تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فيما بينها من حيث نوعها ما بين أوان ذهبية أو فضية أو زجاجية أو خزافية

والماء واحد.

-وما يلاحظ على هؤلاء على حد رأي النقاد أن الصواب حليفهم الى حد كبير خصوصا في الأهتمام بالصياغة.هذه التي استطاع *ابن سنان الخفاجي * أن

يحوصل جمالها في:-فصاحة اللفظ البعيد عن تنافر الحروف ك"الهعخع" ,

وضبط حسن اللفظ في مدى وقعها على السمع مثل:" الغصن " أحسن من

" العسلوج " , وبعدها عن العامية والغرابة , وجريانها على قواعد اللغة العربية في التصريف.

وقد اعتنى كثيرا *قدامة بن جعفر * بذكر أوجه حسن الكلام الذي يتجلى في اللفظ أكثر من المعنى - ارجع الى كتابه المثل السائر-. وهذه الأولوية للألفاظ حملت البلاغيون على الأعتناء بحسن اللفظ و جودة السبك وقاد معظم الأدباء والنقاد

الى الأعتراف بأن الحلية اللفظية هي المجال الأكبر للتجديد حتى وان ناقضهم

بعض النقاد الذين يميلون الى الوسطية بين اللفظ والمعنى كما نجد ذلك عند *ابن قتيبة * الذي يرى بأن خير الشعر ما حسن لفظه وجاد معناه وكذا البحتري

وله في ذلك أشعار كقوله:

-حجج تخرس الألد بألفا ... ظ فرادى كا لجوهر المعدود

-ومعان لو فصلتها القوافي ... هجنت شعر جرول ولبيد

-أما ** عبد القاهر الجرجاني ** حاول أن يمحص هذه الآراء بشيئ من التعقل

واعمال الفكر فنراه لم يمل الى من رجحوا المعنى على اللفظ بل كان من

أنصار الصياغة هاته التي تعمل على اجلاء الصورة الأدبية وفي ذلك يقول:

" واعلم أن الداء الدوي والذي أعيا أمره في هذا الباب , غلط من قدم الشعر

بمعناه وأقل الأحتفال باللفظ .... ما في اللفظ لولا المعنى؟ وهل الكلام الا بمعناه؟ " ثم يقول:"ان سبيل الكلام سبيل التصوير والصياغة , وأن سبيل المعنى

الذي يعبر عنه سبيل الشيئ الذي يقع التصوير ولصوغ فيه ".

ويعيب على الجاحظ تشدده للفظ وخفته بالمعاني الى درجة أنه جعل العلم بالمعاني متركا وسوى فيه بين العامة والخاصة.

-فعبد القاهر الجرجاني من جهة يثور على الجامدين الذين يغفلون شأن الصياغة في التقدير وما يسوقونه من صور تقليد لا ابداع فيه وهم خطر على

البلاغة في رأيه, ومن جهة ثانية يثور على أنصار اللفظ الذين يجهدون أنفسهم

في ايجاد حسن اللفظ على حساب تناسي قوة المعاني مع اغفال قيمة هذه الصياغة وربطها بدقائق الصور , فيجرون وراء الحشد اللفظي ذي النغم الموسيقي والصور المبهرة محاولين في ذلك ستر الفقر الفكري!! ..

وكأنه بهذا المفهوم أراد أن يصل الى التحكيم في رأيه بالاعجاز القرآني الذي هو كل متكامل بين اللفظ والمعنى دون تفاضل , فأثبت بذلك أن جلاء الفكرة

بوسائل الصياغة اللغوية والفنية. واستطاع أن يصل الى أن لا أهمية للمعنى

دون لفظ ولا للفظ دون أدائه للمعنى.

-وهكذا بمثل هذه الآراء النقدية تمكن الأدب العربي ان يرقى ويأخذ مساره الى

مصاف العالمية ويحمل المحتوى العربي والتطور العالمي بايجابياته وسلبياته.


ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 03 - 2009, 04:11 م]ـ
شكرا لك أم سيرين
بوركتِ

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير