ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 07:06 م]ـ
نعم أحسن الله إليك، السابق يأخذ من اللاحق، ولكن هذا لا يمنع من الاختلاف والتفاوت المنهجي بين الكتب.
فـ (التعريفات) للجرجاني لا يصنف على أنه معجم لغوي، وكذلك (كشاف اصطلاحات الفنون) للتهانوي؛ لأن منهج العرض في الكتابين يختلف تماما عن منهج المعجمات المعروفة.
أما منهج المصباح المنير - (لاحظ أنا أتكلم عن المنهج فقط) - فلا يختلف إطلاقا عن تهذيب الأزهري ولا عن لسان العرب ولا عن مختار الصحاح.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 09:27 م]ـ
وانظر تعريفه للاستقراء، وانظر إلى طلبة العلم في نقلهم عن صاحب المصباح تعريفَه للاستقراء يظنونه التعريف اللغوي لأنه في أحد كتب اللغة!
تعريف صاحب المصباح للاستقراء لا يختلف في مجمله عن باقي كتب اللغة
فقوله:
(واستقرأت الأشياء تتبعت أفرادها لمعرفة أحوالها وخواصها)
هو تعريف لغوي، ولكنه عبر عنه بتعبير أوضح.
قال في اللسان:
(قروت البلاد قروا وقريتها قريا واقتريتها واستقريتها إذا تتبعتها تخرج من أرض إلى أرض .... واستقراها تتبعها أرضا أرضا وسار فيها ينظر حالها وأمرها .... واستقريتهم مررت بهم واحدا واحدا).
ونحو ذلك في بقية كتب اللغة، فأين الشذوذ في كلام صاحب المصباح؟
ولكن انظر إلى تعريف صاحب التعريفات للاستقراء:
(الاستقراء هو الحكم على كلي بوجوده في أكثر جزئياته)
تجد الاختلاف المنهجي بينهما واضحا، والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 09:33 م]ـ
كتاب المطرزي (المغرب في ترتيب المعرب) الذي أذكر أن المعرب كتاب حنفي، أتى الزمخشري الصغير فرتبه و شرح غريبه
هذا خطأ، فليس (المعرب) كتابا فقهيا كما يوهم كلامك.
فـ (المُعْرِب) للمطرزي أيضا، وهو كتاب مطول، ويبدو أنه مفقود.
و (المُغْرِب) هو اختصار المؤلف نفسه لكتابه المطول مع ترتيبه.
وهذا مشابه تماما لصنيع الفيومي في المصباح في اختصار وترتيب كتابه المطول المفقود أيضا.
ويُنظر: (معجم المعاجم) تأليف: أحمد الشرقاوي إقبال.
ـ[هيان بن بيان]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 10:43 م]ـ
الشيخ الفاضل .. بالنسبة لترتيب الكتاب فهو شيء علق بالذهن قديماً أحتاج الآن التثبت منه.
---
و نعم، اللسان معجم لغوي مشهور و هو طافح بالاصطلاحات العلمية إذ ليس من شرطه تخليصه منها، حتى إن الشيخ محمود شكري الألوسي استخرج منه رسالة في بيان علم العروض!!
-----
عذراً يا شيخنا: السابق يأخذ من اللاحق، لم أفهم.
------
بالنسبة لمنهج المصباح فأنا أسلّمكه للمرة الثالثة ..
------
و أما الاستقراء فلا أسلم -من غير مكابرة- أنها من التفسير اللغوي، بل هو من الاصطلاحي.
نعم هذا تعريفٌ اصطلاحي لكنه تعريف ناقص بعض القيود البيانية.
لأن الاستقراء في اللغة هو التتبع مطلقاً .. و التتبع فقط،
و وجه اصطلاحيته: أنه لما ذكر الأفراد و الأحوال و الخواص؛ دخل في الجوِّ الاصطلاحي.
و ما نقلته عن ابن منظور تفسير منه يدور في فلك كلام الفيومي .. و انظر كلامه: الاستقراء تارة بتتبع الأرض و تارة بتتبع البلدان و تارة الأشخاص .. إذاً الاستقراء التتبع مطلقاً بغض النظر عن المتَتَبَّع.
و لهذا نقول المعاني اللغوية عامة فإذا ما أضفتَ لها قيوداً دخلت في الاصطلاح.
و للمقارنة بينه و تعريف الجرجاني:
قوله إن الاستقراء (يكون لمعرفة الأحوال) .. نسأل هل المراد الحكم عليها أو لا؟
هذا ما يجعله تعريفاً ناقصاً عما يذكره صاحب التعريفات لأنه تعريف بالأعم .. لكنهما تعريفان اصطلاحيان أحدهما أنقص من الآخرالأتم.
------
و بالنسبة لكتاب المطرزي .. فإيهام كلامي غير مقصود حقيقةلكني أحكي واقع الكتاب و حاله،و سأنقل لك من المقدمة:
قال في المقدمة: (فهذا ما سبق به الوعد من تهذيب مصنفي المترجم بالمعرب وتنميقه وترتيبه على حروف المعجم وتلفيقه اختصرته لأهل المعرفة من ذوي الحمية والأنفة من ارتكاب الكلمة المحرفة بعدما سرحت الطرف في كتب لم يتعدها في تلك النوبة نظري فتقصيتها حتى قضيت منها وطري كالجامع لشرح أبي بكر الرازي والزيادات بكشف الحلواني ومختصر الكرخي وتفسير أبي الحسين القدوري والمنتقى للحاكم الشهيد الشهير وجمع التفاريق لشيخنا الكبير وغيرها من مصنفات فقهاء الأمصار ومؤلفات الأخبار والآثار).
هذا كتاب يشرح فيه كل ما يهمُّ الفقهاء و المتفقهين من الحنفية، وهو الواقع.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 11:34 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
أنا لم أنكر أن في المصباح تعريفات اصطلاحية، ولكنها من الندرة بحيث لا يمكننا أن نحكم على أن الكتاب بأنه كتاب اصطلاحات.
وإذا كان الاستقراء في اللغة هو التتبع مطلقا، فهذا لا يمنع من صحة تفسير المصباح، لماذا؟ لأنه لم يشترط استيعاب المعاني اللغوية، بل مجرد تعبيره عن أحد المعاني هو أمر سليم، ويظهر ذلك بما سبق نقله:
قال في المصباح:
(واستقرأت الأشياء تتبعت أفرادها لمعرفة أحوالها وخواصها)
قال في اللسان:
(واستقراها تتبعها أرضا أرضا وسار فيها ينظر حالها وأمرها)
أنا لا أكاد أرى فرقا مؤثرا بين الجملتين، إلا أن اللسان خصها بالأرض والمصباح عمها، والتخصيص غير مراد باتفاق، بل هو من باب ضرب المثال، فيلزم من ذلك اتحاد التعريفين.
¥