ـ[أبو بدر]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 12:55 ص]ـ
حضرة الأستاذ الفاضل سليم
أتفق معك تماما في تعريفك ولا أرى تناقضا بينه وبين ما تضمنه كلام أستاذي الذي أعرف فكره جيدا في أمر الشمولية وهو الاستناد إلى أساس يحكم التفاصيل، والأساس الي يطالب به هو الاحتكام إلى الشرع.
إن بعض المسلمين في حرصهم يحرم ما أحل الله وكأنه يزايد على محمد عليه السلام.
رفع القاضي الفاضل للناصر صلاح الدين التماسا بتشديد العقوبات فرد عليه:" هل اكتشفتم نقصا في شرع الله " وأمره بتطبيق الشرع بلا زيادة.
من مظاهر المزايدة على الشارع تحريم البيع في أوقات الصلاة جميعها في كل الأيام والله سبحانه وتعالى يقول:" إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فذروا البيع " فهل عبارة (من يوم الجمعة) زائدة؟
الأستاذ أبو طارق قال ليس له علم ليناقش الفتوى، فكيف يتجاهل فتوى أهل العلم ويصدر حكما وهو بلا علم كما يقول، وعندما يختلف اهل العلم وأهل غير العلم فمن نتبع؟
ثم إليك وإلى الأستاذ أبو طارق أسوق ما يلي:
مصطفى صادق الرافعي وهو ذو علم بلغته ودينه بقول في كتابه إعجاز القرآن:
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=832&select_page=9
د- الموسيقى: وحسبك بهذا الاعتبار في إعجاز النظم الموسيقي في القرآن وأنه مما لا يتعلق به أحد ولا ينفق على ذلك الوجه الذي فيه إلا فيه؛ لترتيب حروفه لاعتبار من أصواتها ومخارجها ومناسبة بعض ذلك لبعض مناسبة طبيعية في الهمس والجهر، والشدة والرخاوة، والتفخيم والترقيق، والتفشي والتكرار، وما هذه الفواصل التي تنتهي بها آيات القرآن إلا صورة تامة للأبعاد التي تنتهي بها جمل الموسيقى وهي متفقة مع آياتها في قرار الصوت اتفاقاً عجيباً ليلائم نوع الصوت، والوجه الذي يساق عليه بما ليس وراءه في العجب مذهب [32].
وانظر إلى كلام مصطفة محمود
الاعجاز في دراسات اللاحقين
مصطفى محمود
http://www.balagh.com/mosoa/ejaz/td0pfumm.htm
قال الأستاذ مصطفى محمود: لقد اكتشفت منذ الطفولة دون أن أدري، حكاية الموسيقى الداخلية الباطنة في العبارة القرآنية. وهذا سر من أعمق الأسرار في التركيب القرآني .. إنه ليس بالشعر وبالنثر ولا بالكلام المسجوع ... وإنما هو معمار خاص من الألفاظ صفت بطريقة تكشف عن الموسيقي الباطنة فيها.
وفرق كبير بين الموسيقى الباطنة والموسيقى الظاهرة.
وكمثل نأخذ بيتاً لشاعر مثل عمر بن أبي ربيعة، اشتهر بالموسيقي في شعره ... البيت الذي ينشد فيه:
قال لي صاحبي ليعلم ما بي أتحب القتول أخت الرباب؟
أنت تسمع وتطرب وتهتز على الموسيقي .. ولكن الموسيقي هنا خارجية صنعها الشاعر بتشطير الكلام في أشطار متساوية ثم تقفيل كل عبارة تقفيلاً واحداً على الباء الممدودة.
الموسيقي تصل إلى أذنك من خارج العبارة وليس من داخلها، من التقفيلات (القافية) ومن البحر والوزن.
أما حينما تتلو: (والضحى. والليل إذا سجى .. ) فأنت أمام شطرة واحدة ... وهي بالتالي تخلو من التقفية والوزن والتشطير، ومع ذلك فالموسيقي تقطر من كل حرف فيها، من أين، وكيف؟
هذه هي الموسيقى الداخلية، والموسيقى الباطنة، سر من أسرار المعمار القرآني، لا يشاركه فيه أي تركيب أدبي
.
وكذلك حينما تقول: (الرحمن على العرش استوى). وحينما تتلو كلمات زكريا لربه: (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً). أو كلمة الله لموسى: (إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى). أو كلمته تعالى ـ وهو يتوعد المجرمين ـ: (إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحييى).
كل عبارة بنيان موسيقي قائم بذاته ينبع فيه الموسيقي من داخل الكلمات ومن ورائها ومن بينها، بطريقة محيرة لا تدري كيف تتم؟!
وحينما يروي القرآن حكاية موسى بذلك الأسلوب السيمفوني المذهل:
(ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى، فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم. وأضل فرعون قومه وما هدى).
¥