تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الناقد الإسلامي وتحقيب تاريخ الأدب *1*]

ـ[المساوي]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 05:49 م]ـ

:::

الناقد الإسلامي وتحقيب تاريخ الأدب

الأستاذ عبد الرزاق المساوي

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

الدار البيضاء - المغرب

مدخل:

لا أحد يماري في أن الأدب الإسلامي بدأ في الآونة الأخيرة يتلمس طريقه إلى المكان الذي يليق به على مستوى العالمية، بعد أن قطع أشواطا لا بأس بها في رسم خريطة هويته، والوقوف على بعض قضاياه وإشكالاته، والانخراط في عالم أجناسه وأنواعه وأشكاله، والخوض في كل تجلياته ومظاهره، ووضع المعالم الأساس لهندسة مواقعه، والعمل على تطوير أدواته ومناهجه .. كل هذا بدت معالمه تتوضح مع مرور الزمان واجتهادات الأدباء والنقاد والدارسين والباحثين كل في تخصصه .. ومع ذلك فهذا لا يمنع من القول بأن هناك قضايا كثيرة وأمورا عديدة ومسالك متنوعة تهم الأدب الإسلامي بشكل عام لم تأخذ ما تستحقه من العناية والبحث والاهتمام، ولم تجد من يشبعها درسا وتمحيصا حتى تكتمل الرؤية المؤسسة لنظرية الأدب الإسلامي التي يصبو إلى تحقيقها كل عامل في هذا الحقل ..

ولعله من القضايا التي لم تشغل بالنا – نحن معشر المهتمين بالأدب الإسلامي- ولم نولها ما تستحقه من الاهتمام الذي يجب كما يجب، قضية التأريخ لهذا الأدب والعمل على إبراز معالمه –إبداعا ونقدا وتنظيرا .. - انطلاقا من نبتته الأولى إلى رسم أفقه المستقبلية مرورا بمحطات تاريخية عديدة ومتنوعة .. وهذا بطبيعة الحال ناجم عن أسباب قد تكون كثيرة لكن السبب البارز سيكون هو عدم وجود من يسهر على دعم مثل هذا المشروع الضخم ماديا ومعنويا، ولن يتأتى ذلك لجمعية أو رابطة محدود أفقها المادي على الخصوص وإن كانت طموحاتها واسعة وكبيرة ..

ولقد أثرنا هذا الموضوع منذ سنوات طويلة في مقال تحت عنوان "الناقد الإسلامي بين تاريخ الأدب ونقده" (1) ونريد أن نضيف أن كل أمة من الأمم– خاصة إذا تعددت شعوبها ولغاتها ولهجاتها، وتوسعت خريطتها، وعاشت ردحا من الزمان طويل جدا تراكمت فيه إنتاجات غزيرة لأدبائها .. - لا يمكن لهذه الأمة أن تحقق وحدتها الثقافية والحضارية، أي أن يتحقق لها وجودها الفعلي في الحياة دون الاهتمام برافد أساس من روافد هذه الوحدة وهو الأدب، ولا يمكن لهذا الأدب أن يكون رافدا مدرارا في مساهمته الوحدوية ما لم يتم الوعي به تاريخيا، وما لم يتم التعامل مع تاريخه بالشكل الذي أوضحناه في المقال السابق ذكره، حتى نتمكن من رصد مكوناته ومقوماته وخصائصه وتحولاته ومراحله، ومراحل تشكله وتطوره واختلافاته، والوصل بين كل حلقاته ولمّ شمله وجمع شتاته ..

وأخيرا فإن طه حسين طرح في وقته سؤالا لازال مدويا لحد الساعة يقول فيه (2): "متى يوجد تاريخ الآداب العربية؟ " وأنا أقول بملء في وبشكل أوسع وأرحب: "متى يوجد تاريخ الآداب الإسلامية؟ " على اعتبار أن تاريخ الآداب العربية يمثل جزءا لا يتجزأ من تاريخ الآداب الإسلامية الذي يحتوي على مجموع آداب الشعوب الأخرى غير العربية، ولكنها تنتسب إلى الإسلام ..

وللبحث بقية إن شاء الله تعالى ..

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 10:25 م]ـ

حياك الله معنا أستاذ عبد الرزاق ..

يسعد الفصيح بوجود أمثالكم أصحاب القلم الرصين، والفكر المتين.

بانتظار استكمال بحثكم.

ـ[المساوي]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 11:04 م]ـ

حياك الله معنا أستاذ عبد الرزاق ..

يسعد الفصيح بوجود أمثالكم أصحاب القلم الرصين، والفكر المتين.

بانتظار استكمال بحثكم.

وحياك المولى سبحانه أختي الكريمة وضحاء وبياك وفسيح جنانه أسكننا وأسكنك ..

أنا الذي يسعدني أن أنضم إلى أسرتكم الكريمة أسرة منتديات "الفصيح" الغراء ..

وأسأل الله الكريم أن أصبح كما قلت، فأنا بعيد عما تظنين .. والله الموفق لكل خير ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير