تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الحب خطر]ــــــــ[13 - 01 - 2005, 11:06 ص]ـ

الجزء الرابع

.مضت دقائق ... ثم فُتح الباب بهدوء!!

صوت صرير الباب وهو يفتح؛ يقرع في تجاويف صدره طبول الخوف والهلع ...

ثم سرعان ما دخلت أشعة الشمس القوية وملأت أرجاء الكوخ فأبهرت بصره.

وفجأة .....

وقف وسط الباب تماماً جسم بشري ممشوق القامة يبدو أنه جسم أنثى!!!

أعمس عينيه يتفحص هذه الدخيلة، فإذا به يرى شابة بيضاء طويلة في أول العشرينات من العمر، مكتنزة اللحم، وتغطي جسمها بملابس من جلد ناعم، وقد حلقت حول رأسها أنشوطة من الأزهار البديعة، وتحمل بين يديها طعاماً صنعته له وكأساً مملوءة بعصير جوز الهند، وقد ربطت خصرها بحزام جلدي قاس ٍ يتدلى منه فأس حاد وطويل!!

وضعت الطعام أمامه وهي تتبسم بخجل ثم أخرجت الفأس وقطعت بشفرته القيد الذي على يديه فقط ثم خرجت مسرعة باتجاه الغابة ... وكريم ينادي عليها ويسرع في تمزيق قيد رجليه، والدهشة لم تفارقه لحظة واحدة

كان يناديها بصوت عالٍ " هآااي أنتي .. عودي إلى هنا .. عودي أرجوكِ .. " ... لا فائدة!!

سرعتها ورشاقتها أبعداها عنه داخل الغابة واختفت هناك.

عاد إلى الكوخ وبدأ يتناول الطعام بشراهة بربرية، وهو لا يجد تفسيراً واحداً واضحاً لما يحدث!!

بدأ يتفحص الكوخ والمكان من حوله .. إنه في طرف جزيرة خضراء مليئة بالغابات الكثيفة والجبال الشاهقة ..

وكأنها مهجورة تماماً إلا من تلك الفاتنة الغريبة وتلك المخلوقات الغامضة بالطبع ... ثم دنى من الكوخ وإذا به يرى قميصه وقد علق على حبل مربوط بين شجرتين من أشجار جوز الهند وقد غسل ونشر تحت الشمس ..

تناوله وستر به صدره العاري، وهو ينظر إلى جهاز البث على طاولة صغيرة تحت إحدى الأشجار!!

تذكره سريعاً .. وتذكر السفينة، والطفلتين .. نعم نعم إن صياحهما لا يزال يتجلجل في عقله يكاد يصيبه بالجنون ..

ثم تذكر الدوامات البحرية وتذكر اللوحة ..

(وتذكر سيرين بالطبع ... ).

إلا أنه لا يزال في حيرة من أمر الجزيرة ومن أمر تلك الساحرة البيضاء التي تظهر من بين الأشجار في كل مرة ....

يبدو أن هذا الجزء معزول تماماً عن بقية الجزيرة – أو هكذا يبدو له –

إنه لا يرى أثراً لمنازل ولا أكواخ غير هذا الكوخ القديم .. ولا يوجد أثر لسكان ولا طرق بل ولا حيوانات!!

عجيب ... !! ليس هناك أثر لأي صوت سوى أصوات طيور النورس الجميلة التي تملأ الشاطئ وحول الكوخ .. وبعض أصواتٍ لحيوانات وطيور غريبة تنساب من داخل الغابة.

دخل الكوخ وبدأ يتفحص محتوياته وأثاثه بيديه هذه المرة ويطل بوجهه من النافذة يراقب الجزيرة الحالمة وقد تعالى النهار .. ويحاول فهم ما يجري بهدوء وروية.

مضت نصف ساعة وهو على هذه الحال أو أكثر، ثم شعر بحركة غريبة بين الأشجار!!؟؟؟؟

أطل بوجهه بسرعة نحو مصدر الصوت!! لم ير شيئاً يلفت الانتباه!!؟؟

عاد إلى داخل الكوخ ثم سمع صوتاً من جديد إلا أنه تيقن هذه المرة أنه لمح حركة قوية بين الأحراش .. وأحس بوجود خطر ما هناك!!

تناول سكيناً حادة وجدها داخل المطبخ ثم خرج أمام الكوخ ينظر تارة في أعالي الأشجار .. وتارة ينظر باتجاه الغابة وقد أدار ظهره إلى البحر في ثقة تامة من هذه الجهة واستعد لأي طارئ يخرج إليه من المجهول.

أحس أن هناك ثمة عيونٌ تراقبه في مكان ما!! وكان قريباً جداً من طرف أشجار جوز الهند العملاقة التي انتشرت بكثافة على حافة الشاطئ .. ثم فجأة!!!!!!!!

سمع صرخة مخلوق غريب ينقض عليه من أعالي الأشجار التي فوقه مباشرة إلا أنه في اللحظة الأخيرة مال بجسمه عنه .. ثم وقع هذا المخلوق المفزع على الأرض وراح بحركة دائرية سريعة يلتف حول كريم يبحث عن فرصة للإنقضاض عليه مجدداً، ويطلق أصوات مخيفة تبعث في النفس الرعب والهلع ولعابه يتقاطر على التراب .. وكريم في حركة استعداد دفاعية متحفزة يناقل السكين بين يده اليمنى ويده اليسرى بحسب اتجاه هذا المخلوق المخيف .....

إنه على ما يبدو من سلالة القرود الشرسة الكبيرة .. وله مخالب حادة وأسنان بارزة وقوية، وشعره الرمادي الكثيف يكاد يغطي جسمه بالكامل حتى عينيه ..

لمح كريم أن هذا المخلوق مصاب بطلق ناري في فخذه الأيسر والدم قد انتشر بغزارة حول الجرح .. وهذا ما يفسر شراسته وعدوانيته، وكأنه يريد الانتقام من بني البشر أجمعين.

ثم انقض على كريم بقفزة عالية في الهواء ودخل الاثنان في عراكٍ دام ٍ لن ينتهي قطعاً إلا بموت أحدهما.

استطاع القرد الشرس أن يخمش وجه كريم وصدره بمخالبه الحادة .. بينما كريم كان يحكم قبضته على حنجرته ويطعنه طعنات مؤلمة على ظهره ونواحي من رقبته ثم دفعه في الهواء دفعة قوية أبعدته عنه بضعة أمتار ..

ثم وقف القرد على رجليه الخلفيتين تماماً كما يقف بنو البشر ومد قامته في الهواء والدماء تنزف من جروحه بغزارة .. وعيناه يتطاير منهما الشرر والغضب والكراهية، يريد الانقضاض للمرة الأخيرة على كريم .. ثم

أطلق في الفضاء صرخة عالية مرعبة أفزعت الطيور في أعشاشها ثم انقض في الهواء بقفزة رشيقة باتجاه كريم ...

* * * * * * * * * *

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير