تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[29 - 12 - 2008, 09:45 م]ـ

وأنت، خشان، في الأوزان مدرسة ... دانت إليك بأرقام لها تخضع

حلت محل مفاعيلن ومفتعلن ... وقد أحاطت بما كان الخليل سمع

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[29 - 12 - 2008, 11:01 م]ـ

أخي الدكتور عمر

قلت "وللمعري ثلاث قصائد مشابهة، عدة أبياتها اثنان وأربعون بيتاً على قافية الكاف الساكنة، التزمَ قبلها اللام المفتوحة، ولم أستشهد بها لمظنة أن تكون اللام في مثل هذه القصائد روياً، والكاف الساكنة وصلا"ً.

وكان المعري مقدمته للزوميات يقول: "وقد كان بعض المتأخرين من أهل العلم يجعل تاء التأنيث وصلا وكذلك كاف الإضمار لما وجده من لزوم الشعراء إياهما في بعض الأشعار، وذلك ينتقض عند العلماء بأحكام القوافي. وأصحاب هذا القول يعتقدون في قول الراجز:

شلت يدا فارية فرتها ... وسخنت عين التي أرتها

مسك شبوب، ثم وفرتها ... لو خافت النزع لأصغرتها

أن الروي التاء وهي ساكنة والهاء وصل وهي متحركة، ولو جاء على مذهبهم في هذه القوافي (خذها) أو (منها) كان عيبا، والغريزة تشهد بما زعموه، وقياس اقوال المتقدمين يوجب أن الروي الهاء، وأن الراجز لو جاء في مثل هذه القوافي بمنها وعنها وغير ذلك لكان غير معيب".

فليتك اتبعت غريزتك، وتركت قياس أقوال المتقدمين.

ثم إنك، بما هو معروف عن سعة استقرائك للشعر في كافة عصوره، لم تقل لنا إن كان المعري وحده قد استفرد بالنظم على ذلك الضرب من البسيط أم أنه جارى غيره في ذلك، وبماذا تشير إليك الغريزة بالجمع بين الضربين على قري أبيات عدي نحو ما صنعت في ردي على تحية استاذنا خشان.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 10:42 ص]ـ

أخي الأستاذ سليمان

كنتُ في تردّدي بالتمثيل لمثل قافية المعري - وأمثلتُها عديدة جداً - أحتاط لِما يمكن أن يردَ عليها من اعتراض على مجيء القافية في أول البسيط مقيدةً، موقناً أنني سأجدُ لِما أعتقد بوجوده أمثلة عديدة لا يمكن الاعتراض عليها ..

وهاكَ بعضاً مما وجدت سوى شاهد المعري الآنف الذكر:

فتيان الشاغوري (- 615 هـ):

قد أجمد الخمرَ كانونٌ بكل قدَحْ=وأخمدَ الجمرَ في الكانون حين قدَحْ

يا جنةَ الزبَداني أنت مسفرةٌ=عن وجهِ حسْنٍ إذا وجه الزمان كلَحْ

فالثلجُ قطْنٌ عليكِ السحْبُ تحلجُهُ=والجوّ ندّافُهُ والقوسُ قوسُ قزَحْ

متى يَجُلْ فيك طرفُ الطرفِ من مرًحٍ=قَرَيتِهِ ملَحاً تأتي بحسْنِ مُلَحْ

تلقى النواظر من روضٍ نواضِرَ في=قلوبنا فرَجاً من همِّها وفرَحْ

ابن عنين (-630هـ):

قالوا الموفّقُ شيعيٌّ فقلتُ لهم=هذا خلاف الذي للناس منه ظهَرْ

وكيف يصبحُ دينُ الرفْضِ مذهبَهُ=وما دعاهُ إلى الإسلام غيرُ عُمَرْ

محي الدين بن عربي (-640هـ):

