تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 07 - 2009, 10:01 ص]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

عرض مختصر موفق أستاذ ناجي.

بانتظار التتمة بورك فيكم.

ـ[براءة**]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 04:53 م]ـ

بانتظارك فالبحث مفيد، أريد ذكر المراجع والمصادر إذا أمكن.

وشكرا

ـ[عصام محمود]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 10:04 م]ـ

الحقيقة أنه لم تنل قصية من قضايا النقد الاهتمام الذي نالته قضية اللفظ والمعنى ومنذ بداية النقد في العصر الجاهلي والاشكالية تدور حول هذا الموضوع لكنها لم تدخل المنهج البحثي إلا بداية من دور المتقدمين اللغويين مثل الأصمعي،وزاد الاهتمام بهذا القضية مع طغيان الثقافة الاعتزالية عند شيوخها مثل النظام وغيره ولاشك في اهمية الكلام الذي ذكره الجاحظ وبخاصة موقفه الواضح في الحيوان وسأنقل لك بعض ما قلته في أطروحتي للماجستير حول هذا الموضوع

ونستطيع القول إن ما قدمه الجمحي في طبقاته يعد منطلقا لما أعلنه الجاحظ بعده - إن لم يثبت تأثر الجاحظ بالجمحي مباشرة - من رأي في اللذة التي يحققها الكلام الممتع الجميل بل إنه يرتفع بهذه اللذة إلى أقصى درجة ممكنة، وهي ما يمكن أن نسميها بالمتعة، فيقول"وأنا أقول: إنّه ليس في الأرض كلامٌ هو أمتَعُ ولا آنَق، ولا ألذ في الأسماع، ولا أشدُّ اتصالاً بالعقول السليمة، ولا أفَتَقُ للِّسان، ولا أجودُ تقويماً للبيان، مِن طول استماعِ حديثِ الأعراب العقلاء الفصحاء، والعلماءِ البلغاء " ()، وكما برز في موقفه السابق أنه يربط الكلام الذي يحقق اللذة بالسماع والاتصال بالعقول السليمة.

وهو يقدم نصائحه للشاعر، ويعلمه كيف يعرف متى يزيد في إلقائه الشعر، ومتى يتوقف، وهو في هذا يجعل من الأسماع عند المتلقي المعيار الأول في الحالة التي يجب أن يراعيها الشاعر عند قوله الشعر"فإنْ رأيتَ الأسماعَ تُصْغي له، والعيونَ تَحْدِج إليه، ورأيتَ مَن يطلبُه ويستحسنه، فانتحله، فإن كان ذلك في ابتداء أمرك، وفي أوَّل تكلُّفِك فلم تر له طالباً ولا مستحسناً، فلعلّه أن يكون ما دام أيِّضاً قضيباً، أن يحلَّ عندَهم محلَّ المتروك، فإذا عاودْتَ أمثالَ ذلك مراراً، فوجَدْتَ الأسماع عنهُ منصرفة، والقلوبَ لاهية، فخُذْ في غير هذه الصناعة، واجعَلْ رائدك الذي لا يَكْذِبُك حِرصهم عليه، أو زُهدهم فيه" ()، أي أن المتلقي هو الحكم والفيصل في تحديد جودة الشعر وليس الشاعر، وثقافة السماع هي الثقافة السائدة في البيئة العربية التي يقوم فيها القرآن الكريم بالدور الأكبر؛ لاعتماده السماع وليس القراءة في التلقي، والشعر يبرز جماله في سماعه وتلقيه وليس في قراءته، وهي الحقيقة التي أدركها الجاحظ، وبرزت واضحة في هذا النص.

وقد دفعته هذه الآراء التي طرحها في ثقافة السماع والتلقي وبخاصة الإعجاز المتمثل في القرآن الكريم إلى ما عرف بنظرية النظم عنده والتي رأي من خلالها أن الإعجاز لا يتمثل في الصرفة بل يتمثل في النظم والتأليف وهو الأمر الذي بدأه بإطلاق رأيه المشهور في العلاقة بين اللفظ والمعني وهو الرأي الذي قد يظن البعض انه قد قصد به الشعر فحسب، والذي عرف فيما بعد بقضية اللفظ والمعنى والتي يقول فيها:"والمعاني مطروحةٌ في الطريق يعرفها العجميُّ والعربيُّ، والبدويُّ والقرَوي، والمدنيّ، وإنَّما الشأنُ في إقامةِ الوزن، وتخيُّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وفي صحَّة الطبع وجَودَة السَّبك، فإنما الشعر صناعةٌ، وضَرْب من النَّسج، وجنسٌ من التَّصوير" ()

فالشعر عنده أيضا صناعة فيها وضرب من النسج و جنس من التصوير، والمعاني عنده معروفة ليس فيها جديد إلا النادر الذي ضرب له مثلا بالأمثلة الصعبة التكرار من المعني من نحو أبيات عنترة في الذباب، وهذا المثال الذي قدمه الجاحظ جعل الدكتور إحسان عباس يتهمه بأنه من أنصار الشكل؛ فقال:" ولكن كل ما أراده الجاحظ من هذا القول تأكيد نظريته في الشكل، … وبهذا التحيز للشكل قلل الجاحظ من قيمة المحتوى" ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير