الملاح أولاد أماره والوحاش اولاد نصاره
وابن قزمان جا يغفر ما قيل له الشيخ غفاره
فقال الفقيه:
"هجيتنا يا ابن قزمان بكلام مزجول يعني مقطع، فسموه زجلا"
أما عبد العزيز الأهواني يرى أنه استعمل قبل ابن قزمان وفي نوع من الشعر الشعبي غير الزجل، يقول:"ولعل لفظ الزجل كان في الأصل يطلق على النوع الشعبي ثم أطلق على النوع التشبيه بالتوشيح لفظ (هزل) ثم اختلط اللفظان فيما بعد"
أما الأسماء التي يعرف بها هذا الشعر في المغرب:
1 - الملحون
2 - العلم الموهوب
3 - السجية
4 - لكلام
5 - النظم أو النظام
6 - الشعر
7 - القريض
8 - لوزان: (أي الأوزان)
9 - اللغا (وهي في الأصل اللغة)
10 - العلم الرقيق
11 - لكريحة
?الملحون:
يذهب الدكتور عباس الجراري إلى أن أصل التسمية تجعلنا أمام افتراضين مصدرهما معنيان من معاني اللحن، وهما الغناء والخطأ النحوي. وقد استبعد الأستاذ محمد الفاسي أن تكون التسمية مشتقة من اللحن بالمعنى الثاني حين قال:"والحقيقة أن لفظة الملحون هنا مشتقة من اللحن بالمعنى الثاني حين قال:"والحقيقة أن لفظة الملحون هنا مشتقة من اللحن بمعنى الغناء لأن الفرق الأساسي بينه وبين الشعر العربي الفصيح أن الملحون ينظم قبل كل شيء لكي يغنى به"، وقال كذلك:"أول ما يتبادر للذهن أنه شعر بلغة لا إعراب فيها فكأنه كلام فيه لحن، وهذا الاشتقاق باطل من وجوه لأننا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون ولم يرد هذا التعبير عند أحد من الكتاب القدماء لا بالمشرق ولا بالمغرب. ويضيف أنهم اشتقوا هذا اللفظ من التلحين بمعنى التنغيم لأن الأصل في هذا الشعر الملحون أن ينظم ليتغنى به قبل كل شيء. ونجد ما يؤيد هذا النظر من قول ابن خلدون في المقدمة في الفصل الخمسين في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد بعد أن تكلم على الشعر باللغة العامية فقال: وربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على طريقة الصناعة الموسيقية".
ويذهب د. عباس الجراري إلى أن التسمية اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ النحجوي ونعلل ذلك مناقشين رأي الأستاذ الفاسي من وجهات ثلاث:
الأولى: أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الأمر ليغني به وأن اتخاذه للغناء تم في مرحلة تالية.
الثانية: أننا حقا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون لأن الفصاحة قد تكون في الملحون وغير الملحون. وقد جانب الأستاذ الفاسي الصواب حين استعمل كلمة (فصيح) ليقابل بها كلمة (ملحون) وما نظنه يجهل أن الذي يقابل الشعر الملحون هو الشعر المعرب وليس الفصيح.
الثالثة: أن استعمال هاتين التسميتين: المعرب والملحون متعارف عليه عند كل الذين تعرضوا للوزرين من الشعر. فابن سعيد يقول متحدثا عن بعض الشعراء::"وله شعر ملحون على طريقة العامة"، والحلي يتحدث عن الفنون المستحدثة فيقول:"وهي الفنون التي إعرابها لحن وفصاحتها لكن وقوة لفظها وهن، حلال الإعراب بها حرام وصحة اللفظ بها استقام"
أنواع الزجل:
يقدم لنا عبد الرحمان الفاسي في "الأقنوم في مبادئ العلوم" تحت عنوان "علم ميزان الملحون" أنواعا من هذا الفن يوصلها إلى خمسة عشر ينظمها في قوله:
علم بأنواع من الملحون وردها لضابط الموزون
له من الأوزان خمسة عشر على الذي كثر فيه واشتهر
أولها الشرقي الكبير والثاني شرقي صغير باختلاف الأوزان
والثالث الشرقي الذي قد طرزا من وزن ذلك العروبي برزا
والرابع الشرقي الصغير صاحب التاء فيه زائد يناسب
والخامس العود والمرشوق ثم المزوج الذي يليق
وبعد البهلون والمسناوي وبعد القفر كذا العذراوي
وبعده اللحورشة العشاري ثم العروبي والقصيد الجاري
ولكننا باستثناء العروبي والقصيدة، لا نعرف من هذه الأنواع إلا العذراوي وهو من القطع التي تنشد في الموسيقى الأندلسية، وقد يكون موشحا أو زجلا.
والحقيقة أنه يصعب استقصاء كل ألوان الشعر الشعبي في المغرب والسبب أن له مواطن مختلفة وأدوات متباينة، فهناك المدن والقرى والبوادي والجبال، وهناك السهول والريف والأطلس وسوس، وهنالك لهجات متباعدة، الريفية والشلحية والسوسية والعربية، ولكل لهجة من هذه اللهجات شعر شعبي خاص، ونستطيع أن نقسم أنواع الزجل المغربي إلى شقين: أحدهما يعرف منشئه وهو القصيدة والثاني لا يعرف منشئه وقد وقفنا منه على هذه الألوان:
1 - البرولة
2 - العروبي
3 - المزوكي
4 - الموال
5 - السلامات
6 - العيطة
7 - الطقطوقة
8 - أعيوع
9 - الدقة
¥