ليس التعجّب من شخصٍ وعَى فدَعا=إن التعجبَ من شخصٍ وعَى فسمعْ

إذا أجاب علمنا أنه رجلٌ=لَمّا دعا ضامِناً لِمَنْ دعاهُ طمعْ

فقلْ له: ما الذي سمعتَ منهُ يقُلْ = ما قلتُه إنه برقٌ لديهِ لمعْ

سيف الدين المشد (-656هـ)

لله يوماً شربناها مشعشعةً=تهدي إلينا سروراً دائماً وفرَحْ

والمزْنُ تهمي، وقوسُ الغيمِ في حُبُكٍ=والشمسُ ترنو وقُمْريُّ الرعودِ صَدَحْ

و (الجنْكُ) يخفقُ في كفَّيْ مُنعَّمَةٍ=يحكي الذي نحنُ فيهِ نزهةً ومُلًحْ

فصوتُهُ الرعْدُ، والأوتارُ صَوبُ حَياً=والغادةُ الشمسُ حسناً، وهْو قوسُ قُزَحْ

السراج الوراق (-691هـ):

كسَوتَني (فروةً) فرَّ الشتاءُ بها=عنّي، وولّى كما ولّتْ جموعُ تَتَرْ

تودُّ شهْبُ الدّياجي لو تلوحُ بِها=سوداءَ كالليلِ أهداها إليَّ قمَرْ

كنتُ (المُبرّدَ) لولاها، وقد جعَلَ الـ= (فرّاءُ) لي رابطاً كالمسكِ أو خَبَرْ*

إذا خطرْتُ بها في معشرٍ دُهِشوا=وقال قائلهمْ مَنْ ذا الأميرُ عبَرْ

بِطَوْقِ (سمّورةٍ) كادتْ مَحاسنُهُ=تكونُ للوُرْقِ في أفنانِهنَّ سَمَرْ

إنْ شَبَّ عَمْرٌو عن الطّوقِ الذي زَعَموا=فقلْ وقد شَبّ في طوقِ الوزيرِ عُمَرْ* العجز مختل، ويحتاج لمراجعة الأصل ..

لسان الدين بن الخطيب (-776هـ):

انظرْ إليها تجد حِبّ الملوك بها=وقد حكى نَورُها المبْيَضُّ حينَ فُتِحْ

قطْناً تراكَمَ في الأغصان إذ قذفَتْ=لَفائفَ الثلجِ في أعلاه قوسُ قزَحْ

الحبْسي (-1150هـ) وهي شبيهة بما أحجمتُ عن الاستشهاد به، ولكن الحبسي هنا لم يلتزم اللام قبل الكاف:

كمْ قيلَ لي صاحِ سَلْ أهلَ الثّراءِ عسى=تحظَى لتُضْحي بهذا بالغاً أمَلَكْ

ما هَمَّ قلبيَ إلاّ قالَ ناصِحُهُ=صبْراً على الزمنِ الخَوّانِ لو قتَلَكْ

فقلتُ لا أسألُ المثْري النصيبَ ولو=إلى القيامةِ دائي بالفؤادِ سدَكْ

إنْ كانَ لا بدَّ منْ بذْلِ الحَيا أبداً=ناديتُ يا خالقي إنّي إليكَ ولَكْ

وقلتُ عجّلْ فأحلَى الخير عاجلهُ=وأنتَ بَرٌّ علينا قد بسَطْتَ يدَكْ

وأما سؤالك أستاذي عن الجمع بين (فعْلن) و (فعِلن) في مثل هذه القوافي المقيدة، فلا أخفيك أنني نفرتُ بدايةً منها، ولكنني أقرّ بوجودها، وإمكانية تمريرها وقبولها، ما دامت موجودة ويقبل بها بعض الشعراء.

ولكن يبقى بالنسبة لي على الأقل أنّ الالتزامَ بأحد الضربين أجود للقافية وأصفى إيقاعاً.

دمتَ للعلم سيدي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير