تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان أخونا الممثل الهولندومصري يعلم حوالي مائة شخص ـ أكثرهم نساء ـ الرقص الشرقي على الدقة ونصف في ورشة العمل على أنه حضرة ذكر على الطريقة الشاذلية! وأعجب العجب أن أمة من إماء الله البلجيكات جاءتني بعد الورشة الصوفية وقالت لي: أريد أن أسلم وأتصوف بشرط ألا أصلي ولا أصوم ولا ألتزم بالشريعة لأن هذه الأمور معقدة ... أريد روحانيات فقط! وطلبت مني أن أدلها على تكية صوفية في بلجيكا يكون الذكر فيها على طريقة أخينا الممثل الهولندومصري! قلت لها: عليك بالدرويش الهولندومصري فهو المسؤول عن هذه الورشة الفنية في تعلم الصوفية على الدقة ونصف، لأن مسؤولية هذا العبد الدرويش كانت مقتصرة على إلقاء المحاضرة فقط! وفررت من المعمعان بجلدي!

وما ضحكت مثل مساء الأمس قط، وشر البلية ما يضحك!

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[18 - 09 - 2008, 02:24 ص]ـ

"بَعد الكَبْرَة، جُبّة حَمْرَة"!!!

جاري البلجيكي لِيُو، وجارتي الإيطالية الأصل مِرْيَم ـ ودارهما تحد داري من جهة الشرق ـ تزوجا أمس، في اليوم السابع من الشهر السابع من السنة السابعة من الألفية الثالثة .. ليو في الخمسين من عمره، ومريم في الأربعين من عمرها، ولهما بنت عمرها ثماني سنوات، وغلام عمره خمس سنوات، وهو ربيع ابني فارس ..

يسكن ليو ومريم معاً منذ عشرين عاماً تقريباً، ولم يتزوجا قبل الأمس، لأن الزواج في بلجيكا وغيرها من دول الغرب أصبح اليوم "دقة قديمة"، وارتباطاً غير مرغوب فيه، يجلب صداعاً لأصحابه وقت المشاكل والطلاق، لذلك يهجره المؤهلون طبيعاً للزواج، ويصر عليه غير المؤهلين طبيعياً أو دينياً للزواج!

بكلام آخر، لا أحد يصر اليوم على الزواج ويحافظ على مؤسسته إلا أقلية قليلة جداً من الناس الطبيعيين المتدينين ـ يشكل المسلمون واليهود غالبيتهم ـ من جهة، واللوطيون والسحاقيات، بعدما شرّعت بلجيكا وكثير من دول الغرب تزويجهم رسمياً (لأسباب تتعلق بجبي الضرائب)، من جهة أخرى. أما المطالبون بحقهم في الزواج ـ وهم القساوسة والراهبات الكاثوليك الذين تحرّم الكنيسة الزواج عليهم للعهد الذين يقطعونه على أنفسهم وقت التزامهم بالرهبنة ـ فإن صوتهم يعلو يوماً بعد يوم، ومطالبتهم تشتد حدتها، والكنيسة لا تلبي طلبهم، وهو ما جعل الرهبنة الكاثوليكية في الغرب تكاد تصبح نادرة، فالكنيسة الكاثوليكية اليوم تعاني من نقص شديد في القساوسة والراهبات، وهو ما جعلها تستورد القساوسة والراهبات من جنوب أمريكا، وإفريقيا، والفلبين، فتؤهلهم لغوياً للوعظ في أبرشياتها المنتشرة في البلاد ..

المهم نعود إلى جاريَّ ليو ومريم! تزوجا أمس زواجاً مدنياً رسمياً في البلدية، واضطر المحافظ ـ وهو منتخب عن الحزب الديموقراطي المسيحي ـ إلى إحضار كرسيين إضافيين لابنهما وبنتهما أثناء الجزء الرسمي من عقد الزواج، لأن المراسيم تقتضي تخصيص كرسيين اثنين فقط لعروسين اثنين بلا أولاد .. ، ولأنه ـ أي المحافظ ـ كان زوّج قبل جاريَّ العزيزيْن، لوطيَّيْن اثنيْن .. ، أنهيا المراسيم بقبلة منكرة وسط حوقلة المحافظ "بالكاثوليكي"، ووسط غمز الحضور ولمزهم وسهسكتهم بلا صوت .. ومن الجدير بالذكر أن الليبراليين هم الذين شرّعوا تزويج المِثليين من لاطة وسحاقيات، وفرضوا ذلك فرضاً على الكاثوليك لأنهم ـ الليبراليون ـ كانوا يحكمون البلاد مع الاشتراكيين وبدون الكاثوليك، فشرّعوا ذلك وأخرجوا من خطبة الزواج الرسمية كل إشارة دينية، واستبدلوها بكلام الفلاسفة والشعراء وجبران خليل جبران كما سمعت بأم أذني، وسندانها، أمس! وبما أن ليو ومريم "غير مؤمنين"، فإنهما لم يتبعا زواجهما المدني بزواج كنسي، بل بحفلة "بدائلية" في الشارع، جبيا فيها من الأصحاب والجيران ثمن تذكرتين وإقامة شهر عسل في نيويورك ..

أضحكني منظر جاري أمس وهو يرتدي بدلة عرسان .. فمازحته وعلمته المثل السوري: "بَعد الكَبْرَة، جُبّة حَمْرَة"، فقال لي: "أمي امرأة كاثوليكية مؤمنة، وهي "تنق برأسي" منذ عرفت مريم، وتطالبني، منذ ولادة البنت والولد، بالزواج في الكنيسة. وبما أنها شاخت وأصبحت في أيامها الأخيرة، فإني بررتها بالكفاية بالزواج في البلدية"!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير