تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 10:58 م]ـ

السلام عليكم!

من المعروف أن اللغة العربية واللغة العبرية واللغة الآرامية لغات نزل فيها الوحي الإلاهي. ويمكن في هذا المجال إدراج اليونانية بين تلك اللغات رغم عدم نزول الوحي فيها فيما نعلم، إلا أن تدوين بعض الأناجيل فيها طبعها بطابع ديني واضح.

تتميز اللغات التي نزل الوحي فيها عن غيرها من اللغات بأشياء كثيرة منها كثرة التعابير ذات الطابع الديني. فكثير من التعابير التي ينطق بها المتحدثون بهذه اللغات هي تعابير دينية معظمها من باب الدعاء مثل "بارك الله فيك" و"لعنة الله على الشيطان"؛ أو من باب الشكر لله مثل "الحمد لله"؛ أو من باب التنزيه مثل "سبحان الله"؛ أو من باب التوكل على الله مثل "إن شاء الله" أو من باب السلام مثل "السلام عليكم"! ومثل ذلك كثير في العربية والعبرية والسريانية واليونانية. تستعمل هذه التعابير كثيراً في تلك اللغات لأنها جزء لا يتجزأ من معجمها، ويستعملها في العبرية والسريانية واليونانية المؤمن المعتقد والعَلماني الملحد على السواء لأنها ـ كما ذكرت ـ جزء من معجم اللغة فيها!

صحيح أن في تلك اللغات تعابير أخرى ليست ذات طابع ديني مثل "شكراً" و"عفواً" و"تشرفنا" و"مساء الخير" و"أتمنى لك شفاءً عاجلاً" و"تهانينا" و"مطرح ما يسري يمري/يهري" واللعنة بدلاً من لعنة الشيطان لأنها ـ أي لعنة الشيطان ـ لا تجوز في بعض بلاد العرب*، إلا أن التعابير الدينية أكثر تأصلاً في اللغة وبالتالي أكثر دوراناً على ألسنة الناس، مؤمنين معتقدين كانوا أم ملاحدة دهريين.

يحيي المسيحيون الناطقون بالآرامية ولهجاتها ـ مؤمنين معتقدين كانوا أم ملاحدة دهريين ـ بعضهم بعضاً "بالسلام عيكم" (السريانية: ????? ?????: شْلومو عَلُّوكِن - بلفظ الكاف خاءً). ويحيي اليهود الناطقون بالعبرية ـ مؤمنين معتقدين كانوا أم ملاحدة دهريين ـ بعضهم بعضاً "بالسلام عليكم" أيضاً (???? ?????: شَلوم عَليكِم ـ بلفظ الكاف خاءً أيضاً). ولا يشذ عن ذلك عند المسحيين الناطقين بالآرامية، وعند اليهود الناطقين بالعبرية، ملحدٌ دهري واحد في استعمال هذه "السلام عليكم"! إنما يكون الشذوذ عند بعض العرب الذين يتجنبون في حديثهم وبطريقة استعراضية استعمال تعابير يرد فيها لفظ الجلالة "مثل الحمد لله"، حتى ولو كانت "الحمد لله" جواباً على سؤالك "كيف الحال"! ويتجنب العَلمانيون العرب قول "السلام عليكم" لأنها تحية "عدوانية الأصل والفصل" بزعمهم، ويستعيضون عنها بتحيات وضعية أو، في أحسن الأحوال، بكلمة "سلام" فقط!

والسلام عليكم

* لعنة الشيطان يعاقب عليها في مناطق اليزيديين شمال العراق (مناطق وادي لالِش). وقت وقعت لي في بعض مناطقهم مقامة عظيمة بسبب لعني الشيطان أمام نفر منهم من باب جس النبض لأني كنت ما صدقت الحكاية في بداية الأمر. وشر البلية ما يضحك!

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 12:30 ص]ـ

لو جاءني سؤال عن المجتمع الذي أعيش فيه أخذا بالتقسيم الذي أشار إليه الأستاذ الطيبي

سأجيب بأننا نعيش في المجتمع الرابع مع أطلال من المجتمع الثاني.

الله المستعان

آه يا أبا زيد ..

المجتمع الثاني كان أمّة لها تاريخ حافل، ومجد عريق، وحضارة مشرقة، وثقافة أصيلة .. فهو الذي وضع أسسه خيار القادة، وخير أمّة أُخرجت للناس ..

أما مجتمعنا .. وما أدراك ما مجتمعنا!

فلا أدري حقيقة في أيّ طور أضعه ..

ولعلّ في تلميح الأستاذ عبدالرحمن - حفظه الله - ما يوحي أنّه بحقّ زمن الرويبضة ..

وصدق الشاعر إذ يقول:

قد استذلّ بنو الإسلام واعجبي ... كأنّهم دمية من جبس أو خشب

لا حسّ ويحك لا إحساس عندهم ... رضوا بلقمة عيش الضّنك والتعب


أترى مجتمع الرويبضة كان أم لم يكن بعد؟!
أستاذي الفاضل عبد الرحمن ..
سؤالك في محلّه!
فلو نظرنا من حولنا .. فى مؤسّسات الدول والأحزاب والإدارات .. بل وفى كلّ ما يحيط بنا من مناخ اجتماعيّ أو واقع مُعاش .. فلا أظنّك ستخالفني الرأي في أنّ الذي نراه ما هو إلا تفاهة .. وسفاهة .. وتهافت!

فلا الرئيس في العمل هو الأحقّ بمنصبه، ولا الوزير في الدولة هو الأحقّ بمنصبه، ولا الرئيس نفسه هو الأحقّ بمنصبه أو الأجدر بتبوّئه .. وقِس على ذلك سلّم المجتمع كلّه .. درجة درجة ..

فأمّتنا تعيش مرحلة تناقض فريدة بين المكان والمكانة .. فالمكان أكبر والمكانة أقلّ .. والقدر أعلى والقدرة أضأل وأدني! ومن ثمّ فإنّ زمناً هذا هو شأنه .. وشأننا معه .. ماذا يمكن أنْ يكون اسمه المناسب لخصائصه وصفاته؟

يقول نبيّنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدّق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة" (صحيح) \ الصحيحة 1887. صحيح ابن ماجة 2. رقم الحديث 3261.

قد والله صدقتَ يا رسول الله - صلّى الله عليك وسلّم تسليماً كثيراً ..
تُرى أليست هذه السنوات التى نعيشها في حاضرنا هى السنوات الخدّاعات التى تفشّى فيها الخادعون .. حتى أصبح الخدّاع هو الأكثر ظهوراً وانتشاراً في العالم الذي نعيشه؟!
ألم تذهب الأمانة في زمننا إلى الخونة، ونأوا بها عن أصحاب الأمانات من المؤمنين والمؤتمنين؟!
ألم نصدّق فيه الكاذبين .. وكذّبنا فيه الصادقين؟!
ألم يتقدّم فيه الأدعياء على الدعاة .. والمتعالمون على العلماء .. والمتذاكون على الأذكياء؟

إنّه بحقّ زمن الرويبضة!
ولعلّ السبب في ذلك مرجعه فقدان القيم والدين بالكليّة ..
نسأل الله العليّ القدير أنْ لا يجعلنا منهم!
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير