أحبك ثم أعشق أن أراكا
وكيف تحبه حتى يراكا
لا أدري ما أقول؟ الشطران جداً متوافقان. و أظنُّ أنَّ رجلاً في قامتك ليس بحاجة لأن ينتظر شرحاًً ممن هو مثلي، و مع ذلك سأشرح البيت لمن يطلع على هذه المشاركة.
القصيدة كُتبت عندما فارقت المحبوب الذي تدور حوله القصيدة، و يبدو أنَّ هذه المشاعر لم يكشفها إلا البعد و النوى،فكان مناسباً - على ما أرى- أن أبتدأ القصيدة بشيئين: الأول- التعبير عن حبي، و شوقي للرؤية البصرية لا القلبية. و الثاني- لفت نظر المحبوب و إثارته للإجابة عن سؤال افترضتُ ضمناًً أنَّه مُحقق، و هو أن يجيبني هو: أنه لا يوجد في قلبك أحدٌ غيري. و استخدام (مَن) ملائم جداً. فالسؤال بها يتطلب حديثاً، و لا تملك فقط الإجابة بالإشارة أو نعم أو لا كما في هل. و في هذا قصدٌ لإطالة الحديث مع المحبوب. و عليه فالرابط بين الشطرين جليٌّ جداً، لمن عرف القصد.
حسنا سنضع لك ما
أحبُّك ثمَّ أعشقُ أن أراكا ** وما لي في الهوى أحد ٌ سواكا؟
اقتراح مقبولٌ جداً. و لكني لم أردْ أن أنفي أنا، بل أردت أن يكون النفي من المحبوب و لعل ذلك أبلغ و أدل، و هو ماأشعر به حقيقة.
فمن الطبيعي، بل من المبتذل أن يعبر الشاعر عن شدة تعلقه وحبه و أن ينفي أن يكون لأحد مكانة في قلبه مثله. و لكن اللمسة في هذاالبيت، و التي لم يحذقهاأو لم يشر إليها من قرأ القصيدة، هي ادعائي (الشاعر) أنَّ المحبوب سيجيبه أنَّه (أي الشاعر) لا يحب أحداً سواه. و في هذا معنى لطيف على ما أرى.
أُقبّلُ تُرب َ أرضك كلَّ يوم ٍ ... و أحلم ُ أن أعيش فدى حماكا
ومتى سترقى لترب سمائه:)
تعيش فدى؟؟؟؟
إن فديت فانس العيش
وإن فديت الحمى فقد كان يكفيك منه موضوع دار
أيها الجبلي- الذي أقدِّرو أحترم- المعنى المبتذل و الشيء المألوف أن تموت فدى الحمى أو غير ذلك. و دائماً كان يُعبَّرُ عن الفداء بالموت ... و ليس جديداً، فنحن نفتدي ذنوبنا و خطايانا، و نتقرب إلى الله بالموت في سبيله
و لاستشهاد.
لكن الجديد الذي أردته أن يكون الفداء بالعيش. فإذا مت فلا شك أنني أفتدي. والذي يدخل السرور الشديدعلى نفس المحبوب أن تقول له إنِّي أعيش لك من أجلك .. أسعى كلَّ يومٍ و أقتات من أجلك ... من أجل أن أبقى أحبك ... ما رأيك في هذا المعنى؟ ثم أن أبرزت أنِّي مستعد للتضحية و فداء النفس في البيتين اللذين استقبحهمابعض الإخوة. (و إن شئت الطعام .... و سأعصر .. ).
هذا شعر
- تصافح كفي َ الدنيا جميعا ً ... و ما عشق ٌ لها إلا لقاكا
وبعد تقبيل تربه أرضه تدعوه لأرضك
- أحبُّ غبار نعلك فوق أرضي ... يعطرها كما أذكى ثراكا
مباراة الإياب:)
هي كذلك ... صدقت.
وأما مناخ الدمع فعجيب
- أنختُ دموع عيني فوق خدي ... فمذ فارقت ُ ما زالتْ تراكا
العجز جميل منفردا
الغريب أنَّ هذا البيت يعجبك فيه الشطر الثاني، و تعجب من الشطرالأول، في حين كل من قرأالقصيدة أعجبه جداً الشطر الأول، و مشاركة الأخ مسلم-في التعليق على هذاالبيت- عكس ما تقول.
الشطران- من وجهة نظري- فيهما ترابط شديد، ليت من قرأ القصيدة من الإخوة أدرك ذلك ... لن أشرح؛لأنََّّني - كما يبدو لي من قولكم- من الصغار و أصحاب العلم القليل و الخبرةالمعدومة، فلن يُُؤخذَ بماأقول.
همسة: قل ما انفكت تراكا
همستك وصلت. غيرَ أنَّ استخدام مازالت ليس خاطئاً مطلقاً. ليتكم تعقبتم الأخطاء اللغوية المخيفة التي وقع فيها المشاركون في هذا الموضوع، لاسيما من انبريتم للدفاع عنه. تأدباً لم أشأ أن أبينه في موطنه.
شكراً لكم على جميع الملحوظات القيمة، التي كان فيها الشيء الكثير من الصواب.
هناك أبيات كان من الإنصاف أن يوضح ما فيها من جمالية لتفرد صورها الفنية، كنت أرجو أن تُوضَّح، لا حباً في المدح -كما زعمتم-و لكن حتى لا يُفهم أنَّ كل ما في القصيدة هو سيء. فالنقد إبراز للجمال و القبح. (و هذا هو الإنصاف).
شكراً لاستضافتكم في الفصيح، و إنْ كنتم ترون أنَّ وجودنا يسيءإليكم و إلى رموز الملتقى و قاماته، فسنشد الأمتعة و نرحل بحثاً عن مكان لا يضيق ذرعاًبأسئلتنا و مشاركاتنا.
و شكراً لكم.
ـ[عاشق ولكن؟!]ــــــــ[03 - 05 - 2010, 03:29 م]ـ
تحية طيبة مباركة أخي خالد:
مما علمني الفصيح أن لا رأي لتلميذ أمام أستاذ وأن خطأ الأستاذ مغفور ومقبول مرحبا به وكأنه كلام رسول لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وكلام التلميذ "وإن كان صوابا" مرفوض ومردود وفي ميزان الثقافة مرجوح.
لهم أن ينتصفوا لأنفسهم بكل رد وليس لغيرهم أن ينتصف ولو كان محقا.
أخي خالد:
سلِّم تسلم ولا تطل أو تنصف نفسك فتحذف نافذتك .. "اسأل مجرِّب"
وأرجم أني سأحاسب على وجهة نظري هذه.
عفوا: أساتذتي لا يساء الظن بي أو تعتقدوا أني انتصف لنفسي أو لأخي ولكنها الحقيقةالتي شاهدها أخي كما شاهدتها
ملاحظه مهمه/
نحن نحاكم نصوصا وكتابة لا أشخاصا فليس للسابق فضل على اللاحق مالم يسبقه برأي منصف مقبول وفي ميزان العدالة موثوق.
لك تحية إجلال وإكبار واحترام أخي خالد
¥