تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقام بعد ذلك بتدوير هذه الأنساق الخمسة ليعلم إن كانت تفي بالإحاطة بضروبه الثلاثة والستين التي جمع شواهدها من استقرائه للشعر العربي فجاءت البحور بعد الفك على النحو التالي:

1 - الطويل: 3 1 3 1 1 3 1 3 1 1

2 - المديد: 1 3 1 1 3 1 3 1 [1 3]

- مهمل1: 3 1 1 3 1 3 1 1 3 1

3 - البسيط: 1 1 3 1 3 1 1 3 1 3

- مهمل 2: 1 3 1 3 1 1 3 1 3 1

4 - الكامل: 2 1 3 2 1 3 2 1 3

5 - الوافر: 3 2 1 3 2 1 3 2 [1]

6 - الرجز: 1 1 3 1 1 3 1 1 3

7 - الرمل: 1 3 1 1 3 1 1 3 1

8 - الهزج: 3 1 1 3 1 1 [3 1 1]

9 - المنسرح:1 1 3 1 1 4 1 1 3

10 - الخفيف:1 3 1 1 4 1 1 3 1

11 - المضارع:3 1 1 4 1 1 3 1 1

12 - المقتضب: 1 1 4 1 1 3 1 1 3

13 - المجتث: 1 4 1 1 3 1 1 3 1

- مهمل: 4 1 1 3 1 1 3 1 1

14 - السريع: 1 1 3 1 1 3 1 1 4

- مهمل: 1 3 1 1 3 1 1 4 1

- مهمل: 3 1 1 3 1 1 4 1 1

15 - المتقارب: 3 1 3 1 3 1 3 1

- مهمل: 1 3 1 3 1 3 1 3

وقد رأى الخليل أن تلك الأنساق الخمسة تحيط بشكل مباشر أو شبه مباشر بخمسة عشر نسقا من مجموع القائمة التي جمع شواهدها (سنرى منها ستة أنساق اضطر إلى لزوم حذف بعض مكوناتها السببية والوتدية لكي يعدها بحورا أصلية، وهي المديد والوافر والهزج والمضارع والمقتضب والمجتث وهذا ما نقصده بالشكل غير المباشر)، وبقي أمامه ثمانية وأربعون نسقا سنرى فيما بعد كيف استطاع استيعابها في قائمته.

الأجزاء العروضية (التفعيلات):

قسم الخليل البحر إلى أجزاء يتألف كل جزء منها من وتد وسبب أو سببين على الأكثر. وأجرى هذا التقسيم على كل واحد من البحور الخمسة عشر فنتجت عن ذلك التقسيم عشرة أجزاء هي:

3 1، 1 3، 3 1 1، 1 1 3، 1 3 1، 1 1 4، 1 4 1، 4 1 1، 2 1 3، 3 2 1

ولم يسم الخليل هذه الأجزاء بأسماء بحورها كما صنع قدماء اليونان بأجزائهم feet الإيامبية والسبوندية والأنابيستية وغيرها، وإنما أتاح لنا إمكانية نطق تلك الأجزاء بأن ألبسها حروف الجذر (فعل) فأصبحنا ننطق بها ونسمي كل جزء منها تفعيلة، وهذه التفعيلات العشرة هي:

فعولن وفاعلن ومفاعيلن ومستفعلن وفاعلاتن ومفعولات ومستفع لن وفاع لاتن ومفاعلتن ومتفاعلن

وبعض العروضيين صار يختزلها في ثماني تفعيلات بعد أن رأى في مستفع لن وفاع لاتن تكرارا لمستفعلن وفاعلاتن.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[21 - 04 - 2009, 10:16 م]ـ

وهذا التقسيم إلى أجزاء يبدو لنا ظاهريا وكأنه مساوٍ لتقسيم الجملة إلى كلمات، وكذلك فإن تقسيم الأجزاء قبل ذلك إلى أسباب وأوتاد يبدو أيضا مساويا لتقسيم الكلم إلى حروف. فهل كان الخليل يقصد إلى أن يعد الأجزاء من البحر بمثابة الكلمات من الجملة، أو كان يرى أن التفاعيل العشرة في العروض هي بمثابة الصيغ الصرفية في اللغة؟ هذا ما لا يمكننا الجزم به، ومع ذلك كله، فنحن لا نرى أية فائدة من التفاعيل إلا ما أراد لها الخليل أن تقوم به من دور في حمل شروحه في الزحاف والعلة من جهة، وإلا بيان ما يسقط من البحر (إن كان حقا سقط منه شيئ) في العمليتين اللتين تسميان الجَزء والنَهْك ويسمى البيت عندها مجزوءا أو منهوكا.

وربما كانت التفاعيل أيضا أداة ابتكرها الخليل لتيسير النطق بالإيقاع الشعري والتعريف بالوزن بكلمات لا معنى فيها غير حكاية الإيقاع كما قال ابن الرومي:

مستفعلن فاعلن فعولُ ... مستفعلن فاعلن فعولُ

بيت كمعناك ليس فيه ... معنى سوى أنه فضولُ

وأما الدور الذي تقوم به التفاعيل من حمل قواعد الزحاف والعلة فهي كثيرة ويمكن أن نمثل لبعضها بما يلي:

الخبن: سقوط الساكن الثاني من فاعلن، ومستفعلن وفاعلاتن ومفعولات.

والطي: وهو سقوط الرابع الساكن من مستفعلن ومفعولات.

والقطع: وهو سقوط السابع الساكن وتسكين ما قبله.

والوقف: وهو سكون متحرك الوتد المفروق.

وما هذه إلا عينة صغيرة من كثير من الزحافات والعلل التي لم يكن للخليل أن يتمكن من التعريف بها لولا ربطها بالتفاعيل التي ابتكرها.

وأما ما يسقط من البحر فحدده في ثلاثة وجوه هي الشطروالنهك والجزء. ومع أن هذه المصطلحات الثلاثة تنسحب على البيت بأكمله لا على الجزء وحده إلا أنها تمس الأجزاء أيضا. فالشطر هو سقوط شطر من البيت، أي ثلاثة أجزاء، وبقاء شطر منه، والنهك هو سقوط ثلثي البيت، أي أربعة أجزاء، وبقاء جزءين، وأما الجزء فهو سقوط جزء واحد من كلا شطري البيت. وهكذا فأنت ترى أنه لم يكن ليستطيع تحديد أي من تلك المصطلحات الثلاثة لولا معرفته بالجزء أو الأجزاء التي تسقط من البيت.

وسوف نأتي بمثال واحد من بحر البسيط لنرى كيف جعل الخليل ستة ضروب منه من بحر واحد:

- البسيط

يا حار لا أرمين منكم بداهية = لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك

[2] [2] 1 2 [2] 1 2 [2] [2] 1 2 1 1 2 =

قد أشهد الغارة الشعواء تحملني = جرداء معروقة اللحيين سرحوب

= [2] [2] 1 2 [2] 1 2 [2] [2] 1 2 2 2

ماذا وقوفي على رسم عفا = مخلولق دارس مستعجم

[2] [2] 1 2 [2] 1 2 [2] [2] 1 2 =

إنا ذممنا على ما خيلت = سعد بن زيد وعمرا من تميم

= [2] [2] 1 2 [2] 1 2 [2] [2] 1 3

سيروا معا إنما ميعادكم = يوم الثلاثاء بطن الوادي

= [2] [2] 1 2 [2] 1 2 [2] 2 2

ما هيج الشوق من أطلال = أضحت قفارا كوحي الواحي

[2] [2] 1 2 [2] 1 2 [2] 2 2 =

- العروض الأولى: مخبونة (فَعِلُن) ولها ضربان، مخبونة مثلها (فَعِلُن)، ومقطوع (فَعْلُن)، وهما الشاهدان الأولان.

- العروض الثانية: مستفعلن مجزوءة ولها ثلاثة أضرب، مذال مستفعلانْ، ومستفعلن كالعروض، ومقطوع (مفعولن). وهي الشواهد الثلاثة التالية.

- العروض الثالثة: مقطوعة (مفعولن)، وضربها مثلها. وهو الشاهد الأخير.

وهكذا، إذن، يمكن تلخيص نظرية الخليل في اعتمادها على خمسة أنساق وزنية أطلق عليها اسم الدوائر، وعبر عملية التدوير قام بفكها فخرج له منها خمسة عشرة وزنا سمي الواحد منها بحرا، ثم وبعد تقسيم هذه البحور إلى أجزائها العشرة التي سميت التفاعيل أجرى الخليل عليها مفاهيم الزحاف والعلة والجزء والشطر والنهك حتى وصل بها إلى أربعة وثلاثين عروضا، ولم تلبث هذه حتى اتسعت لتشتمل على ثلاثة وستين ضربا هي مجموع الشعر العربي الذي استقراه الخليل في زمانه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير