تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

15، 16، 17 – قال في ص (19): " فلننظر في هذه السور على سبيل المثال لنرى أي سحر كان فيها اضطرب له الوليد "، " فأين هو السحر الذي تحدث عنه ابن المغيرة بعد التفكير والتقدير "، " لا بد إذن أن السحر الذي عناه كان كامناً في مظهر آخر غير التشريع ومعلوم أن الوليد ما قال: (إن هذا إلا سحر يؤثر) إلا خبثاً منه وتشويهاً للقرآن وتنفيراً منه ولهذا ذمه الله أشد الذم وتوعد بأنه سيصليه سقر ".

18 – في ص (24): " فلننظر في هذه السور بالإجمال – لنرى – أي سحر كان فيها استأثر بالسابقين الأولين الذين تابعوا محمد حتى قبل أن يعتز الإسلام بعمر ".

19، 20، 21، 22 – ص (25): قال عن العرب المعاصرين لنزول القرآن: " إنهم سموه تارة شعراً وسموه تارة سحراً "، ثم قال: " لقد تلقوه مسحورين يستوي في ذلك المؤمنون والكافرون. هؤلاء يسحرون فيؤمنون، وهؤلاء يسحرون فيهربون، ثم يتحدث هؤلاء وهؤلاء عما مسهم منه فإذا هو حديث غامض لا يعطيك أكثر من صورة المسحور المبهور الذي لا يعلم موضع السحر ".

وانظر إليه كيف يستخدم لفظ المس الذي يصاب به من به مس من الجن أو السحر. قد تقول: إن سيداً إنما يقصد تأثير القرآن.

أقول: نعم لكن أما كان يسعه أن يستخدم لفظ التأثير وقوة التأثير مثلاً؟ بلى ولكن سيداً قد صرح بأنه لم يخضع في عمله هذا لعقيدة دينية تغل فكره عن الفهم.

وقال في ص (25): " وإننا لنستطيع أن ندع – مؤقتاً – قداسة القرآن الدينية ".

فهذا هو السر في إطلاق السحر على القرآن وإطلاق المسرح والسينما والموسيقى وغيرها مما لا يليق إطلاقه على كلام من يحترم نفسه وكلامه من البشر فكيف بكلام الأنبياء فكيف بكلام الله عز وجل.

يرى سيد قطب في (التصوير الفني) ص (25) أنه أتى بما لم تستطعه الأوائل في فهم القرآن بما فيهم الصحابة والمفسرون وعلماء البلاغة وغيرهم فقال: " كيف فهم القرآن لا نستطيع أن نجد في حديث الغرب المعاصرين لنزول القرآن صورة معينة لهذا الجمال الفني الذي سموه تارة شعراً وتارة سحراً وإن استطعنا أن نلمح فيه صورة لما مسهم منه من تأثير لقد تلقوه مسحورين يستوي في ذلك المؤمنون والكافرون، هؤلاء يسحرون فيؤمنون وهؤلاء يسحرون فيهربون ثمَّ يتحدث هؤلاء وهؤلاء بما مسهم منه، فإذا هو حديث غامض لا يعطيك أكثر من صورة المسحور المبهور الذي لا يعلم موضع السحر فيما يسمع من هذا النظم العجيب، وإن كان ليحس منه في أعماقه هذا التأثير الغريب.

فهذا عمر بن الخطاب يقول في رواية: " فلما سمعت القرآن رقَّ له قلبي فبكيت ودخلني الإسلام " ويقال عنه في رواية أنه قال: " ما أحسن هذا الكلام وأكرمه ثم ساق قصة الوليد بن المغيرة فقال وهو كافر بمحمد وبالقرآن لا يتهم بحبه وموالاته: " والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليحطم ما تحته وإنه يعلو وما يعلى عليه، ثم يقول: ما هو إلا سحر يؤثر " ".

التعليق:

أولاً – لا يجوز إطلاق السحر على القرآن ولا على تأثيره في العقول والنفوس.

ثانياً – تصوير فهم العرب ومنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أبرزهم عمر بن الخطاب بأن حديثهم عن تأثير القرآن في نفوسهم حديث غامض.

وإن حديثهم عن هذا التأثير – الذي يصفه سيد قطب بالسحر – حديث من لا يعلم موضع التأثير – الذي يسميه بالسحر من الجرأة بمكان لا سيما وفي القوم عمر بن الخطاب المحدَّث الذي كان ينزل القرآن بموافقاته وتأييد نظراته العميقة، عمر الذي شهدله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأري الري يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم " رواه البخاري في كتاب العلم رقم (82)، ومسلم في العلم رقم (2671)، وقال في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم).

ماذا يرى سيد قطب في علمهم وفهمهم؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير