تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 07:56 م]ـ

عرض ماتع ومفيد حقا ويجيب على كل التساؤلات حول هذا البحر الغامض كما وصفه الدكتور

ولا يزال إلى اليوم في الكثير من كتب العروض جزءا من المتدارك -الحديثة منها والقديمة-

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 07:40 م]ـ

تحياتي أخي الأستاذ بحر الرمل

أعتذر لكم عن تأخري

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 07:46 م]ـ

ومع ازديادِ الكتابةِ عليه، فلقد زاد الطينَ بلّةً -بالنسبة للعروض التقليدي- ظهور تفعيلةٍ أُخرى، حطّمت كلَّ آمالِ العروضيين في أنْ يبقى هذا البحرُ محتفظاً برباطٍ واهٍ يربطُهُ بعروضهم التقليدي.

تلك هي التفعيلة (فَعِلَتُ ////) بمتحركاتِها الأربعة المتتالية، والتي أدّت -في الشعر- إلى تجاوُرِ خمسةِ متحركات فأكثر. وهو ما لا تقبله أوزان الشعر العربي الأخرى كما هو معروف.

يقول محمود حسن اسماعيل:

بِثُمالَةِ قَدَحٍ مَفْتونِ=يَتَرَنَّحُ في كفِّ السّاقي

///ه //// /ه/ه /ه/ه

ويقول نزار قباني:

إنّي لا أومِنُ في حُبٍّ=لا يَحْمِلُ نَزَقَ الثُّوّارِ

.................. /ه/ه //// /ه/ه /ه/ه

ولآخر، وقد جمع بين (فعِلَتُ) و (فاعِلُ):

لا نُؤْمِنُ أَبَداً بِحُدودِ=لا نَخْضَعُ أبَداً لِسُدودِ

/ه/ه //// /ه// /ه/ه=/ه/ه //// /ه// /ه/ه

والأغرب أن تردَ (فعِلَتُ) عَروضاً، كما في قول أسامة عبد الرحمن:

وأُعلِّق فوقَ الهدْنَةِ شَرَ=في ... حتّى كَثُرَتْ هدْناتي

وتَلينَ قَنَاتي، تنْكَسِرُ عَـ=ـلى قَدَمَيْ (كوهينَ) قناتي

///ه ///ه /ه /ه ////

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 07:49 م]ـ

ومن الواضح أنّ مشكلتهم مع تفاعيل الخبب هذه؛ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمشكلتهم الرئيسة مع الخبب ذاته، وذلك عندما اعتبروه صورةً عن البحر الخليلي المهمل (فاعلن فاعلن ... ). بتفعيلته الوتدية، والتي لا يجوز أن يتأثر وتدها بأي زحاف.

ولذلك فهم يستغربون من تحولها مرّةً إلى (فعْلن) بقَطْعِ وتدها، وهذا لا يجوز في البحور الأخرى.

ويستغربون من تحوّلها إلى (فاعِلُ) مرة أخرى، متوهِّمين بذلك سقوطَ ساكنٍ من وتد!

فإذا ما ظهَرَت (فَعِلَتُ)، فتلك هي الطامّة الكبرى، إذ لا مجالَ عندهم البتّة لتبرير وجودها.

ومع ذلك فلقد كان لديهم شعورٌ بتمايز الإيقاعين منذ عرفوا الخبب، ولذلك نبّه القدماء إلى أنّ تحوُّل (فاعلن) إلى (فعْلن) هو مما يُخالف أصولَ القواعد الخليلية، وأنّ ذلك حالة شاذةٌ يختصُّ بها هذا البحر دون سواه!!

بل لقد حكَمَ معظمهم بشذوذ هذا البحر سالمَ التفاعيل (أي على فاعلن فاعلن ... )، وصحّته معتلاًّ (أي على فعِلن و فعْلن)!!

بل جزَمَ آخرون أنّه لا يستعمل إلاّ مخبوناً أو مقطوعاً!.

وعلى الرغم من كلِّ هذه المؤشرات والدلائل على هوية الخبب الموسيقية المتميّزة، فلا يزال العروضيون إلى اليوم يضَعونَه تحت مظلّة البحر المهمل (فاعلن فاعلن ... )، معتبرين إيّاه صورةً من صوره!!

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 07:54 م]ـ

على الرغم من ضياع كتاب العروض للخليل، فلا نشكّ في أنه اعْتَبَرَ البحرَ الذي على (فاعلن فاعلن ... ) بحرًا مُهملاً ينفكُّ عن دائرة المتقارب. ولا يُعقل أبدًا أن لا يُشير إليه الخليلُ بحراً مُهْملاً، لأنّ طريقتَه الفذَّةَ في فكّ البحور من دوائرها لابدّ أن تُخرِجَه من دائرته، بل إنّ إخراجَه أسهلُ من إخراجِ غيره من مهملات الدوائر الأخرى.

ولقد كانت إشارة ابن عبد ربِّهِ (-328هـ) إلى هذا البحر واضحةً في اعتباره مُهْمَلاً، لم يأْتِ عليه في الشعر أية شواهد، حيث قال:

وبعدَها خامسَةُ الدوائرِ=للمُتَقَاربِ الذي في الآخِرِ

ينْفَكُّ منها شَطْرُهُ .. وشَطْرُ=لَمْ يأْتِ في الأشعارِ منه الذكْرُ

كما أشار في رسمِ دائرة المتقارب عنده إلى موضع انفكاكه منها بقوله "مُهْمَل".

ولا شكّ أن اعتبارَه البحرَ الذي على (فاعلن) مهملاً له ما يُبرّره، فهو كغيره من مهملات الدوائر الأخرى، لم يكن له في جعبة الخليل الشعرية أيّ شاهدٍ أو دليل يدلّ عليه، بل لم توجد له شواهدُ حقيقية إلا في زمنٍ متأخر.

يقول المعرّي: وهذا الوزن "لم تستعملْه العرب".

وربّما كان الجوهري (-398هـ) بعده، أول من سمّاه (المتدارك)، وأصَّلَ قواعِدَه المعروفةَ إلى اليوم، فأفرَدَ له باباً خاصّاً في البحور، ونظمه على طريقة البحور الخليلية الأخرى، مُعدِّداً أعاريضَه وضروبَه، ومشيرًا إلى إمكانية وروده مجزوءاً. وأورد له بعض الشواهد المصنوعة للتمثيل.

وكان مَنْ أتى بعده عالةً عليه، فلم يتجاوزوا طريقتَه في التأصيل، ولا شواهدَه في التمثيل، وذلك على الرغم من هشاشة تلك الطريقة، وافتقادها إلى المنطقية التي تميّزَ بِها عروض الخليل.

ويتضح من جميع أمثلة البحر، وتعليقاتِهم عليه، أنّ ما هو مستخدمٌ فعلاً، وما أشاروا إلى قِدَمِهِ وصحّته، لا يخرج عن (فعِلن و فعْلن) دونَ (فاعلن) أبدًا، كالذي نُسِبَ إلى الجنّيّ، أو إلى علي بن أبي طالب، أو إلى أبي العتاهية، أو إلى الخليل ذاته، أو إلى من جاء بعدهم، يقول الجوهري: "وشعْر عمروٍ الجنّي مخبون" كلّه. ويقول ابن القطاع عنه: "استعمل مخبوناً".

ويقول الزمخشري: "غيرَ أنه جاءَ مخبوناً أو مقطوعاً"!

في حين يبقى ما جاءَ على (فاعلن) أمثلةً مفردةً مصنوعةً، غير منسوبةٍ لأحد، وُضِعتْ للتمثيل. وهي لا تخرجُ عن (فاعلن) وبديلها (فعِلن) دون (فعْلن) أبدًا. ولم يقدر صانعوا هذه الأمثلة على إيراد شاهدٍ مصنوعٍ واحد يخلط ما بين (فاعلن و فعْلن) على الإطلاق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير