تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بلا ثورة، ولا مرارة عتاب، ولا تبريرٍ ولا كشف حساب، فقط تسأل عنه .. تسأل بالغزير من الحب المشوب -لثقتها -بنزر من خوف الرفض:

يسأل الأيام عني ... بقليلٍ من وجلْ

تسأل دون أن تنطق حرفا واحدا، سألت عيناها المكان .. الذي يعرفها جيدا ..

وسألت الزمان الذي كان يرتبط بها دائما

هل تُرى الماضي تولى! .... أم تراه لم يزل!

المخرج بقرار حازم وحاسم وصارم اقتطع المشهد ولم يطُلْ:

لم يجد غير صداهُ ... رده سفح الجبلْ

وكان دقيقا ليقول شيئا خفيا حين جعل السفح يرد وأنفَت القمة!

جاءت وفي أحضانها أملٌ ينبض سرعان ما عادت وعلى أكتافها نعشه:

فتولى بانكسار ... حاملا نعش الأملْ

مرَّ المخرج سريعا على أحداث الماضي وسؤال الحاضر، ثم أفاض بالتفاصيل في مشهد يمكن أن يكون الذروة وعقدة السيناريو:

لم يكد يمشي قليلا .. نحو باعٍ أو أقلْ

يعني المخرج توجعها وترددها ... يعنيه كثيرا!

هل توجعَ وترددَ يوما فيجد متنفسا بخطوات بحثها عنه!

أو لعل مسافاته إليها ممتدة طويلة فلا بأس إن سارت هي باعا أو غمرها الحنين بعد أقل من باع!

أنزل النعش وألقى .. نظرةً ملأى بِطَلْ

حتى الآن لم تبكِ .. اغرورقت عيناها فقط ..

ما أقسى الدمع الذي يرفضه الظاهر ولا يقوى كتمانه الباطن.!.

دمع ينبع من أغوار الأعماق، فيظهر أوله نضحا قليلا حائرا في الآماق ..

كان مرتفعا بارتفاع هذا الأمل الذي أُنزِل ..

تلقي نظرة الوداع الأخيرة –ولا أتخيل هذا المشهد يتقدم إطلاقا -:

من خلال الدمع: ترى "مَدى " كان دافئا مشتعلا "صار رمادا"

ومرتعا كان معشبا عامرا " صار يبابا موحشا"

فرأى الأفق رمادا ... وبقايا من طللْ

هذا ما تراه العين المجرَّدة! أما ما تشعر به الأفئدة المجرَّحة فمساحاتٌ شاسعة قاحلة تطوف بها نظرتها التأملية الأخيرة،

حيث أن هذا الجفاف: مجرى فيضان غَمَر!

وبقايا من غرامٍ .. كان فيضا واضمحلْ

تنحني على النعش المُنزَل "يصرُّ على العودة هذه"

تنحني والآن -فقط -يهطل الوابل:

عاد للنعش المسجى ... فبكى، ثم ارتحلْ

يسترخي طويلا مع (ثم)!

يستعذب هذا الغيث ..

حتى نرى الطيف يستجمع جراحه ويرحل بلا أمل ..

ضنَّ عليها المخرج أن تعود حتى بأملٍ ميت!

لا تغادر ..

لقطة أخيرة خلف الأسطر:

تعود العدسة لذات الملامح الساكنة مع اختلاف طفيف: بدت عليه إمارات الرضا (السكون يشي بأنه رضا غير سعيد)

وارتسمت ابتسامةُ النصر (السكون ينم عليه بأنه نصرٌ غير مبهج)

النهاية

وبعد:

هل زار الطيف حقيقة فكان الفيلم ارتجاعا فنيا "فلاش باك"، أم أنها أمنية دفينة وحديث خيال حالم ولم يأتِ أحد؟

.. النهاية مفتوحة ..

أستاذتي "أحاول أن" قرأتُ قراءتك التحليلية أكثر من مرة وفي كل مرة كان يقيني يزداد بأنك أنت من نظم القصيدة موضوع النقاش فلم تتركي شاردة ولا واردة إلا واقتنصتها عدستك الرائعة فجاءت لقطاتك دقيقة مثيرة.

أشكرك أيتها المخرجة المبدعة، لاعدمنا قلمك المتميز وعدستك الصاحية.

ـ[أحمد رامي]ــــــــ[12 - 06 - 2010, 01:38 ص]ـ

في القصيدة مونولوج داخلي فطيف الحبيبة هوـ من وجهة نظري ـ روحك التي تتحسر على فقد الحُب ـ إنْ سمحت لي طبعا ـ وتتمنى عودته (قنص موفق) , ولذا أيقظت طيفها النائم في روحك ليسأل والمجيب هو الجانب الحزين فيك!! وأنت من يملك السر فيه وحدك لأنك لم تدع للمتلقي سببا في فهم كنه ردك السلبي على طيفها!! ولا حتى بالرمز (فراسة أقدِّرها)!!

الغريب أن أرى مفردات الموت والفقد هي التي شاعت وليس الحب في قصيدة من المفترض أن تكون عاطفية (رصد دقيق)!!

مثلا ذكرت كلمة النعش في قولك:

أنزلَ النعشَ وألقى ...... نظرةً ملآى بِطَلّ

حتى حين ذكرت كلمة الأمل قرنته بالنعش! في قولك

فتَولّى بانْكِسارٍ ...... حاملاً نعشَ الأملْ

ولفظ الرماد من الألفاظ التي تدل على النهايات القريبة. في قولك:

فرأى الأُفْقَ رماداً ....... وبقايا من طَلَلْ

يا له من شعور أليم. ولكنها الحقيقة حين تتعرى بلا رتوش أو تجمل أمام النفس!

وبعد الموت باضمحلال الحب يأتي الرحيل فالبكاء. في قولك:

وبقايا من غرامٍ ...... كان فَيضاً واضْمَحَلّ

عاد للنّعش المسَجَّى ..... فبكى، ثمّ ارْتَحَلْ

سأعنون لقصيدتك باحتضار الحب ـ إنْ سمحت لي ـ (أليس كان فيضا واضمحل) تعني الإحتضار والتلاشي ببطء؟

هو رثاء الحب

حين يكون الحب مستحيلا فإن الأفق على رحابته سيبدو رمادا:

فرأى الأُفْقَ رماداً ....... وبقايا من طَلَلْ

اعذرني على نقدي للنص ولكنه أثرى مخيلتي واستفز الجانب المحبب عندي وهو النقد

ويبقى النص أنت من تملك مفاتيحه ونحن مجرد متلقين نعبّر عن فهمنا لرموز النص على قدر محيطنا الثقافي والبلاغي والأدبي.

شكرا لك

أعجتني قراءتك الجديدة للنص وقد حاولتِ الوصول إلى أبعد نقطة في العمق وقد خشيتُ أن تلامسيها.

إحساسك حي نابض.

أشكر لك مرورك الذي أمرع سهول متصفحي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير