معنى محدد شاع بين طائفة من الباحثين، يتسع هذا المصطلح ليشمل في طياته مدلولات لا نهائية لكونه مصطلح تراكمي الدلالة، استغرق في المدى الزمني فترات طويلة ليصل إلى المدلول النهائي (غير المكتمل) إلى وقتنا الحالي.

ويعرف د. شكري عياد علم الأسلوب بأنه " مجال من مجالات البحث المعاصرة يعرض بالدرس للنصوص الأدبية وغير الأدبية، محاولاً الالتزام بمنهج موضوعي يحيل على أساسه الأساليب ليظهر جماع الرؤى التي تنطوي عليها أعمال الكتاب، ويكشف عن القيم الجمالية لهذه الأعمال منطلقاً من تحليل الظواهر اللغوية والبلاغية للنص " (). وعلى هذا الأساس فالأسلوبية همها الأول رصد الطاقات التعبيرية الكامنة في اللغة لا في الفرد.

ويؤسس د. أحمد درويش على المفهوم السابق ليحدد دور الأسلوبية في إبراز جماليات اللغة وذلك لكون: " الأسلوبية هي الوصول إلى وصف وتقييم علمي محدد لجماليات التعبير في مجال الدراسات الأدبية واللغوية على نحو خاص " ().

والأسلوبية في مجملها العام تهتم على نحو خاص بمفهوم (النص) الأدبي وغيره، وذلك بتحليله لغوياً بهد الكشف عن الأبعاد النفسية و القيم الجمالية، والوصول إلى أعماق مبدعه من خلال تحليل نصه (). ويرتبط بالأسلوبية مجموعة من المفاهيم التي اتُّخِذَت (أسساً) تقوم عليها نظرية الأسلوبية أو علم الأسلوب وهي: (الاختيار، والانحراف، والمتلقي، والسياق). ونعرض لكل مفهوم منها، ونبين دوره في أداء المنوط به في هيكلة علم الأسلوب كما يلي:

المفهوم الأول: الاختيار ( Choice ) = الانتقاء ( Selection ) ( )

ارتبط مفهوم (الاختيار) بالأسلوبية واعتبر حداً فاصلاً بين (الجمالي = اللغة الفنية) و (غير الجمالي = اللغة العادية)، ذلك أن الكلام لا يمكن أن يكتسب صفة الأسلوبية إلا إذا تحققت فيه جملة من الظواهر التعبيرية التي (يؤثرها = يختارها) الشاعر أو الأديب دون غيرها، لأنها في نظره هي (وحدها) التي يمكن أن تعبر عما يدور في خلده. ومن ثم كان الأسلوب في جوهره (اختياراً)، ومن شأنه أن ينقل اللغة من حيادها إلى خطاب يتميز بنفسه. أو أن الأسلوب (انتقاء) لسمات لغوية معينة بغرض التعبير عن موقف معين. إن (الاختيار = الانتقاء) الأسلوبي الذي يقوم به المبدع يكون شاملاً لمختلف النواحي المتعلقة باللغة؛ (الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية)، لأن هذا الاختيار سيكون أصدق ما يمكن إذا حقق قَصْد (المبدع) من توظيفه.

ويرى د. سعد مصلوح أنه يمكننا التمييز بين نوعين مختلفين من الاختيار هما ():

الأول: اختيار محكوم بسياق المقام ( Context of Situation ) ويراد به استعمال اللغة لتحقيق هدف عملي محدد، ولذا يوصف هذا الاختيار بأنه (نفعي Pragmatic ) محكوم بسياق المقام ().

والثاني: اختيار نحوي ( Grammatical Selection ) ويراد به المفاضلة بين أساليب التراكيب المختلفة، وانتخاب بعضها لأداء ما يريده المبدع. ولا يقتصر الأمر على (النحو) فقط، بل يراد بكلمة (النحو) هنا كل مستويات اللغة المختلفة ().

فالاختيار بهذا المفهوم أمر يفترض أن يقوم به المنشئ على كافة مستويات التواصل بدرجات متفاوتة، ومن ثم فهو ليس محض اختيار لغوي فحسب، بل هو محكوم من جهة بإمكانات المُقَال، ومن جهة أخرى بمقتضيات (المقام). وعندئذ تصيح هذه الاختيارات بأنواعها (متغيرات أسلوبية Stylistic Variables )( ) أي مجموعة من السمات اللغوية التي يعمل فيها (المنشئ) بالاختيار أو الاستبعاد أو الحذف، وبالكيفية التي يراها. فإذا تحققت هذه (المتغيرات) في النص بالفعل انتقلت إلى مرحلة تصبح فيها (خصيصة أسلوبية) للمبدع يطلق عليها حينئذ (الخصائص الأسلوبية Stylistic Features ) ( ) .

المفهوم الثاني: (الانحراف Deviation ) ( )

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير